الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراجع الدينية والثوابت الوطنية

كريم التميمي

2008 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو ان بعض المفكرين من الكتاب والمثقفين لا يعيرون اهتماما كبيرا ومهما بالواقع العراقي وما يتمخض عنه من كوارث ومأسي كبيرة دفعت اثمانها الكثيرمن العوائل العراقية على مختلف اطيافها ،ولا زالت افكار بعض الكتاب ترفض النقد الموجه الى بعض الرموز والمراجع الدينية ولا يسمحون المساس بهذه المراجع او حتى النقد البسيط او الغير مباشر لها ،لكونها معصومة ولا يجب التقرب منها ، ونحن في الحقيقة ليس لدينا عقدة معينة مع هذه المراجع الدينية او الشخصيات السياسية او حتى الطقوس الدينية التي تمارس بشكل طبيعي ،ولكن الذي يهمنا هو الاهتمام بهذه المراجع الدينية( على اختلاف فروعها وتشعباتها) ، على حساب الثوابت الوطنية وبناء الدولة على اسس علمية ومهنية بعيدة عن المسميات والرموز الدينية ، وعندما نقوم بتوجيه النقد لهذه الرموز الدينية او المرجعية ،ليس بقصد النيل من هذه المرجعية او تلك ،ولكن فقط للاشارة بأن الاعتماد على هذه الرموز الدينية والسير خلفها دون ان يكون هناك لدينا فسحة للتفكير وبناء الذات والشخصية المستقلة سيجعلنا ندور في حلقة من الأوهام والافكار البعيدة عن الواقع العملي والموضوعي
اثارني بعض ما كتبه الاخ كريم النوري في مقاله الاخير (ما علاقة غلاء البصل بأخلاص العمل)

على الرغم من كوني احترم جميع وجهات النظر والافكار والاراء التي يعبر عنها الكتاب والمثقفين، فالأختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية كما يقول المثل الشائع... ولكون السيد النوري اثار هذا الموضوع ،فأني اقول له وبكل صراحة نعم توجد علاقة وثيقة بين( الاخلاص في العمل وغلاء البصل ) ليس من باب العلاقة المباشرة بينهما ،ولكن لو كان هناك اخلاص في العمل والتفاني من اجل تقديم ما هو افضل ، لانعكس ذلك على مستوى الخدمات التي يعاني منها المواطن، والتي هي مقياس لتقدم وتأخر أي مجتمع ولكني اجدك في الكثير من كتاباتك لا تهمك هذه المعانات التي يعاني منها المواطن العراقي والتي لم يشهد لها تاريخ العراق خلال فترة زمنية طويلة ، ومع ذلك تعتبرها سلبيات قد تحدث هنا او هناك !!
يا أخي ما هذه الاستهانة بمشاعرالمواطن العراقي !! هل ان ذهاب اكثر من مليون ضحية منذ الاحتلال الى يومنا هذا واكثر من اربعة ملايين مهجر في الداخل والخارج وتدمير البنى التحتية للدولة والاقتتال الطائفي والمذهبي وسوء الخدمات وما الى ذلك الكثير من الظواهر السلبية التي ظهرت مؤخرا في طبيعة المجتمع العراقي، توجزها بأنها سلبيات صغيرة تظهر هنا وهناك في رأيك!!
والاكثر من ذلك والذي يثير السخرية اذا سمحت لي ، ادعائك ان المباديء والمقدسات والقيم الوطنية والاخلاقية لا صلة لها بالاوضاع والخدمات !! وهل من المباديء والقيم الوطنية ان يبقى هذا الشعب متفرغ للطم والبكاء خلف المرجعيات والرموز الدينية وممارسة الطقوس الدينية المختلفة على مدار السنة وحضور الخطب الدينية والتي معظمها تدعو الى التخندق الطائفي ، دون يركز على توفير حاجياته الاساسية من خدمات صحية وتعليمية وثقافية وتوفير ابسط سبل العيش لابناء جلدته والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل ،هل هذا في رأيك ليس له علاقة بالمباديء والمقدسات والقيم الوطنية؟ ، اليس جزء من الواجب الشرعي لهذه الرموزوالمراجع الدينية ان تطلب من مقلديها التفرغ للعمل وبناء دولة القانون ومؤوسساته وتوفير الخدمات الى ابناء الشعب؟ وما فائدة هذه المراجع والرموز الدينية اذا لم تكن قادرة على ترجمة من يؤمن بها وبمقدساتها وأفكارها ومبادئها الى واقع عملي وموضوعي يبعث الامن والاستقرار في نفوس المجتمع وتوفير افضل الخدمات لهذ المجتمع الجريح وهل ترضى مراجعك الدينية ورموزك الوطنية ان يبقى المجتمع العراقي بهذه الصورة من التخلف والجهل والحرمان من ابسط الحقوق الانسانية .
والغريب في الامر انك تتهم كل من يحاول ان ينتقد هذه المظاهر بأنه يريد ان يرجع عقارب الساعة الى الوراء !!
وكأن الحياة لا يوجد فيها الا من يمثل افكارك او افكار النظام السابق ؟؟
وعندما تدعي ان هذه المراجع الدينية لديها قاعدة جماهيرية كبيرة وهي تستند اليها في تمثيلها وتأييدها ، ،اليس رئيس النظام السابق كان يستند الى نفس القاعدة من الجهلة والمتخلفين اليسوا هؤلاء هم انفسهم من كان يصفق ويهتف خلف القائد الضرورة ؟؟
انا يا عزيزي لا اريد ان ادخل معك في سجالات وجدل متعب لي ولك ، ارجو منك ان تعيد النظر في افكارك وقناعاتك فأنا على يقين بأنك تمتلك مشاعر وطنية ولا اشكك في ذلك، ولكن علينا ان لا نقدم هذه الرموز الدينية والمراجع على حساب ثوابتنا الوطنية وخدمة مجتمعنا
وكما يقول الامام علي (ع) عمل يوم لصالح المجتمع خير من عبادة سنة فأين هؤلاء من ذاك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر