الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالكريم قاسم كان محبوبا للشعب

عبدالله مشختى

2008 / 7 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كنا صغارا ولم نكن نعرف شيئا عن انواع الانظمة السياسية سوى كنا نسمع من الكبار عن وجود الملك فيصل الثانى وكان من الصدف ان انتشر خبر بمجئ الملك الى دهوك ليصطاف فى قصوره المنتشرة فى زاويته وسرسنك ودهوك واتذكر ان هرولنا الى الشارع العام الذى كان يؤدى الى قصره الذى يشغل حاليا من قبل مديرية صحة محافظة دهوك ، وجدنا عدة سيارات وكانت سيارته زرقاء فاتحة ومر من دار اقامته الى المصايف ورأيته من خلال نافذة سيارته كان شابا يميل بشرته الى السمرة حسب ما اتذكره وكان الكبار كثيرا ما يتحدثون عنه بالود والعطف عكس خاله الوصى عبدالاله الذى كان مذموما من العامة فى مدينتى . وكان الناس يتداولون اخبار العراق ويتحدثون عن الانكليز وسيطرتهم على مقاليد السلطة وكون الحكم بيد الاستعمار انذاك . ومرت الايام واذا اباءنا جاؤوا وهم يولولون وقد ساد الهم والحزن والغم وجوههم وخاصة النساء العجائز اللاتى قلن بان نهاية الدنيا قد اقتربت ، اذ كيف يمكن ان يقتل احفاد الانبياء والرسل لانهن كن يعتقدن بان عائلة الملك فيصل هم من سلالة النبى محمد عليه الصلاة والسلام . وانتشرت اخبار قيام ثورة ستنهى حكم الاستعمار واذنابهم من العملاء ونظامهم الملكى وسيقام نظام جمهورى ديمقراطى وسرعان ما انتشرت صور الزعيم عبدالكريم قاسم بزيه العسكرى وصور عبدالسلام عارف وصور لاعضاء مجلس السيادة ونشرت صور نورى سعيد بعد اعلان القاء القبض عليه وهو ملتف بعباءة نسائية محاولا الاختفاء والفرار من قبضة عدالة النظام الجمهورى . ومالبثت ان دبت الخلافات بين عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف وتم تهميش دور عارف وانفرد الزعيم عبدالكريم قاسم بالسلطة وقد انتشرت الاحزاب وامست تمارس عملها السياسى علنا بعد منح اجازات العمل السياسى للاحزاب العراقية ومن ثم عاد البارزانى من الاتحاد السوفيتى بعد 13 عاما من الغربة التى عاناها هو وافراد جماعته الذين كانوا قد رافقوه للالتجاء الى الاتحاد السوفيتى بعد فشل ثورته عام 1945 ضد الاستعمار البريطانى والنظام الملكى وانتشرت صور البارزانى الخالد مع الزعيم عبدالكريم قاسم وانفرادا ايضا واصبح كل بيت يعلق صورة للزعيم عبدالكريم والى جانبه صورة للبارزانى الخالدين والذين هما الان فى ذمة الخلود تغمدهما الله برحمته الواسعة . وكانت الاحزاب تقيم الاحتفالات والمهرجانات وامست الاناشيد والهتافات التى تمجد الزعيم عبدالكريم قاسم والعراق الجمهورى تتردد على كل الالسنة وتهتف الحناجر تمدح الزعيم قاسم ، ولم يكن احد ليهتم ب مجلس السيادة المكون من 3 شخصيات كون الزعيم قاسم كان الزعيم الاوحد وماكو زعيم الا كريم وقد احبه الشعب كأنه احد الافراد من عائلتهم او محلتهم او قريتهم او بلدتهم ، واتذكر حتى بعد قيامه بشن الحرب على الكرد وكردستان لم يكن الكرد له كرها بل كانوا لايزالون يحبونه كونه قائدا جمع باقة من الخصال النبيلة فى ذاته وكثيرا ما كانت قصص تواضعه وطرق معيشته تتداول بين الناس وهم يمجدون هذه الصفات والخصال التى كان يتصف بها . حقيقة لم يدخل اى رئيس حكم العراق فى قلوب العراقيين مثلما دخل فيه المرحوم والشهبد عبدالكربم قاسم وحتى يومنا هذا نرى ونسمع العديد من الاشخاص يحملون اسمه الكامل عبدالكريم قاسم حبا له ولشخصيته الفذة ولخصاله ونبل صفاته .
اعتقد ان اصدق تعبير يمكن ان نسميه بالزعيم المغدور لانه غدر به لانه كان يعتبر نفسه خادما للشعب العراقى ويعمل المستحيل من اجل انقاذ العراق من براثن التخلف والجهل والمرض العدو الثلاثى للشعب العراقى انذاك وقد قدم للعراق الكثير قياسا للزمن الذى عاشه حيث التحديات والمتناقضات الكثيرة التى تنخر فى المجتمع العراقى والمؤامرات والمكائد العديدة التى كان يدبرها الاعداء ضده خاصة حلف السنتو انذاك والذى كان من احد اهدافه الرئيسية تقويض النظام الجمهورى واعادة الملكية الى العراق ولكنه كان قائدا جريئا صمد امام كل العواصف التى هبت واقدم على تحقيق منجزات كبيرة خلال فترة حكمه القصير متحديا كل الاوضاع والعقبات التى وقفت فى طريقه . ونحن اليوم نعيش الذكرى ال50 لهذه الثورة العظيمة التى غيرت من مجرى تاريخ العراق فى تلك المرحلة نقف اجلالا لهذا الزعيم الوطنى الكبير والذى يستوجب على العراقيين ان يخلدوا ذكراه كونه القائد الفريد الذى وهب حياته للعراق وللشعب العراقى ، وعلى الحكومة العراقية ان لاتنسى مأثره ومنجزاته والذى يعتبر المؤسس للجمهورية العراقية الجديدة ، بعد ان حاولت القوى الشوفينية والمتخلفة ان تمحو ذكراه من نفوس العراقيين باخفاء جثته كى لا يصبح رمزا لاحرار العراق لانهم كانوا يخشون حتى من ذكره وطيفه ويمكن ان يلتف العراقيين الاحرار حوله وروحه عند البارى عزوجل . نعم لقد غدروا به لان الاوغاد واعداء العراق لم يرق لهم ان يتوحد الشعب العراقى خلف قائد يليق بهم وهو لا يملك شيئا فى نفسه الا ان يرى العراقيين موحدين ومزدهرين والعراق تتألق بين الامم .
ان ذكرى الزعيم الشعبى يجب ان تحفز العراقيين المخلصين لوطنهم وتربتهم ان يتذكروا صفات ذاك القائد ليتمكنوا اليوم من تحدى كل القوى الضالة التى تريد ان تلحق الاذى بالعراق والعراقيين ارضا وشعبا ، على حكومة السيد نورى المالكى ان تعيد الاعتبار الى هذا القائد الفذ والى الثورة التى قادها وانقذ العراق من الركب الاستعمارى ، كون المالكى متشابه فى اخلاصه للعراق ويتصف بصفات عديدة كان الزعيم الشهيد يتصف بها ، بهذه المناسبة العظيمة ندعوا من الله عزوجل ان يسكن عبدالكريم قاسم فسيح جنانه ويعين الحكومة العراقية فى العهد الجديد التى هى تكملة للمسيرة التى بدأ بها عبدالكريم قاسم لاعادة وجه العراق التاريخى والحضارى كونه مهد الحضارات القديمة ، ويجب ان تكون فى مصاف الدول العصرية وان تكمل بناء دولة القانون والعلم والمعرفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر