الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية التحليل السياسي العلمي

عبدالاله سطي

2008 / 7 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



فهمنا للظاهرة السياسية لا يقوم على التوصيف المباشر، أو الحكم الجاهز على الواقعة السياسية. فطبيعتها المادية، وتفاعلات الفاعلين المشاركين في صنعها وتعددهم، يحول دون البلوغ السريع لماهيتها ومسبباتها.
فضرورة إخضاع الواقعة السياسية للتحليل العلمي، يعتبر مسألة أساسية للتعرف على حقيقة هذه الأخيرة. أما التحليل الوصفي الجاهز البعيد عن الروية في الملاحظة، وإعمال المنهج القويم لتفكيك الواقعة، يجعلنا في منأى عن أي اختبار حقيقي لها. وبالتالي ضياع جهد التوصيف فيما هو غير ذي معنى.
فجل القنوات الإعلامية المرئية منها أو المسموعة وحتى المكتوبة، تطل علينا كل صباح بتحليلات وتفسيرات في شتى المجالات ، يتكلف بها مجموعة من من ينعتون أنفسهم بالمحللين السياسين..حيث نجد أن الوزن العلمي لهذه التحليلات، يبتعد كل البعد عن أي اعتبار موضوعي أو دقة في التوصيف.بل هي مجموعة من الأحكام الجاهزة المباشرة التي لا تبتعد قيد أنملة عن الاستهلاك الإعلامي. وقد أدى استضافة العديد من المنابر متخصصين في مجالات عدة، كالحركات الإسلامية،حقوق الإنسان،العلاقات العربية الأمريكية...لتحليل أحداث سياسية لم يمضي على وقوعها الشيء الكثير، فتجد ليس في قليل من الأحيان أن الاجتهادات التي يقدمها هؤلاء المتخصصين مجانبة لحقيقة الأمور.حيث يكون في الغالب ما يكون مرد ذلك لعدم إعمال النظريات العلمية في مقارباتهم، فالنظرية هي التي تقرر ما نستطيع ملاحظته كما يضيف إنشتاين.
والمحلل الذي يبتعد عن المناهج العلمية في التحليل السياسي يكون كلامه مبعثا للسخرية واللغط اللغوي الذي يموت مع الطلعات الأولى لشمس الحقيقة.
فكم هي الأفكار المغلوطة التي سربت من طرف الصحافة، تهم ظواهر آنية وشؤون سياسية مصيرية كلها وجهت الرأي العام إلى وجهة في غير محلها. خصوصا التحليلات التي تهم العلمية الانتخابية، والمتعلقة بالعمليات الإرهابية،كنماذج حية نعيشها ونراقبها يوميا على شاشات التلفزيون. هذا مع استثناء المنابر المتحيزة لطرف غير آخر، والتي بطبيعة توجهها التحريري لا يجب أن يخضع للمساءلة في هذا الشأن.
ففهمنا للظاهرة السياسية، كما يلاحظ من خلال تلك النماذج، يقوم على الإسقاط المباشر للملاحظة العينية على الحدث السياسي. في حين أن الحدث السياسي يخضع في كثي من الأحايين لاعتبارات لا يمكن الكشف عن معطياتها آنيا، بل يجب التريث حتى تنكشف الأسباب التي تؤدي إلى استخلاص النتائج القريبة من الحقيقة، ما دامت معظم التحليلات بعيدة عن الإدراك الميداني.إذن، فالتحليل العلمي الدقيق للظاهرة السياسية يمكن اختصاره من خلال كتابات المنظرين السياسيين في:
1ـ ملاحظة الواقعة.
2ـ طرح الفرضيات.
3ـ التعرف على الأسباب(من خلال المعطيات الميدانية الكمية والنوعية).
4ـاستخلاص القوانين المتحكمة في هذه الأسباب.
5ـ إدراك الشيء الذي يصنع المعنى.
من خلال هذه المراحل نضع إطارا للتحليل العلمي الذي يحد من ضياع المعنى الحقيقي للحدث، وعدم إغفال الوقائع المهملة، التي قد تكون هي المساهم الرئيسي في إدراك التفسير الحقيقي للواقعة ومسبباتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار