الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة تموز .... ومبارك يومها

نبيل تومي
(Nabil Tomi)

2008 / 7 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عندما ترى جموع الشعب يعلن عن فرحه تلقائياً وعفوياً في حدث تأريخي مثل حدث عام 59 الذكرى الأولى للثورةالعراقية الرائدة ، وعندما تشاهد الأطفال يشع من عيونهم الفرح والغبطة ، لا يسعك إلا ان تقول بأن تلك الثورة نابعة من حاجات وأماني الشعب الحقيقية وهي توازي تلك الفرحة العارمة .

أتذكر وأنا جالس على أكتاف العم خليل !! الفلسطيني القادم ، إلى العراق بعد نكسة الشعب الفلسطيني الأولى عام 1948 ، والذي كان من بين مئات الألاف من البشر الذين أحتفلوا بالثورة العراقية الفتية الواعدة .... مثلة مثل الكثيرين من أبناء الدول العربية التواقين إلى الحرية والعدالة والتحرر، في حينها لم أتجاوز السادسة من عمري وكانت الفرحة والسعادة تغمرني وكنتُ أرغب في التحليق كحمامة ترغب في الطيران إلى الأعالي بحرية ، ولسان حالي يردد أهازيج وهتافات المنطلقة من حنجرة الجماهيرالمحتفلة والتي تتهادرأمواجها الكبيرة واحدة تلوالآخرى كامواج البحر العارم ، في شارع الرشيد ............

الهتافات والأناشيد كانت تغمرني بالفرحة والغبطة التي ليس لها وصف سوى أنني أقول الحق بأنهُ قد تجاوزت الخمسين ولم تدخل السعادة و الفرحة الحقيقية قلبي كالتي ذقتها ذلك اليوم الأعظم في حياتي .
واليوم لا يساورني الشك بل تغمرني الثقة بأن تلك الجماهيروالحشود كانت تعبرعن فرحتها بصدق حقيقي نابع عن حاجاتها التأريخية ، ولم يكن ذلك نفاقاً أو كذباً وبهتانا ، ولم يدفع الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقة من قادة الثورة بالجماهير إلى الشارع بالعصي أو بالأجبار أو بقطع رواتبهم كما فعل ويفعل أغلب الحكام والقادة العرب بالأمس واليوم ..... وبتالي كنت مطمئناً حينها وأنا طفل ، و ما زلت لليوم أقول أن التعبير عن الفرحة والسعادة كان حقيقياً نابعاً من صميم القلب .... قلب العراقيون المتعطشين والتواقين إلى الحرية والأنعتاق والمساواة ذلك الأحتفال الذي شارك فية كل العراقيين بكل أطيافه وأقوامه ومذاهبه وهذا مما يدعوني إلى التساؤل .... هل ستعود الفرحة والبهجة والسعادة ‘لى قلوب الأطفال العراقيين وأيتامه وأراملهُ وضحايا الحروب . وهل سيفجر الشعب ثورة عارمة جديدة تجتاح العراق من شماله إلى جنوبه لتكنس بقايا أذناب صدام والقتلة والأرهابيين العفنين وعصابات المرتزقة من العرب الوافدة الذين أستباحوا الوطن والشعب ... و لتعدّل أو تعيد مسار ما بدأتهُ ثورة 14 تموزالخالدة ... هل سيحقق الشعب تلك الأمنيات التي ماتت في مهدها ... ولكن كيف يتحقق ذلك والحكام الجدد يعلمون الدّرس ولكن لا يفهمونه سيما وهم أيضاً جاؤا على متّن نفس الدبابة التي جائت بالبعث الفاشي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو