الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعجاز العلمي ورمٌ في عقل المسلمين

مهدي النجار

2008 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل يوم جديد تتصاعد داخل المجتمعات الاسلامية المعركة بين الفكر النقدي الحديث من جهة و الفكر المتشدد والتقليدي من جهة ثانية ، ونلاحظ ان المعركة غير متوازنة او متكافئة واحياناً تدعو الى الخيبة والقلق والاحباط رغم انها مازالت في بدايتها، فالفكر المتشدد والتقليدي هو المهيمن وهو القوي وأَعلامه ودعاته بالآلاف ويتسع جمهوره ويعرض يوماً بعد آخر بينما نرى ضعف الفكر النقدي وأنحسار قنواته وقِلة مفكريه وعدم استطاعته التغلغل في العقل الجماهيري، وهذا ليس معناه صواب الفكر المتشدد والتقليدي وخطأ الفكر النقدي بل لان الثاني (اي الفكر النقدي) ظاهرة جديدة بل غريبة على عموم تاريخ الثقافة الاسلامية فهو قد ظهر ككيان ثقافي شق طريقه بصعوبة بالغة في ارض الثقافة الاسلامية التقليدية التي منعت العقل من الاشتغال والازدهار والتفتح منذ القرن الثالث عشر، اي منذ موت البذور التي زرعتها تطلعات ابن رشد وهكذا هي ظلت ثقافة اجترارية تكرر نفسها اعتماداً على النقل دون العقل حتى زمن النهضة المعاصرة في القرن التاسع عشر وما حققه العقل الاسلامي من مكاسب ابداعية نقدية ظهرت في كتابات وخطابات رواد عصر النهضة، ان هذا التقهقر والانحسار في الفكر النقدي لا تعود كل اسبابه لكونه ظاهرة جديدة، بل ايضاً بسبب الأطر الاجتماعية والاقتصادية التي تعيش داخلها المجتمعات الاسلامية فهي على العموم أطر بدائية ومتضعضعة تقع خارج الأطر الاجتماعية الحديثة وخارج الاطر الاقتصادية الصناعية المعاصرة مما تجعل حركة تاريخ هذه المجتمعات تسير الى الخلف وليس الى الامام وتُطرد دائماً بعيداً عن مجال الحداثة العالمية، بيد ان تجارب البشرية وتاريخها المعقد تعلمنا بان المجتمعات ينبغي ان تتغير حتى لو كانت أطرها هشة، وحتى لو كانت حركتها ضئيلة فمن كان يستطيع ان يتصور ان الوعي الزائف الذي سيطر على المجتمعات الاوربية القديمة طيلة ثمانية عشر قرناً (1800 سنة) يمكنه ان ينزاح عن وجهها لكي يحل محله النظام المعرفي العلمي ويتشكل الخطاب النقدي الصارم لكل الإرث الثقافي والحضاري والاخلاقي وتتأسس مؤسسات الدولة ويبنى المجتمع المدني الجديد، فعلى سبيل المثال لزم فرنسا وحدها مدة مائتي عام من الجهد المتواصل والصراعات الحادة حتى استطاعت ان تشكل نفسها بطراز مدني حقيقي يحترم حقوق الانسان ويتجاوز العصبيات الدينية والمذهبية والعرقية والجنسية ويطوي صفحات ثقيلة ومريرة من التصورات الزائفة الوهمية.
ان ما نلاحظه اليوم هو تصاعد وهيمنة الفكر المتشدد والتقليدي في ارض الاسلام متجلياً باخطر مجالاته وهو المجال العلمي وما نتج عن ذلك من تصورات وهمية تمثلت في خطابات الإعجاز العلمي للقرآن والسنة النبوية التي راحت تنتشر مثل ورم سرطاني في العقل الاسلامي اذا لم يتم استئصاله عاجلاً فلا محال فإن هذا العقل ذاهبٌ الى كارثة مخيفة!!. يمكن تلخيص بعض السمات المشتركة لدعاة الاعجاز العلمي بالملاحظات التالية:
اولاً: انهم يعيشون حالة ذهنية ملتبسة ومرتبكة فاضحة من كونهم يبجلون ويقدسون اقوال السلف الصالح وتفسيراتهم، خاصة اولئك المتخصصين بتفسير القرآن او نقل السنة النبوية من جهة واهمالهم الكامل (او شطبهم الكلي) لتلك التفاسير وعدم الاخذ بها او الاعتماد عليها الا في حالات انتقائية تتلائم مع الاغراض التأولية المعاصرة من جهة ثانية، بمعنى اننا لا نجد اية صلة او رابط بين تفسيرات وتأويلات الاعجازيين المعاصرين وتفسيرات الاولين، التفسيرات التأسيسية التي حصلت أبان القرنين الهجريين بعد وفاة الرسول الكريم، وهي تفسيرات نراها اكثر واقعية واكثر عقلانية لان اصحابها عاشوا فترة الدعوة او قريباً منها وكانوا يتحدثون ضمن المجال العقلي والمعرفي لتلك الفترة ويتمتعون بقدرات لغوية فائقة تتيح لهم فهم النصوص وتفسيرها حسبما جاءت به لغة ذلك الزمان، اما اصحاب الاعجاز المعاصرين فانهم يستخدمون مفاهيم ومصطلحات ومفردات لغوية تنتمي الى الازمنة الراهنة واغلبها انبثق من بيئات غير اسلامية ويسقطونها بصورة شوهاء على مفاهيم ومصطلحات ومفردات لغوية تنتمي الى مجالات القرون الوسطى فيعيدون الالفاظ العتيقة بدلالات جديدة معاصرة فتصبح الذرة(الشئ المتناهي الصغر) هي ذرة القنبلة الذرية والمفاعلات النووية، وتصبح الدابة (الحيوان الذي يدب على الارض) هي الدبابة الحربية، وتصبح النفاثات في العقد (الساحرات) هي الطائرات النفاثة.
ثانياً: اغلب الاعجازيين يعتمدون على فرضية هشة مفادها: "ان القرآن الكريم انما هو كتاب علم ايضاً، وانه يسبق العلم في كافة ميادينه وفي كل عصر ... وان كل ما يكتشف انما جاء به القرآن" (المسلمون والعلم الحديث/عبد الرزاق نوفل). ان سؤالاً واحداً ذات مغزى يتهرب الاعجازيون دائماً من الاجابة عليه بوضوح وشفافية ولا يحاولون الاقتراب منه، مفاد السؤال: اذا كان القرآن كتاب علم ايضا وانه يسبق العلم في كافة ميادينه وفي كل عصر وان كل ما يكتشف انما جاء به، فلِم لم يكتشف اهل الاعجاز ولا مرة واحدة طيلة حياتهم اكتشافاً (او بحثاً) علمياً وهم اهل القرآن والمتبحرون بلغته وتفسيراته وشروحاته قبل ان يكتشفه اتباع الديانات الاخرى واللادينيين وهؤلاء لا يعرفون لغة القرآن ولم يطلعوا على آياته وتفسيراته؟! لِم لم يقدم اهل الاعجاز منذ ان خلقهم الله وليومنا هذا منجزأً صناعياً او تكنلوجياً واحداً يباهوا به الامم؟! هؤلاء القوم لا يفهمون معنى ان الحقائق العلمية ليست جاهزة مسبقاً يتعلمها الناس مثلما يتعلمون في كتاب، الحقائق العلمية نسبية وغير ناجزة ولا توجد ابداً في كتاب، وانما توجد في الوجود، وفي الحياة، وفي التجربة، انها بانتظار الكشف عنها دائماً، فعلى سبيل المثال فان النظريات حول اصل الشمس والارض والكواكب قد تغيرت على تعاقب القرون ومازال العلم يتقدم لكن البناء النظري ينهار بواسطة تجارب تدحضه ليقام مكانه بناء آخر اعمق وافضل فالعلم وشقيقته التكنولوجيا، مليئان بالمفاجآت،حتى صار من الصعب ان ننبهر بالمزيد. فماذا بعد الثقوب السوداء والهندسة الجينية واقراص الكمبيوتر المتناهية الصغر؟ كثيرة هي النظريات والنتاجات العلمية التي تغيرت قبل ان يتسنى لها الرسوخ في اذهاننا. ونحن نشهد ذلك كله ونستوعبه حتى اتخمتنا البيئة الرائعة المثيرة وانهكتنا سرعة التقدم!!
ثالثاً: يشترك اهل الاعجاز العلمي بخاصية الركض المضحك خلف اكتشافات اهل الكفر واتباع الديانات الاخرى واللادينيين ويقومون بعملية سطو "علمي" على منجزات ومكتشفات الغير وينسبونها الى انفسهم دون ذكر مصادرها او مراجعها ثم يشرعون بعمليات ترقيعية وتلصيقية وذلك بلي اعناق الآيات القرآنية واخضاعها قسرياً لتأويلاتهم الالتباسية او بفصل مفردة او مفردتين من سياقها النصي وسياقها اللغوي والتاريخي واخضاعها للتوهيم العلمي ومن الطريف ان نستعرض اعجازأً حول سورة " الطارق" حيث دأب رب العزة ان يُقسم بالسماء والارض والظواهر الطبيعية في كثير من سور القرآن، فنجده هنا يقول: " والسماءِ ذات الرجعِ*والارض ذات الصَدعِ* انهُ لقولٌ فصلٌ*وما هُو بالهزل*انهم يكيدون كيداً*وأكيد كيداً*فمهل الكافرين أمهلهم رويداً". هذه الآية الكريمة ذات معنى واضح لا لبس فيه ولا غموض، يقسم الله بالسماء ذات الرجع (اي السماء ذات المطر لرجوعه الى الارض ثانية) وبالارض ذات الصدع ( اي النبات الذي تنشق عنه) بأنه (اي سبحانه وتعالى) سوف يمهل الكافرين ولا يستعجل بالانتقام منهم ثم ياتيهم العذاب قريباً او بعد قليل. يجتزأ الاعجازي الشيخ زغلول النجار مقطعاً من هذه السورة الكريمة : "والسماء ذات الرجع" ويفصله بتعسف عن سياق النص ويقوم ببناء اطروحته الاعجازية الطويلة، ناتفاً من هنا ومن هناك وصلات علمية تبهر المغفلين، سرقها من الكتب المتخصصة وقام بحشرها في سياق شرحه لمعنى هذه الآية ويستعرض صوراً مضحكة من صور رجع السماء: الرجع الاهتزازي للهواء/ الرجع المائي/الرجع الحراري الى الارض وعنها الى الفضاء بواسطة السحب/ رجع الغازات والابخرة والغبار المرتفع من سطح الارض/ الرجع الخارجي للاشعة فوق البنفسجية بواسطة طبقة الاوزون/ رجع الموجات الراديوية بواسطة النطاق المتأين / رجع الاشعة الكونية بواسطة كل من احزمة الاشعاع والنطاق المغناطيسي للارض...ويستنتج بسذاجة مفرطة هذا الشيخ الجهبذ: "ان وصف السماء بانها (ذات رجع) في القرآن الكريم من قبل الف واربعمائة من السنين يجمع كل هذه الصور التي نعرفها اليوم وربما العديد من الصور التي لم نعرفها بعد في كلمة واحدة وهي الرجع" ويذهب اعجازي آخر ليضع هذه الآية:" يا أُختَ هارونَ ما كان ابوكِ امرأَ سوءٍ وما كانت أُمك بغياً" تحت قائمة علم الوراثة ويقول ان الصفات تورث من الاب والام على السواء، ولم يعرف هذه الحقيقة العلمية الا اخيراً...!! ولاندري ماعلاقة علم الوراثة بهذه الآية؟!
رابعاً: يشترك الاعجازيون بسمة التسابق فيما بينهم لاحصاء عدد الآيات العلمية في القرآن فيقرر احدهم بان " عدد الآيات العلمية في القرآن الكريم 750 آية تشمل مختلف العلوم، ونجد انه في كل علم جاء القرآن باكثر من آية"(المسلمون والعلم الحديث) وعلى سبيل المثال يضع هذا الاعجازي الآية: "وإنَّ لكُم في الانعامِ لعبرةً نُسقيكم مما في بطونه من بين فَرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغأ للشاربين" تحت علم الكيمياء ويقول ان هذا النوع من الكيمياء يسمى كيمياء اللبن!! بينما يقرر اعجازي آخر بان في القرآن 61 آية في علم الرياضيات و64 آية في علم الفيزياء و5 آية في علم الذرة و62 آية في النظرية النسبية و20 آية في المناخيات و20 آية في طبقات الارض الى آخر اللائحة المعروفة لفروع العلم الحديث (يوسف مروة/العلوم الطبيعية في القرآن- بيروت1968 ) ويصنف هذا العالم الاعجازي مثلاً الآية التالية تحت علم الذبذبات الصوتية: "ان كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون" ويدرج الآية التالية تحت علم الانفجارات النووية: "فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين*يغشى الناس هذا عذاب أليم" اما الاية التالية: "لتركبن طبقاً عن طبق" فيصنفها تحت علم الصواريخ، ولاتفوت هذا العالم المحنك فرصة الا واصطادها من اجل رحلة العلم والايمان فيعمد الى تصنيف الآية القائلة: " فمن يرد الله ان يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنه يصعد الى السماء" تحت علوم غزو الفضاء ومن هنا ندرك بان تحسسه للمعنى المجازي في مفردات القرآن لا يضاهى ابداً بدليل انه استنتج من عبارة "يصعد في السماء" الواردة في الآية معنى غزو الفضاء على طريقة ارسال الصواريخ الى القمر!!.
خامساً:يخلط الاعجازيون بين الايمان الديني بما فيه من روحانيات تدفع بالانسان للتسامي والوصول الى حالات من الانتصار على النفس وعلى الشهوات والمآرب الدنيوية وبين العلم الذي هو جهد انساني محض يستنفر فيه البشر جميع طاقاتهم العقلية لتحقيق نتائج بديعة في مجال معرفة الكون وتفسير قوانينه وظواهره والاستفادة القصوى من الطبيعة لاجل تحسين حياة البشر والتغلب على المعضلات والصعوبات والمخاطر التي تواجههم. ان الخلط بين المجال الديني والالهي والروحي من جانب والمجال العلمي والانساني والمادي من جانب آخر من شأنه ان يضعضع ويشوه العلاقة بين الانسان والله، بين الانسان والسماء، بين الانسان والكتب الدينية التي يؤمن بها ويعتبرها واحدة من أهم المصادر التي تمعنن حياته وترشده الى الافضل والاحسن في الدار الدنيوية والدار الاخروية، فقد دأب الاعجازيون بالبحث اللامجدي عن التاريخ الواقعي والفعلي لبعض القصص والروايات (وهي من انباء الغيب) التي يوردها القرآن من اجل العبرة والتذكير "لقد كان في قصِصِهم عبرةٌ لأُولي الألباب" يوسف: 111 فينسجون حوادث تاريخية لاصلة لها بالتارخ الفعلي للبشرية ويربطونها في اماكن لاوجود لها في جغرافية الارض وشخصيات خيالية لاتوجد الا في الاساطير، ينسجون كل ذلك من اجل ان يثبتوا حقيقة وواقعية القصص التي جاء بها القرآن من اجل ضرب الامثال للناس لعلهم يتذكرون ومن اجل تعميق ايمانهم كما في قصص اهل الكهف وماجوج وياجوج، كذلك يحاول الاعجازيون ان يجدوا اسباباً علمية لبعض التحريمات والنواهي الالهية التي وردت في القرآن كما في لحم الخنزير مثلاً، فلا نعتقد ان مسألة تحريم هذا النوع من اللحم لها علاقة بالمجال العلمي ومدى صلاحيته للاستهلاك البشري لان اغلب سكان الارض ( خاصة الغرب وهم اصحاب العلوم الحديثة ومراكز الطب والبحوث الصحية) لم يقرروا عدم صلاحية لحم الخنزير للاستهلاك البشري ولو كان كذلك لاعلنوه بين مواطنيهم على الاقل وقاموا بحملات واسعة لبيان الاسباب المضرة ودعوا الناس للامتناع من تناوله كما الحال في التدخين، الا ان الامر يتعلق بمسألة ايمانية بحتة فقد حرم القرآن على المسلمين تناول هذا النوع من اللحم فلو جاءت كتب العلم كلها ببراهين وادلة تثبت صلاحية لحم الخنزير للاستهلاك البشري وفوائده من الناحية الغذائية فالمسلم وحسب ايمانه يمتنع من تناوله لانه لو فعل خلاف ذلك لخالف تحريمات الله كما جاءت في كتابه المقدس.
لقد لاحظنا ان اغلب الاعجازيين ترعرعوا في بيئات تنعدم فيها الآفاق العلمية والمناهج المعرفية الحديثة وتسكنها الخرافات والشعوذات السحرية والحكايات الالتباسية بصورة هائلة، لذا فهي بيئات تعادي (وتسخرمن) التصورات العلمية والتفسيرات المعرفية المعاصرة خاصة عن نشأة الانسان والكون والحياة والقوانين التي تعمل بها هذه المجالات، اضافة لذلك فان اغلب دعاة الاعجاز تخرجوا في مدارس مشيخية(دينية) بعيدة كل البعد عن السياقات العلمية المعاصرة بل هي تدور في فلك المناهج والتصورات والتفسيرات التقليدية التي تنتمي روحاً وعقلاً الى فضاءات القرون الوسطى. ان الذهنية الاعجازية اذ اتخذت من المجال العلمي ساحة لتلعب فيها على عقول المسلمين بمهارات لغوية ساحرة والتواءات بلاغية جذابة تحاول ان تضفي على نفسها هيبة من ينسبون الى انفسهم عمق التفكير وسعة الرؤية ولكن كم كان ثاقب النظر ذاك الذي حذرنا من اولئك الذين يعكرون مياههم ليوهموا الآخرين انها شديدة العمق!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال