الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافتنا بين قيدي التاريخ و الجغرافيا

أحمد التاوتي

2008 / 7 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


جرى عندنا تناول مسألة الموقع و الثقافة على خطين.
في خط اول ، ننظر الى الامتداد الوطني فالمغاربي أو العربي فالاسلامي و في خط مواز ننظر الى الامتداد المحلي أو الجهوي ثم الافريقي أو المتوسطي.
هذا بكل ما للخطين من امتداد صاعد الى التاريخ بالمنظور الثقافي لكل واحدة من محطاتتهما.
في اطباع مبدئي، نذهب مباشرة الى تأييد الأول بمعطيات التاريخ. و تأييد الثاني بالمعطيات الجيوسياسية ، أو- مع بعض الاطياف بمعطيات التاريخ أيضا.
خطان ممكنان معا، و لكن بمجاليهما، لو صح العزم لاي منهما.
امتداد التكتل التاريخي السياسي.. والامتداد الاستراتيجي ضمن لعبة الرهانات الدولية الجارية.
لكل واحد منهما منطقيته و سياقه..و لكل منهما فعاليته و ريعه.
غير انني لا اتوقع أفقا لهما في المجال الثقافي غير الاستئناس بالعموم المخفف مع الأول، و الارتهان التدريجي مع الثاني.
ذلك ان المجالين، السياسي و الاقتصادي قطاعات محكومة الى أصالتها الاجرائية في اختيار الامتداد.. فاين الامتداد الاصيل ثقافيا؟؟
من الامور الشائعة في تاريخ جدل العلاقة بين الفكر و الوظيفة، هي ان سياسة ترويض الفكر و ادارة المصالح باقل الخسائر على الوضع المكرس و بكلها على البدائل المناضلة، سياسة تصنع الثقافة محدودة الرؤية بالعهدة، و ثقافة العهدة تصنع الوصايات الفكرية و الادبية المجازة باللون السياسي قبل التاهيل.. وهذه تصنع العدمية السياسية و الحضارية لدى المجتمع.، بحيث يتصدع الواقع الثقافي الى أغاني رسمية على السرابي المغرر، واغاني شعبية على اليومي المكرر.. ويصادر بينهما الحيوي المجدد لفضحه للاولى و نفضه للثانية.
لذلك أرى اصالة أي مشهد أو حقيقة ثقافية في اللحظة الحيوية التي يرتسم بها المجتمع في خارطة الزمن و المكان تقاطعا " و هنا الخصوص الثقافي" مع خارطة المعرفة الشاهدية و الحدس الذاتي.
فالامتداد بالنسبة للثقافي المعتمد اليوم في تطوير الذهنيات نحو السلام العالمي و المعيش الأفضل، لا موطن له. هو سفر مع القيمة المطلقة وضعيا.، اي افقا معرفيا منتهى اليه. و سفر مع القيمة المطلقة و جوديا.، أي افقا غائيا نرمي اليه و نصدر عنه معا.
هو من طبيعة مختلفة عن الامتدادين الآخرين.. هو لهما معا.. مقوم و خزان لها باستمرار..قد يحصل الشتباه مع البعد الانتروبولوجي المرتبط بداهة بالمكان و التاريخ. و هذا بعد متحفي يجب حصره في مكانه المقرر له و فقط.
فلا يمكن اذن أن يربط البعد الثقافي الا بأفق الادراك..
و لكن أي ادراك؟
الادراك كقيمة ذات بعدين:
أولا بالمفهوم الوضعي كآخر مرمى لهندسة العلاقات البشرية المنتهى اليها اليم في تطورها الاعلامي و المعلوماتي و تالقها التنظيمي المدني.
ثانيا بالمفهوم الوجودي باعتبارنا كائن حيوي مدرك قبل بدء الثمرات المركبة للادراك، من عهد الحجارة الى عصر الرقمية العددية.. كان مستقل في فضائه الانساني منذ أحدث منعطف تطوري، قبل أن يصنع فضاءه المركب.
ربط الوعي بهذا البعد ضروري لتجنب الاستقالة المتكررة للعقل الوجودي امام صنعة ذكائه الطبيعي.. فالتاريخ سجل انبهارات و استقالات متكرره - و خاطفة لحسن الحظ- لهذا البعد لدى كل منعطف معرفي للبشرية.
ثم ان البعدين متلازمين.. و لا يؤدي انفصالهما الا الى هروب الواقع من تحت أرجلنا و اختناقنا الى مثل و قيم من سنة تحققها على الأرض استجابة الأرض أولا..
كما يؤدي في الحالة الأخرى الى تكريس "الآلة" الذكائية البشرية و انتحارها على حائط الدورة الحضارية القاهرة في أقر الأحوال.
و عود على مسالة الخطوط لتقرير الآتي:
الثقافة لا تشحذ خطها من المجالات الاخرى. على العكس هي ممون علمي دائم لها. و الا وقعت في التدجين و التزييف كما أسلفنا.. فامتدادها الادراك وحده بغصنيه الموضحين؛ الوجودي و الوضعي الذين عليهما معا يكون قياس الادراك..
و كلما شفت و خلصت أداة قياس الادراك، كلما تقدمنا في رحلة المكارم.. و كلما علقت ببارقة على جنب الطريق، كلما استرحنا طاعمين كاسين..،
مرة مع خناقات الأعناق التي تفرضها التخندقات الصالونية .،
مرة مع اطعمة الولاء اللامشروط للمهديين.،
و أخرى مع الستراحة الغبية الى ألقاب قتل الابداع ان وجد اصلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل