الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى / الكاتب السيد مصطفى القره داغي وعلى هامش مقالته ( مجزرة قصر الرحاب جريمه مع سبق الاصرار والترصد )

عربي الخميسي

2008 / 7 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هناك مثل عراقي يتداوله العامه من الناس ، يقول المثل (الجذب المسفط احسن من الصدق المخربط ) وانا هنا اقول للكاتب القره داغي ، انت يا سيدي بعيد عن الفقره الثانيه من المثل ، اما الفقره الاولى منه فانت غير موفق في تخريجها لأسباب بسيطه جدا ، سأتناولها لعلها تكن من حسن تعاملك مع الاحداث مستقبلا

كتب الكثير من الكتاب المعاصرين والمؤرخين والتدريسين وذي الاختصاص وغيرهم عن ثورة تموز 1958 كل من زاويته ، والقله القليله منهم قد اتى على حواشيها دون لبها واختلطت عليه الامور ، حيث ترك لمخيلته العنان وبدا يحلم وعند الصباح روى حلمه لغير الحليم ليصدقه ، والاخ السيد القره داغي حلم وانفرد يروي لنا الحدث ، وقد مضىعليه خمسون سنة بالتمام والكمال ، وهو لايعلم ان شهود العيان لتلك الواقعه اوبعضهم لازالوا احياء يرزقون ، وهو أمر قد لايسر الكاتب الموقر ويخرب عليه حلمه ، علما ان هناك عدد من الكتاب والمواكبين للاحداث سبق وقد جلبواعناية السيد المذكور لما يكتب من اختلاقات الا انه يدعي وحده امتلاك الحقيقه مع سبق الاصرار والترصد ، لعل ذلك من باب خالف تعرف .
سارفق بالاخير مقالة السيد القره داغي واترك التقدير والتعليق للقراء الكرام .

وقبل ان ابين ماهية ما حدث والذي عاصرته بنفسي ابين للقراء الكرام اني شخصيا استنكر بشدة قتل الابرياء واراقة دماء الانسان اي انسان ولست ممن لهم مصلحه فيما سارويه ولغرض الايضاح ابين هنا بعض المعلومات والاجراءآت الاعتياديه التي كانت تتخذ يوميا في حراسة قصور الملك والتي لايعرفها احد لا السيد القره داغي ولاغيره الا اؤلئك الضباط ممن لهم اطلاع او خدموا بلواء الحرس الملكي آنذاك

ففي كل ليلة يتواجد داخل قصر الرحاب ضابطين اثنين لاغيرهما ، الاول هو ضابط الخفر برتية ملازم او ملازم اول ، والثاني هو رئيس الخفر برتبة رئيس او رئيس اول (نقيب او رائد ) ، يقضيان ليلتهما في غرفتين منفصلتين من غرف القصر واقعتين بالطابق الارضي على جانبي المدخل الرئيسي للقصر ، اضافة الى ذلك يوجد ضابط ثالث يسمى مقدم الخفر برتبة مقدم ، يطلق عليه بمقدم الخفر يكون مكان تواجده ليليا بمقر لواء الحرس الملكي الكائن في قصر الزهور الذي يبعد عن قصر الرحاب بحوالي 500 متر تقريبا ، وعلىهذا الاساس كان الضباط التاليه اسماؤهم هم فقط المتواجدين ليلة 14/ تموز لا غيرهم اطلاقا .
الاول ضابط الخفر - الملازم الاول مؤنس ثابت (وهومرافق الملك بنفس الوقت ) .
الثاني رئيس الخفر-الرئيس عبدالرحمن صالح (وهوامرسرية في احد افواج الحرس ).
الثالث مقدم الخفر المقدم طه البامرني (وهومعاون امرفوج احد افواج الحرس ) .
ومن هنا اسال السيد القره داغي من اين اتيت باسماء الضباط الاخرين المذكورين بالمقال موضوع الحديث ؟ فقد اوردت اسم المقدم محمد لطيف والملازم ثامر الحمدان والرئيس سامي عبدالمجيد انه امر غريب حقا ، هل يشارك خمسة اوستة من الضباط سكن العائله المالكه كل ليله ؟ كيف وما سبب تواجدهم داخل القصر ليلا ان كان لهم وجود اصلا ؟

اما المقدم طه البامرني مقدم الخفر ، فقد كان من المؤيدين للحركه لم يقم بتنفيذ ما امر به الوصي لضرب القوه المهاجمه . وهذا عكس ما توصلت اليه انت تماما . ولعلمك يا سيدي ما كانت لثورة14/ تموز ان تنجح لولا موقف البامرني من الثوره . وعليه فان كل رواياتك عن موقف هذا الضابط والوصي عبدالاله وحتوتة المفاوضات لا صحة لها اطلاقا .

وحكايه ثانية غريبه حقا ترويها وهي مختلقه ومفضوحه ، ان عبد الستار العبوسي في سنة 1947 حاول قتل الوصي عبد الاله في شارع الرشيد يوم افتتاح البرلمان العراقي آنذاك ؟ وهذا الادعاء مع الاسف باطل وليس له شيئ من الصحه ، وهو مكشوف بدليل بسيط جدا ان العبوسي في تلك السنه 1947 لم يكن قد التحق بالكليه العسكريه وكان لا يزال طالبا لم يكمل مرحلة الدراسه الاعداديه بعد !! اما وضعك لسيناريو الحدث كما تخيلته لم تكن موفقا باخراجه ، فقد ذكرت وصفا درامتيكيا لحركة العبوسي ودخوله القصر .. والرمي من الخلف .. الخ .. هذا كله لاصحه له ، لأن شهادات الوفاة الطبيه للقتلى ، تشير ان سبب الوفاة للجميع كانت من جراء الاصابات باطلاقات ناريه صادره من سلاح خفيف ، وكلها جاءت من الامام وليست من الخلف ، وهي بالتاكيد موجوده بارشيف مستشفى الرشيد العسكري.
ولعلم السيد القره داغي ان المسؤول الاول والاخير عما حدث هو ضابط الخفر الملازم الاول مؤنس ثابت ، نتيجة للخطأ الجسيم الذي ارتكبه عندما فاجأ المهاجمين هو شخصيا بفتح نار مسدسه ، كاشاره مبية منه للأيعاز الى جنوده من حراس القصر لبدء الرمي من شرفات القصر وفق خطة غير موفقه ادت الى النتائج المؤسفه للواقعه المذكوره .
اضيف ان العبوسي رمى فقط اطلاقتين من قاذفة الصواريخ البازوكا عيار 105 ملم ضد الدبابات ، اصابت الاولى العمود الكونكريتي (الدنكه ) لباب الشرفه للطابق الارضي ، والثانية لجدار القصر الايسر، بالنسبة لمن يقف بمواجهة الباب لا غيرها . فلا هاونات دكت القصر ولا هم يحزنون ، كما اوردها السيد القره داغي !! عجيب ثم عجيب هذا الادعاء الباطل والتلفيق المكشوف .
شيئ مهم اود التطرق اليه ، وهو ان منظمة ضباط الاحرار ، كانت تضم عددأ كبيرا من الضباط الذين امضوا سنوات عديده من خدمتهم العسكريه في لواء الحرس الملكي ، إما بصفة مرافقين اومنتسبين لوحدات الحرس ،اخص منهم الزعيم الركن ناجي طالب ، والزعيم الركن احمد يحيىمحمد علي ، والزعيم الركن ناظم الطبقجلي ، والمقدم الركن عدنان ايوب صبري ، والمقدم الركن صبحي عبدالحميد ، والمقدم طه البامرني ، والمقدم الركن الطيار عارف عبد الرزاق ، وغيرهم وهم كثر لا تحضرني جميع اسماؤهم الان .

والسؤال المطروح هل سأل السيد القره داغي نفسه ما هو سر هؤلاء الضباط في اجماعهم على ضرورة تغيير نظام الحكم الملكي بالعراق ؟ اليس هم وبحكم اطلاعهم المباشر اعرف من غيرهم بتصرفات واعمال الوصي وعمالة الحكم برئاسة ( الجنرال نوري السعيد باشا ؟ ) ام لماذا ....؟
خاصة وان رتبهم عاليه ، ومراكزهم مميزه ، وانتماءآتهم وميولهم مختلفة ، وانحداراتهم متباينه ،الا انهم قد اتحدوا جميعا من اجل التغيير ؟ وان اجماع الشعب العراقي بجميع احزابه الوطنيه تحت راية جبهة الاتحاد الوطني وتأيده للثوره هوالاخر يضيئ درب الحقيقه ؟
وختاما اكتفي بهذا القدرمن الايضاح ، رغم احتواء مقاله السيد القره داغي موضوع هذاالحديث على الكثير من المغالطات ، مما يتوجب الرد عليها وتفنيدها جملة وتفصيلا ، تاركا للقارئ اللبيب استخلاص المعاني والعبر وتتبع وقائع الحدث راجيا اعادة قراءة التاريخ دون لف او دوران وصولا للحقيقه
الخميسي
ضابط متقاعد من ذاك الزمان
تموز / 2008

ادناه نص مقالة السيد مصطفىالقره داغي موضوع الرد

http://www.sotaliraq.com/articles-iraq.php?id=17986











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24