الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلبيات المذهب التجريبي الماركسي على المجتمع

جعفر الغرابي

2008 / 7 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لم تكن النظريات العلمية والاتجاهات التجريبة محمولة على صيغ المحاور التي ترتبط في الصورة الرمزية والادبية للاتجاه الاجتماعي .بل كانت ومازالت تشكل مكانة الرائد الاول في تسيير النظام الاجتماعي الثقافي والذي تصب في قالبه الفكري على نحو الرسوخ بفعولها الفلسفي والنفسي في البنية الفوقية الاجتماعية,وبعبارة اخرى فان النظريات العلمية تتخذ مكانة المحرك والمقود للانسان خصوصا اذا كانت هذه النظريات في محل مورد القبول في حيز الوعي الثقافي, وبالرغم من ان مورد القبول لايعتبر مصداقا حقيقيا للنظرية والرؤية الفلسفية الا انه هناك ممن اتخذ في هذه النظريات التزاما عميقا لاينصرف عن القبول المطبق والمذعن من النفس ,والمشكلة في هذه الاتخاذ هو عدم استكمال الشروط الاساسية فيه واهمها القبول المنطقي للفكرة او النظرية المطروحة.واعتبار القضية التجريببة هي الاداة الافضل لتقييم النظرية العلمية دون اعطاء اهمية الى المصادرة العقلية المسبقة.وفي الواقع ان تمرد الاتجاه التجريبي على المنطق العقلي ادى بتلك النظريات لدفع ثمنا باهظا على مستوى الواقع العملي والعلمي التابع لتلك الرؤى,فهيمنة التجربة الى ارض الواقع كمصدر اساس للمعرفة دفعت بالعلوم والمعارف الى تدني المستوى الاحرازي في النتائج وجعلت العلم بذاته عبارة عن مشروع يصادق عليه من شاء ومن لم يشأ في ان واحد,وجعلت الفكر الانساني لايرتفع عن مستوى الاحتواء التطبيقي للفكرة في الواقع الخارجي الذي هو بدوره من ساهم في صنع هذه الفكرة واسسها في العقل .ومن هنا يظهر العقل في المذهب التجريبي كوسيلة لاستيعاب الخارج الحسي فقط ومن ثم طرحه بشكل قواعد علمية ثابتة,ونحن لاننكر ان الحسيات هي اساس المعرفة ولانعتقد ان العقل يظهر الى العالم مع علوم مكتملة واسس قواعدية .

لكن الفارق هو في ادراك الكليات في الواقع الخارجي في قبال ادراك الجزئيات المستقرئة والناقصة,فالعقل له قابلية ومقدرة على ادراك المفاهيم الكلية بصورة كاملة والحكم عليها ولايمكن الاستغناء عن العقل في جميع الامور العلمية مطلقا .والاستغناء عن العقل اي اقصد العقل الفلسفي والمنطقي هو كمثال استغناء العالم عن ضوء الشمس,وهذا عكس ما يعتقد به اتباع المذهب التجريبي فالعقل لديهم لايملك السلطة العلمية الكافية للحكم على قضية بدون التجربة العملية وان التجربة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها وضع الحد الكامل للقضية والخروج منها بنتيجة مطمئنة,والسبب في ذلك كون رؤيتهم للواقع الخارجي والذهني على انه يمثل حقيقة مادية خالصة,وبسبب هذا الرؤية المادية ظهرت سلبيات هذا الفكر على نحو مأساوي للقضية العلمية اولا ثم القضية الاجتماعية التي يمثلها الانسان العادي,وان من سلبيات هذه النظرة هو اعتبار الاجواء الاجتماعية عبارة عن معترك وصراع طبقي بين المجاميع المختلفة وان تطور هذه المجاميع مرهون بحيثيات الصراع بشتى التفاوت الفارقي والنوعي الذي بذاته يتكون نتيجة العامل الاقتصادي وان العامل الاقتصادي هو الدافع الاول والمحفز الاول للصراع الانساني في المجتمعات .وان تطور هذا العامل يتناسب طرديا مع تطور الفكر الانساني في المجتمع,وبهذه النظرية المأساوية التي تبناها اتباع ماركس وانجلز ولينين اصبح العلم والفكر قضية مادية جامدة لايمكن ان تتجلى نحو افق معين دون ان تنتظر تطور العامل الاقتصادي ودون ان ترتبط بهذا العامل.و اصبحت هذه النظرية موقع لانطلاقة التبريرات الشاملة حتى للجرائم بحق الانسانية فضلا عن تحولها الى عقيدة دوغمائية للفكر الماركسي,يقول ماوتسي تونج الذي تبنى بشدة النظرية الماركسية.....

وانه لامر فائق الاهمية تن ندرك هذا فهو يساعدنا على ان نفهم الثورات والحروب الثورية لايمكن تجبنها في المجتمع الطبقي وبدونها يستحيل تحقيق اي قفزة من التطور الاجتماعي..ثم يكمل حديثة معرجا على جرائم ستالين ومبررا لها..
ان تاريخ الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي يبين لنا التناقض بين التفكير الصحيح للينين وستالين والتفكير الخاطى لتروتسكي وبوخارين واخرين لم يظهر في البداية في شكل التعادي لكنه تطور فيما بعد واصبح تناقضا ذا صفة عدائية,,,

في الواقع ان ماوتسي لايتحدث عن نظرته للواقع وفق التجربة الخاصة بل يتكلم عن الرؤية الماركسية التي لاتتجاوز القياس الايحائي الركيك والذي يصور العالم على انه مجتمع غابة وان الثورات والحروب تحصيل حاصل ولابد منها اذا كانت الشعوب تريد التطور والازدهار في فكرها وحياتها, ,وفي الحقيقة ان التشبث بهذا الفكر هو الذي جعل ماوتسي يبرر الجرائم الستالينية بطريقة هادئة وبسيطة واعتبارها نتيجة حتمية للواقع لابد منها,ومن هنا يظهر لنا بوضوح السلبيات في الطريق العلمي الذي سلكه المذهب التجريبي الماركسي في تشخيص وفهم الواقع على اساس انه مجرد صراع طبقي من اجل الوضع الاقتصادي وليس هناك دوافع ومحفزات اخرى تدعم المجتمع من اجل استمرارية وجودهم وعلومهم وان جميع القضايا الحياتية التي تحصل من تطور وحروب وسلم وحب وتخلف ناتجة عن العامل الاقتصادي فقط لاغير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب