الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفط.. وكركوك.. وأشياء أخرى

عبد الحميد العماري

2008 / 7 / 24
القضية الكردية


فجر نائب رئيس لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي والنائب عن كتلة ألأئتلاف العراقي الموحد عبد الهادي الحساني ، فجر (عبوة ناسفة) بين ألأوساط العراقية حينما أعلن أمس من أن شركة النفط النرويجية (DNO ) تبيع كميات محدودة من النفط العراقي الخام في السوق السوداء بسعر 35 دولار للبرميل الواحد بالأتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقال الحساني أن معلوماته تستند إلى حقائق، وأوضح ان "البرلمان يعتبر السلطة التشريعية والرقابية الأولى في العراق ولهذا فإن معلوماتنا تستند على حقائق وهي أن مصادرنا من شمال العراق داخل (إقليم كردستان) أبلغتنا بأن برميل النفط يباع بـ35 دولا كما أن هناك مراكز صناعات تحويلية تقوم بشراء النفط الخام من داخل ( إلاقليم) وبيعه في صهاريج داخل ( إلاقليم) وخارجه خصوصا إلى إيران.
وبين الحساني أن بعض الوسطاء الذي يشترون النفط من الشركة يقومون باستخدام أجهزة معينة لتكرير النفط الخام المستخرج من ( إلاقليم) لتحويله إلى زيت الغاز ومادة النفط الأسود عبر معالجته على حرارة معينة، لتباع المادتين المذكورتين بعد ذلك بأسعار السوق السائدة.
يأتي ذلك مع ألأعلان عن مصادقة البرلمان العراقي على قانون أنتخابات مجالس المحافظات رغم انسحاب كتلة التحالف الكردستاني،وهو ما أعتبروه عدد من النواب الكرد في البرلمان يشكل صفعة جديدة غي متوقعة ، بينما أعتبرها المؤيدون خطوة بالأتجاه الصحيح بغية انقاذ العملية السياسية العراقية ، بعدما أشارت أنباء من داخل أروقة البرلمان تفيد بأن التقاطعات بين الحلفاء ممن يشكلون الحكومة الحالية بلغت ذروتها بسبب قضية كركوك، وذلك ما يدعم ألأعتقاد السائد من أن عقد التحالفات يسير نحو التفكك مهما يحاول البعض التظاهر بالتماسك.
لقد أشرنا غير مرة أن النخب السياسية الكردية ،والتي يتهمنا البعض من أننا نقف بالضد من تطلعاتهم المشروعة، تسعى جاهدة للأجهاز على كل ما تريده من العراق، ومنها قضية كركوك ومناطق تابعة لمحافطات نينوى وديالى وصلاح الدين الى جانب النفط لبناء أسس قيام الدولة الكردية، وهو برأيي حق مشروع لهم اذا ما أرادوا ذلك، لكن على أن لايتم هذا على حساب العراقيين من غير الأكراد، وإلا بماذا نفسر اصرار النخب السياسية الكردية على أن يكون حل مشكلة كركوك على أيديهم ووفق ما يريدون ويخططون له دون غيرهم من مكونات الشعب العراقي برمته؟ كيف يفسر لنا الأخوة الكرد في حكومة كردستان عملية استخراج وبيع النفط العراقي الخام من قبل شركة نرويجية وبثمن بخس في ظل عبور سعر البرميل الواحد عالميا حاجز الـ(136) دولارا ؟! ولمصلحة من تبديد ثروة العراق بهذا الشكل؟! والملفت للنظر ، ان رئيس لجنة النفط والغاز النائب عن التحالف الكردستاني علي حسين بلو قال :أن اقليم كردستان لم ينتج أو يصدر أية كميات تجارية من النفط الخام ضمن العقود التي أبرمها الإقليم مع شركات نفط أجنبية،لكنه أردف في تصريح صحفي يوم أمس قائلا :ان الشركة المذكورة تستخرج كميات قليلة من النفط ومن ثم يتم تحويله إلى كاز أويل لتستفيد منه الشركة لأغراضها الخاصة!!! وهو تبرير غير منطقي ، سيما وأن الشركة صارت تستخرج النفط العراقي بموجب عقد وقعته مع حكومة أقليم كردستان وهي تعمل بموجبه لهذا الغرض، واذا صدقت أقوال بلو، ترى من أعطى للشركة الحق بأن تستخرج النفط العراقي وتقوم بتحويله الى (گاز اويل) والأستفادة منه لأغراضها الخاصة؟ وماهو المقصود بالأغراض الخاصة ؟ هل تقوم بتنفيذ مشاريع أعمار وتطوير البنى التحتية لمناطق ألأقليم مثلا؟ وبالتالي هي تحتاج الى مادة الـ(گاز أويل) لهذا الغرض؟ هل تعمل على توفير الطاقة الكهربائية للمواطن الكردي ؟ هل أعادت بناء مشاريع تنقية المياه غيرالصالحة للشرب ؟ هل عبدت الطرق؟ هل ساهمت ببناء المستشفيات أم المدارس أم غيرها من مؤسسات ظلت مهملة في أغلب مناطق محافظات أقليم كردستان؟
هذا التبرير يذكرني بالمثل القائل(العذر أقبح من الذنب) ، ولكي لانفسح المجال أمام المتصيدين بالماء العكر، فأن المواطن الكردي مازال يعاني كثيرا من الأداء السيء لنخبه السياسية ، ولنا شخصيا أتصال دائم مع الكثير من الأصدقاء والأحباء من المثقفين الكرد في أقليم كردستان ،وينقلون لنا يوميا صورة وحقيقة مايجري في الشارع الكردي الذي لم يلمس ماكان يسعى اليه ويتوقعه من هذه النخب، فلم تستطع توفير أدنى حد من الخدمات لهذا المواطن البسيط، فضلا عن حجم الفساد المالي والأداري المستشري تماما كما هو الحال في باقي مناطق العراق في ظل المحاصصة الطائفية والسياسية والحزبية ، لذا فأن من باب أولى أن تراجع هذه النخب السياسية نفسها قبل فوات الأوان، وأن تعي بالفعل خطورة سياستها هذه، وأن لاخيار لها سوى العيش المشترك في عراق واحد موحد، وأن هويتهم الوطنية العراقية هي الأبقى طال الزمن أم قصر، فلاعيب من اجراء مراجعة واقعية مبنية على أسس ملموسة ومرئية على الأرض لايمكن القفز عليها هنا أو هناك .. فالعراق أكبر من يلتهمه هذا الطرف أو ذاك.. وصدق من قال أن السياسة فن الممكن.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن