الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهابية تفرخ في اليمن !!!!!!

محمد كليبي

2008 / 7 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في حفل بهيج في العاصمة اليمنية صنعاء , ضم جمع غفير من (( الذكور )) اليمنيين (( الملتحين )) , تم اشهار (( الهيئة العليا لحماية الفضيلة ومحاربة الرذيلة )) برئاسة الارهابي الدولي / عبدالمجيد الزنداني , الأب الروحي للاسلامويين اليمنيين , المطلوب للمحاكمة بتهمة دعم الارهاب الدولي والتعاون مع تنظيم القاعدة الارهابي , والمدرج اسمه على رأس قائمة الارهابيين المطلوبين أميركيا ودوليا للعدالة . فأصبح الارهاب حاميا للفضيلة !؟ .
وهذه الهيئة اليمنية الجديدة احدى تفريخات الهيئة المشؤومة في العربية السعودية . ولا يستبعد الدعم السعودي لهذا (( المنجز اليمني التاريخي )) كما تعودنا من السلطات السعودية السياسية والدينية على السواء , ومن البترودولار السعودي الذي لم يجر علينا وعلى المنطقة - وعلى الأصدقاء السعوديين قبلنا - غير الشقاء والتعاسة والتطرف الديني , وصولا الى الارهاب والقمع الفكري والسياسي ووأد الحريات ... الخ بدلا من أن تستغل العائدات النفطية الكبيرة في تنمية المجتمع السعودي وتحويل السعودية الى بلد آخر , بلد صناعي من الدرجة الأولى .
ويأتي هذا التطور عقب الاجتماع الشهير الذي حصل قبل حوالي الشهرين بين الرئيس اليمني / علي عبدالله صالح ومجموعة من رجال الدين على رأسهم الزنداني . حيث طالبوا الرئيس بانشاء هذه الهيئة بحجة انتشار الرذيلة في اليمن ( طبعا الرذيلة والفضيلة والشرف والعفاف وجميع المفردات الأخلاقية مرتبطة في عقول أولئك الذكور بالجنس وبجسد المرأة , ولذلك يجب اخفاء المرأة وتغطية جسدها لكي تعم الفضيلة أرجاء اليمن !؟ ) . وكنا نتوقع من الرئيس عدم الاستجابة لهذه الدعوة الكارثية . أولآ لأن الرئيس دائما ما يدعي لنفسه أنه أبو الحرية والديمقراطية في اليمن ( حتى لو ظل متشبثا بالسلطة ثلاثين عاما لايرضى عنها بديلا ) . وثانيا لأن اليمن ليس بحاجة الى مثل هذه الهيئة . فالمجتمع اليمني مجتمع منغلق الى أقصى درجات الانغلاق الحضاري والانساني ( وليس محافظا كما يدعي البعض فهنالك فرق كبير جدا بين الحالتين ) بسبب الدين والقبيلة . والفصل بين الجنسين مطبق في اليمن بالفطرة والسليقة والثقافة العامة والقبيلة والدولة . وبالتالي لم يعد من ضرورة لهذه الهيئة . لكن أغلب الظن أن الرئيس والشلة الحاكمة والمتحكمة في اليمن يهدفون من وراء ذلك الى اعطاء هذه الهيئة أدوارا سياسية الى جانب دورها في محاربة الجنس . فقد تستخدم هذه الهيئة للتضييق على الأحزاب السياسية المعارضة والناشطين السياسيين و وناشطي حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني , وكل ذلك باسم الفضيلة والرذيلة . خاصة وأن أعضاء الهيئة - كما بدى لنا في حفل التأسيس - ينتمون الى التيار الاسلاموي السياسي وتحديدا من حزب الاصلاح الاسلاموي المتعاون والمتحالف استراتيجيا مع الرئيس وحزب الرئيس , حتى لو كان حاليا أحد أحزاب المعارضة .
مسكين أيها الشعب اليمني . كلما حاولت الخروج من مستنقع الجهل والتخلف والانحطاط الثقافي والحضاري والانساني , جاء من يعيدك الى الوراء , الى نقطة البداية , الى نقطة الصفر ..............

# كاتب علماني يمني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah