الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلبي معكم يا ابناء النور

سرى العميدي

2008 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما رأيتهم على ضفاف النهر بثوبهم الابيض يحملون اغصان خضراء خلتهم ملائكه من الله جاءت لتبعث النقاء والسلام على هذه الارض نزلوا الى النهر يتبركون به اكاد اسمع تسابيحهم ودعواتهم المنطلقه من ايمانهم العميق بوجود الاله الخالق الازلي الذي انبعث من ذاته

انعكست خلالها الشمس عليهم لتنير لهم الطريق فاصبح المنظر بانورامي حيث شدني اليه فركضت مسرعه الى النهر لامسح خطاياي وذنوبي واتبرك معهم لكن لم اكاد ان اصل حتى اختفى كل شئ..

حيث ذبلت الاغصان واكتسى ثوبهم الابيض بالرماد وامسى النهر وحيدا حزينا بأنتظارهم فعلمت ان السلام قد صفع ودقت نواقيس الخطر والشر قادم لامحال

حينها لم اعد اراهم ولم اسمع ضحكات الاطفال البريئه وهي تداعب النهر وتلعب مع الحمائم البيضاء لم اسمع سوى دعاء استغاثه وهلع من افواه الامهات ثم رفعت يدي الى ربي ودعوت من قلبي ان يزيل عنا الدمار والخراب ويمحو الالم والحزن الدفين في نفوسنا لنعيش بسلام امنيين في ديارنا وسط اهلنا واحبائنا

في ظل سير قوافل الايام وتغير الاحداث وطغيان الفكر الاعمى لبعض الناس الذين لايتقبلون الاختلاف في الدين الذين يعانون من وباء العنصريه والجهل وسيادة المعتقدات الخرافيه نجد انفسنا امام تهميش وتغيييب طائفه ارتبط وجودها بوجود العراق وعاشت وترعرت فيه وساهمت في الكثير من جوانب الحياة العراقيه

المندائيون اقليه مسالمه كانت ضحيه لاعمال العنف الطائفي قتل الكثير منهم كما هاجر العديد الى الدول المجاوره والدول الاوربيه رحلوا ولاتزال صورة الوطن محفوره في قلوبهم يحملون هموم الوطن في غربتهم ويتطلعون من خلف الحدود الى الوطن الام العراق فتتوارى امامهم صور الايام الجميله فتدمع عيونهم وتمحي تلك الذكريات الجميله..

المندائيون اصبحوا معلم من معالم العراق لايمكن ان يغيبوا او تتعرض حقوقهم للتهميش فقد تعرضوا لسلسله من الانتهاكات والاضطهاد العرقي اضافه الى التجريح بالمعتقد الذي يتمسكون به وقد حرموا من العديد من الحقوق المشروعه فالى متى يبقى المندائي يخشى ان يمارس طقوسه بكل حريه والى متى يبقى مغيبا عن الحياة العراقيه لابد من اشاعة ثقافة التعايش السلمي بين الاديان في العراق والتشديد عليها لكي يعيش كل شخص يمارس جميع طقوسه بمنتهى الحريه دون ان ينتهك حرية غيره

المندائي اليوم يعيش حاله من الحنين الشديد الى الوطن فياترى هل سيشهد التحسن الامني الى عودة الكثير من ابناء هذه الطائفه الى العراق وهل سنرى في الايام القليله القادمه المندائيون يتعمدون في دجله حيث يختلطون مع الحمائم البيضاء التي تزين دجله

عودوا يا ابناء النور وامسكوا اغصانكم الخضراء وانشروا الحب والسلام في ارضكم التي عشتوا بها منذ زمن سحيق اعيدوا لدجله ابتسامته وادعوا ان يغفر الله ويهدي من كان يؤذيكم فالتسامح طبعكم وشرعكم ألقوا بانفسكم بدجله وتبركوا به ليشعر بالامان بعد ان كانت تبيت به الجثث ادعوا من الله ان يعيد لنا البسمه المغيبه ويعيد وطننا العراق الى سابق امجاده وعظمته ذلك الوطن الابي الذي تفخر به الانسانيه على ماقدم لها من امجاد تزين سطور التاريخ

تحياتي لجميع اخوتي المندائيين









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ