الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا من الموساد !؟

حاتم عبد الواحد

2008 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كل خمس دقائق تلفظ حوزة المرشد الايراني معمما الى شوارعنا ليعتاش عالة على فقراء ومحتاجي الوطن الذي ابتلاه عقله القاصر بصفقة الخلود ، فالاخماس هي عربون الجنة التي يضمنها ذاك اللص المختبيء خلف عباءة الله ، ناهيك عن المفاقس الاخرى التي تخرج كتاكيتا توصوص بالكراهية والتحامل على الاخر باثر رجعي ، ليس للحجة المنطقية دور في تكوينه.
واذا كانت امريكا والغرب عموما قد بالغوا في تطبيق قانون مكافحة الارهاب ، مع حقهم المشروع في صيانة ثقافتهم وديمقراطيتهم واسلوبهم الحياتي ، فانني استغرب من الاثنين سكوتهما على القيح النابت تحت جلد مجتمعاتهم ، مع انه اصبح ظاهرة تستدعي الانتباه قبل فوات الاوان ، فالحوزات التي تتمركز في قلب امريكا وفي قلب اوربا ليست مراكز دينية مصانة بقانون الحريات العامة ، انما هي مراكز تبشير وتجنيد مذهبي ان لم يكن ايضا تجنيدا لوجستيا يعمل من اجل امداد المركز الايراني بالمعلومات اللازمة تحت غطاء التسامح ، ولننظر الى تجربة العراقيين في هذا الميدان ، فمن النادر ان لا تجد بيتا عراقيا مختلط المذهب او القومية واحيانا مختلط الدين ايضا ، ولكن بمجرد ان اعطى الايرانيون اشارتهم لاتباع منهجهم الطائفي حتى تشتت ملايين العائلات العراقية شظايا تحت سماوات غريبة ، وقد يكون مفيدا لمراكز استطلاع الراي ان تجري استبيانا احصائيا على العوائل العراقية المنكوبة لتكتشف حجم القنبلة التي تريد ايران زرعها في العالم الحر .
ان منطق الامة الاسلامية لا يقل خطورة عن منطق العولمة ، فالبضاعة المروجة في الشعارين لا تتجاوز مفهوم السرقة ، واستلاب الخصوصية القومية ، ولان العراق بلد قاسى ابشع عمليات التنكيل والتهميش تحت وطأة السيف الاسلامي ومفهوم السلطان ظل الله في الارض ، فان حجم الازاحات الثقافية قد بلغ درجة مسخ الهوية ، ولم يعد المواطن العادي يفرق بين اسلامه وعراقيته ، ولانني قلت ان اجتثات عوامل الفتنة والتفرقة من اهم ما يجب ان تقوم به اي حكومة عراقية تسعى الى استقرار البلاد بادر موظفو الحوزات المشرفين على مفاقس مرشدهم الايراني بالترويج لاشاعة ايمانية وهي انني من الموساد ؟
من المسلم به ان كل رموز الشيعة في العراق هم ليسوا عراقيين ، وانما وفدوا في ازمان مختلفة بصفة غزاة او متملقين لمجالس الخلفاء وماتوا في ارض الرافدين وهم ليسوا مولودين فيها ، فهل دعوتي لنقل قبورهم الى بلدهم الاصلي تجعلني من الموساد ، وهل دعوتي الى استثمار الاراضي التي تقوم عليها الاف المساجد والحسينيات من اجل بناء مساكن للفقراء والايتام والمشردين تجعلني من الموساد مع ضمان الدستور لحقوق الاشخاص بعبادة اربابهم في البيوت ؟
وهل دعوتي الى استعادة العراق لهويته القومية والثقافية التي صودرت بالصكوك الالهية تجعلني من الموساد ، ام ان دعوة مثل هذه ستلحق خسائر فادحة بالتجارة الايرانية التي تبيع على البسطاء ضلع الزهرة وسيرة فدك وخرافة المهدي الذي سيحرس مهده الذي ما رآه بعد ايام 50 الف عسكري ودبابات وهليكوبترات ، بينما يبقى العراقيون ينامون بجوار الاف القنابل الايرانية في قلب بغداد والمدن الاخرى دون ان يتدخل هذا الجيش العرمرم في ايقاف هدايا قم المغلفة بعقد الماضي وثارات كورش .
وهل دعوتي لكشف الايادي التي قتلت خلال 5 سنوات ما يقرب من مليون عراقي ، بعد ان سجلت جرائم قتلهم ضد مجهول تجلعني من الموساد ، ام ان هذه الدعوة ستميط اللثام عن الوجوه الكريهة التي تتخفى بمكياج النسل المقدس الذي اوشك على دثر النسل العراقي ؟
وهل دعوتي الى تحرير العراقيات من نذالات رجال الدين بعدما جعلوهن بضاعة في سوق النخاسة هي التي اثارت النخوة الجاهلية في صدور المعممين ، وهن اللواتي شبعن من الترمل فوصلت نسبت الارامل الى ما يعادل 30 بالمائة من اعداد النساء العراقيات القادرات على الانجاب ، ام ان هذه الدعوة تقلل من عدد الزينبيات والانتحاريات وما فتئنا نسمع كل اسبوع بمجزرة نفذتها امرأة ؟
وهل وهل وهل
اذا كان ما ذكرته هو السبب في اصدار فرمان الحوزة القمية بتصنيفي وفق ما ذكر موظفوها ، فانني ابصم بحوافر المرشد الايراني الاربعة بانني من الموساد .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هم خدم للموساد سواء علموا ام لا
saeq ( 2011 / 8 / 9 - 22:29 )
هم خدم للموساد سواء علموا ام لا

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب