الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم السادس

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2008 / 7 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


9- التخلي عن الدور و المسوؤلية
تتجلى هذه الخصلة في التعابير العراقية المتداولة ( شعليََّ، ما عليّ، ياهو مالتي ، شِيهمْني .....) وهي سلوكيات سلبية تكرسها تربية الشعوب المقهورة في ظل الحكومات المستبدة وقد توارثها العراقيون ،كغيرهم من الشعوب الشرقية ،عن عقود من القهر والاضطهاد لأجيال متلاحقة والمفترض انحسارها من قاموس البناء الديمقراطي ، بيد ان من الفاسدين الكثير الذي يفضل ان يهمس بأذنك (حطها بركبة عالم واطلع منها سالم ) فحكمته المفضلة (باب التجيك منه ريح سده واستريح) والفاسدون دائموا النصيحة لغيرهم من المثابرين والمبدعين ان (لا تصير راس ترة كل الوجع من الراس) وان الموظف الطموح والمبادر ليس الا مسكين يستحق الشفقة فهو مثل ( شمهودة) التي كانت (تلطم ويا الكبار وتاكل ويه الزغار) فهو والحالة هذه لا يحلو له الا ان يأكل مع الكبار ولا يلطم حتى مع الصغاراما اذا تعرض المبدع الى انتكاسة او كبوة فليس لدى الفاسدين الا التمثل بعبارات الشماتة والتشفي فهو (ماگعد راحة ) او ( محد طاگة عله بطنه)

10- عدم احترام العمل بروح الفريق
أصبح اسلوب العمل بروح الفريق من لوازم وآليات العمل الإداري الحديث ولكن الفاسدون لا يروق لهم ذلك فنراهم يؤكدون ان ( جدر الشراكة ما يفور)لأن منطق الحياة ( كلمن يحود النار لگرصته) اما من يدعي بغير ذلك فما هو الا وصولي (يريد يركب على اجتافي) واذا صادفك مثل هذا فما عليك الا ان (تغده بيه قبل ما يتعشى بيك )

11- قمع حرية الرأي
غالبا ما يكون الفاسدون بعيدين عن مواجهة وانتقاد الحالات السلبية والأنظمة و القوانين التي تصدر عن الحكومة لأنهم ببساطة يجدون فيها بيئتهم الملائمة ومصدر رزقهم المضمون فليس من العقل ان تنتقد ذلك (لا تدوس عل جني ولا تگول بسم الله) والحكيم من حفظ لسانه فأن ( الحايط اله إذان) إن الموظف الفاسد يميل إلى السكون والاستقرار فليس من المصلحة ان يرمى حجر في البحيرة الراكدة ، فقد يفزع صيده المؤمل ، فهو ليس خائفا فقط وإنما مخوفا للآخرين من مغبة إبداء الرأي و الاجهار بما لا يرضي رؤسائه وان هؤلاء الرؤساء لديهم العلاج الناجع لذلك الموظف الذي يشاكسهم ويعترض على فسادهم فمثله مثل البعير ( لو صاح الجمل ثگل حمله) وهنا يصبح الواجب الوطني عقوبة، حيث يعاقب الموظف المجد والمنتج بتكليفه فوق طاقته حتى يكف عن التذمر من الفساد ويرضخ لأوامر رؤسائه الفاسدين.

12عدم الاحتكام للسلطة القضائية
يبتعد الفاسدون عن القضاء لحل ما يعتريهم من المشاكل وغالبا ما يبحثون عن مرجعيات اخرى للبت فيها فهم يفضلون (السانية) القبلية او الاحتكام الى الوجهاء من الوسط الاجتماعي ويرون في ذلك مناسبا لمواهبهم في كسب الدعوى وتأليب العشيرة في الضغط على الخصوم ، اما المحاكم والقضاء فهي مأوى العاجزين الذين ادمنوا البحث عن الشهود (الحگ بالسيف والعاجز يريد شهود) وهم خلال ذلك يرفعون من سقفهم التفاوضي سواء كان حقا او باطلا فالهدف هو الانتفاع (داعي بالباطل لما يجيك الحگ)

13-كره المراقبة وفرق التفتيش و النزاهة
يجن جنون متعاطي الفساد الإداري عند التطرق بحضورهم الى سيرة هيئات النزاهة والمراقبة ويبدأ حينها التهامس فيما بينهم والشكوى من القلق والترقب المضني ويتصاعد تساؤلهم عن هذه الحياة التي تنقضي بهاجس (جاك الواوي وجاك الذيب )وما هذه التشكيلات المدعية للنزاهة إلاّ (حاميهه حراميهه) وان مدعي النزاهة هؤلاء، لا يخافون الله حينما يقفون بطريق رحمته (لا أرحمك ولا اخلي رحمة الله تنزل عليك).

14 اختلاس المال العام
الفرق بين سلوك الاختلاس والرشوة هو أن الرشوة حق مقابل خدمة في نظر المرتشين أما المختلس فهو يتوهم بأنه ينتزع حقه المسلوب من قبل الحكومة المقصرة بحقه والاختلاس من الجرائم المالية التي تندرج تحت سلوك النصب والاحتيال، فالمختلس يتفاخر بثروته قائلا (الرجال اللي يجيب من اضراععة) فقد انتزع حقه من حكومة (لا أغنيك ولا أخليك تجدي) اما اذا قبض عليه متلبسا فلا يحرى من الجواب الا (ما يوازي عل المر إلا الأمر منه)

15المساعدة على التهرب الضريبي
من المعروف ان الضرائب هي قوام الاقتصاد للدولة الحديثة وعن طريقها تدير الدول شؤونها المالية فمن الضرائب تدفع رواتب العاملين في الدولة وتقدم خدماتها المختلفة للمواطنين حتى شاع عندهم ان (لا ضرائب بلا تمثيل ) وبه جعلوا الضرائب وسيلتهم لكبح جماح الحكومة عن التفكير بالاستبداد والتمسك بالسلطة من غير انتخابات لذا فأن التهرب الضريبي سلوك سلبي غير سوي خارج عن القانون ولكن خطورة التهرب الضريبي تكمن في قبوله الاجتماعي فليس للجماعة اعتراض على المتهرب من الضريبة واغلب الاحيان يعد (خوش زلمة وعفية عليه شلون دبرها) ، ان هذا التصور هو قصور عن الفهم المتمدن للمواطنة كمنظومة قانونية من الحقوق والواجبات يتطلب رسوخها سنين من التربية والتدريب حتى تصبح قيمة اجتماعية وحينها ينظر المواطن للضريبة مثلما ينظر الى المبلغ الذي يدفعه لعشيرته ، فهو ملزم ولا يمكنه التسويف اوالمماطلة لأن ذلك يهدد مركزه الاجتماعي ويثير غضب واستنكار افراد عشيرته والذين سينظرون اليه بشزر واحتقار ، و الموظف الحكومي هو جزء من هذه الجماعة وخاضع لسطوة منظومتها الاجتماعية فهو (شخسران گير بسامير ) اذا اجرى تسوية ضريبية على حساب الدولة فأن اموال الدولة هي (مال عمك ما يهمك) اما اذا كان من وراء ذلك مبلغا او مكسبا معنويا فذلك عبارة عن (حجارة بلاش عصفور بفلس) فهو حينئذٍ يرى من الحماقة بمكان ان تفوّت فرصة الاستفادة من عمل يعود بالنفع عليك وعلى الشخص المطلوب ضريبيا، اما الدولة فلها رب يحميها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين