الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمو الوعي سمو للعدل والمساواة //17

ناجي نهر

2008 / 8 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قراءة الظواهر

لولا العقول لكان أدنى ضيغم أدنى إلى شرف من الإنسان - الرضي -
مهمة تحليل الواقع وقراءته قراءة سليمة مهمة ليست بالسهلة وإنجازها كما ينبغي يعد عملآ مميزآ ناتجآ من وعي مميز فى سموه وأخلاقياته، فالأنبياء والفلاسفة والمفكرون والمكتشفون والمبدعون كانوا من هذا الطراز.. فمن يجد فى قدرته أن يكون نظيرآ لهم فى خدمة الحقيقة بالمجان فليفعل ويستعد الى تحمل ركوب الأخطار والتضحيات والمشاق بشرط أن يتذكر ولا ينسى مهما تزاحمت على رأسه الأهوال والمحن، أنّ الادعاء الفارغ لونه أسود داكن وليس ناصعآ كبياض الحقيقة . ذلكم أن المحلل المميز بعد أن استوفى نيل الدرجة المعرفية بالوسائل الروتينية المعروفة فى المدارس والجامعات وحصل على الخبرة العالية المتجمعة من الكم الهائل من العلوم التي اطلع عليها واستفاد منها ومن التجارب القاسية واكتملت فيه شروط الاجتهاد والقدرة على الاختصاص فى تحليل ظواهر حياتية محددة في مجاله العلمي أو الاجتماعي سيبقى لكي يستحق صفة المحلل الناجح ملزمآ وبحاجة الى إيجاد الآلية والصفة والمؤهل الأهم.. ذلك الذي لم يجده فى بطون الكتب الا بشكل وصفي على الرغم من أن هذه الآلية ليست بعيدة عن متناول وعيه فهي موجودة فى ذاته وما عليه الا ان يتعلم كيف يفجرها لتكون صفته الذاتية - الأخلاقية الإنسانية - المتجسدة بصدقه وامانته واثرته ورسالته النضالية التي استطاع تجذيرها فى وعيه و زرعها فى ذاته قبل ان يمارس مهنة التحليل ويتحمل مسؤوليتها الجدية، وان يكون قد تدرب عليها مناضلآ مكافحآ ردحآ كافيآ من الزمن وامتحن فيها مؤهلاته النظرية فى التطبيق مرارآ وتكرارآ وتأكد له من خلالها القدرة على تحمل مسؤولية النضال من أجل تطوير الحياة وتوزيع ثمارها على صانعيها بالتساوي؛ حينئذ سيتعلم هذا الإنسان معنى الصمود فى وجه الشرور وخالقيها ومقاومة أنواع الترهيب والترغيب من دون أن يساعده فى ذلك رمزآ آخر .
إن المحلل السياسي والاجتماعي إذاما تجرد من المؤهلات الأخلاقية سيصبح عمله أجوفا وصفرآ على اليسار وضارآ به وبغيره وشبيهآ بعمل الشياطين مقلوبآ على رأسه مرتدآ فى نهاية المطاف الى نحورهم ودفنهم فى الحضيض الى جهنم وبئس المصير . لا شك فى أن التحليل الناجح للظواهر سيعتمد على حقائق ملموسة من أهمها مسؤولية المحلل فى التفاعل الجاد مع الواقع والالتصاق به بأخلاص وتفان، والتفاعل مع الظاهرة ذاتها والتعمق فى دراستها وتشخيص هويتها وموطنها وتاريخ ولادتها والظروف الذاتية والموضوعية المناسبة لترعرعها ونموها او المسببة لعلتها وموتها واندثارها وإذا ما أظهرت الدراسة نتائج مفيدة منها فينبغي حينئذ تشخيصها واعلانها والحث على تعميمها بغية الاستفادة من فوائدها الإنسانية والبيئوية واستثمارها خير استثمار وبعكسه سيكون واجب الكشف عن مكامن الخطورة فيها والتحذيرمن تداعياتها وتجنب مضارها .
في امكانات بعض المحللين المميزين بسمو وعيهم وفى مجال اختصاصاتهم القدرة على شم رائحة الظاهرة من بعيد قبل حدوثها وتمييزهم الخبيث من الطيب فيها ووصف ما يتناسب معه من معالجات، كما لا يفوتهم ادراك ان تألق عملهم التحليلي المميز بهذا الطراز هو بالأساس عمل تنويري وتطويري مركب لاكتشاف خصائص جديدة فى المادة تأخر اكتشافها لأساب غير معروفة وقد تم التعرف إليها بجهدهم الدؤوب من خلال دراستهم للظواهر واشتغالهم المخلص عليها ومعرفة أسرارها وإن من حق كل منهم أن يتشرف التاريخ بتسجيل عمله الذي شع خيرآ على الأرض وما فيها والذي راكم سموآ نوعيآ فى الوعي دفع وسيدفع بالعلماء الى جذوة أخرى من العمل المنتج الأعلى والأفضل واكتشاف المزيد من أسرار الحياة النافعة. أما فيما يخص واقع عراقنا الجريح فالمحللون ما زالوا يتوقعون ظواهر مأساوية أشد - - فحذاري - - ومعذرة من إعطاء الرأي ... فلست من القادرين على قراءة الظواهر كما ينبغي بعد؛ لكنني أعرف منذ زمن بعيد أنَّ القتلة يخرجون من صفوفنا المفككة ...
- يتبع -











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟