الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيئة الفضيلة الصوت الاخير لنظام الهبات..

عبده جميل اللهبي

2008 / 8 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مامن أحد يلوي عنق التاريخ ويتعسف على حقائقة كما يفعل دعاة الاسلام اليوم..ممن يعتقدون أن بمقدورهم التفاهم مع التاريخ وتصويره بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم ، وانهم بالقوة والمال قادرين على فعل ذالك حتماً..

يفتشون في صفحات التاريخ عما يسعدهم ويشفي غليلهم المعذب المقهور ، المهزوم من روح العصر وتنفساته الكبيرة والعملاقة. .

يعيشون في بيت الطاعة بإمتهان كرامة وحقوق الانسان عبر أحكامهم المجحفة في حق الفرد المؤسسة في لحظة تاريخية حرجة ومتخلفة تنتمي الى عصر البداوة والقبائل المتناحرة ..

مؤخراً أستطاع الارهابي الكبير عبد المجيد الزنداني ( المطلوب للولايات المتحدة بتهمة دعم الارهاب العالمي) إقناع الحكومة اليمنية بإقامة كيان اسلامي سياسي مهمته رعاية الفضيلة وحماية النسيج الاخلاقي للمجتمع اليمني من تسونامي الانحلال والتفسخ..

بهذا الفعل أستطاع الاسلامويون سد طريق الدمقرطه في اليمن، وتوفير مايكفي من أعذار للنظام القمعي المستبد في صنعاء، الذي على مايبدو لم يقدر على التستر بقناع الديمقراطية الى أمد ليس بالبعيد، وعجزه عن المضي قدماً في نهج مرض ٍ بعد فشل مشروعه السياسي بكل جدية وتأكيد..

ولم يكن هذا التطور محل إستغراب خصوصا بعد التحالف الذي تقيمه السلطة السياسية مع الجماعات الاسلامية المتطرفة حفاظاً على مصالحها وبقاء هيمنتها على أفراد الشعب..

فالنظام اليمني ولفترات عديدة قد تواطء مع المجاهدين السلفيين بتخفيف الاحكام الصادرة في حقهم والعمل بطرق لوجستية على تهريبهم من السجون وتسفيرهم الى كافة بلدان الصراع الدموي..

فلقد عثر على مجاهدين يمنيين في كل من أفغانستان والشيشان ولبنان والعراق بأعداد مهولة فاقت كل التصورات معطية بذالك اعلى رقما قياسيا لعدد المجاهدين اليمنيين نسبة بأشقائهم العرب الاخرين..

فالرئيس علي عبدالله صالح قد استخدم الجهاديين العرب العائدين من أفغانستان في مواجهة الحزب الاشتراكي اليمني عام 94م. وأستفاد ويستفيد منهم حاليا في الحرب العدوانية ضد الشيعة الزيدية في صعدة ..وقد أستخدموا بذالك فتواى وعاظ السلاطين المبنية على الاكاذيب التي تمتهن من الشيعة وتحقرهم وتزدريهم بأبشع وأقبح الكلمات..

في عام 2006م عقدت ندوة بجامعة صنعاء مفادها دعم المقاومة في كل من فلسطين ولبنان والعراق برعاية وتمويل من قائد قوات الامن المركزي ورئيس وحدات مكافحة الارهاب( يحيى محمد عبدالله صالح) الذي أثنى يومها بالمقاومة وخصوصا في العراق..

هناك علاقة مزدوجة بين قوى مكافحة الارهاب وبين الارهابين أنفسهم، وهناك عمليات تدريب منظمة لجماعات الارهابيين يتم من خلالها تعليمهم تكتيكات حربية عالية ويتم تسفيرهم الى العراق والصومال وأفغانستان ،بدعم من كبار المسؤلين في اليمن..

واليوم سمحت السلطات اليمنية وبتحد كبير لكل الاحزاب والمنظمات الشعبية والحقوقية لرجل متورط بدعم الارهاب العالمي في اقامة كيان سياسي ديني يدعي حماية المجتمع من الانحلال الاخلاقي..

ان هذا النموذج الخطير قائم على أديولوجية سياسية يوتوبية مكوناتها اما قديمة او مستعارة من اديولوجيات اخرى . يعتقدون أن وظيفتهم هي فرض الفضيلة وصيانة النظام الاجتماعي بنظرية مثالية ساذجة تقول بأنهم طالما (طبقوا أحكام الشريعة الاسلامية )فإن مشاكلهم كلها ستنحل وستأتي عليهم الخيرات من كل جانب ..

وفي الواقع لايختلفون عن الجماعات الجبرية ومحاكم التفتيش الاسبانية أو عن الجستابو والقوات الارهابية الاخرى..

دائما مايقود القسر في الدين الى الرياء والنفاق والعناد الذي يؤدي بطبيعة الحال الى رفض الدين نفسه..

فالمجتمع الذي توجد فيه الرقابة الدينية ، مجتمع فصامي من الطراز الاول بسبب مايعانيه من ازدواجية وعدم توازن نفسي وجسدي ،مكبوت يبحث عنما يشبع رغبته حتى لو ارتكب ابشع الجرائم..

تكمن المشكلة من الاساس في ان الحركات الاسلامية ترجع في برامجها السياسية الى القرون الوسطى المتخلفة..لايمكن مزاوجتها مع ثقافة الديمقراطية وآلياتها المختلفة..

أشرت فيما سبق الى ان الحكومة السلطوية في اليمن قد أثبتت وبرهنت على فشلها في الدفع صوب تغيير أيجابي، والسير في طريق الاصلاح الجاد والمرضي..

فأستغلت بذالك غطاء الجماعات الاسلامية المتطرفة لمعاقبة الجماعات المسالمة وأصحاب المشاريع السياسية الليبرالية..المتطلعة الى الانضمام الى العملية السياسية ، الامر الذي منح هذه الجماعات شرعية باستخدام العنف وممارسة بطشها ضد افراد المجتمع لشدهم الى الخلف تحت شعار تطبيق الشريعة الاسلامية ..

اذا.. هناك عدة اسباب تنبري خلف هذا التحالف المشين ،ومطامع لاشك أنها اتية، واموال حتما ستملأ جيوب الطغمة الحاكمة ..

ونرى أيضا محالة ان تنجح هذه الجماعات وتفوز بالشريعة الا اذا طرحت نظرية اسلامية معاصرة في الدولة والمجتمع وتأسيس مفهموم الدولة المدنية الحديثة ، التي تضع محلا للرأي والرأي الاخر والمعارضة، ومحلا لتداول السلطة والبرلمان وحرية العقيدة ومحلا لدور وحق المرأة في المشاركة الفاعلة ودعم حقوق الانسان العامة والخاصة ..وهذا لايمكن حصوله ولن يتأتى الا اذا تمت أعادة النظر في المفاهيم الشرعية .المؤسسة في لحظة تاريخية متخلفة ، وفهم جذورها التاريخية العصيبة، اذا لم يعاد النظر في الاسلام ذاته...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah