الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك اقليماً مستقلاً بحد ذاته؟

حسين سنجاري

2008 / 8 / 3
المجتمع المدني


التعايش بين المكونات المختلفة المشكلة لنسيج كركوك كان سائداً لقرون طويلة، واستمرار ذلك التعايش مرهون بتجاوز الأزمات عبر اعتماد الحوار ولغة التوافق والمساومات وروح المبادرة والاستعداد لتقديم التنازلات المتقابلة بين الاطراف المختلفة.
ماذا سيخسر الأكراد اذا صارت كركوك اقليماً مستقلاً بحد ذاته في مرحلة تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وبضمانات دولية على مراجعة وضعها بعد فترة معينة. مع ضمان حقوق مختلف مكونات المدينة وتطلعاتهم المشروعة عبر اجراءات قانونية تحفظ وجودهم القومي والاثني والديني.
يجب التعود على التوافق وقبول المساومات التي هي ركن اساسي في الحياة السياسية، فعقد المساومات والتوصل الى اتفاقات متوازنة تلبي طموحات وتحفظ مصالح كل الاطراف هي الحل الافضل لتجاوز الأزمات الحالية والمستقبلية.
عندما يقرر الكرد مع باقي شركائهم في المدينة اعتبار كركوك اقليماً مستقلاً بحد ذاته في المرحلة الحالية فان كركوك ستربح استقرار امنياً وادارياً واقتصادياً.
ماذا سيخسر الاكراد حين يقررون مع شركائهم جعل كركوك اقليماً مستقلاً ؟.. وماذا سيخسر التركمان ؟.. وماذا سيخسر العرب والكلدواشوريين ؟.. وماذا ستخسر محافظة كركوك ككل ؟ بالمقابل ماذا سيربحون؟
ان اعلان كركوك اقليماً مستقلاً في المرحلة الحالية سيجنب المدينة و العراق عموماً ازمة وطنية بين مكونات المجتمع العراقي الاساسية، وهو سيجنب العراق واقليم كردستان ازمات اقليمية مع تركيا والدول العربية وحتى ايران، كما انه سيجنب العراق ازمة دولية باعتباره بلد محتل وفيه قوات دولية تقع على عاتقها مهمة استقراره السياسي والامني وضمان وحدته وهو بلد يخضع للقوانين الدولية التي تجري على البلدان المحتلة.
نحن في غنى عن هذه الأزمات الوطنية والاقليمية والداخلية، وبحاجة في عين الوقت الى حل توافقي يضمن استمرار التعايش المدني الايجابي بين المكونات الرئيسة في المدينة، حل يحفظ مصالح الجميع وهو ما يأتي من خلال مساومات وتنازلات متقابلة.
مع استقرار الاوضاع السياسية والاجتماعية في السنوات القادمة يمكن ان يراجع اهالي كركوك بانفسهم وضع مدينتهم ويقرروا مصيرها في الانضمام الى اقليم كردستان او بقائه اقليماً مستقلاً او الاتحاد مع اقليم آخر او محافظة أخرى لتشكيل اقليم جديد وفق الدستور.
هذه ليست وصفة لايجاد حل لموضوع كركوك، بل مجرد تساؤلات ورؤية لايجاد بدائل ترضي مختلف مكونات المدينة، بحيث يربح الجميع ولا يكون هناك طرف خاسر.
على القيادات العصرية ايجاد حلول تضمن هذه الامور:
1- تجنب خلق ازمات وطنية داخل البلد.
2- تجنب خلق ازمات اقيمية على مستوى دول الجوار والمنطقة.
3- تجنب خلق ازمات دولية.
لقد كاد رئيس البرلمان العراقي الدكتور محمود المشهداني والنواب الذي صوتوا على قانون الانتخابات توريط البلاد في ازمة غير مبررة، يمكن تجاوزها بالتوافق والاتفاق، وهو ما يجب ان نبحث عنه.
لقد كان نظام صدام خبيراً في خلق هذه الازمات، وعلى قادة العراق الجديد اخذ الدروس والعبر.
هذه تساؤلات أثيرها بروح ايجابية وبناءة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية