الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم قاسم ( القسم الأول )

عبد الجبار منديل

2008 / 8 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



لعل من ابرز المحطات في حياة العراق السياسية خلال القرن العشرين هما محطتان. المحطة الاولى هي محطة العشرينات حيث تم تاسيس الدولة العراقية وتثبيت اركانها اما المحطة الثانية فهي محطة الخمسينات التي ما زالت نتائج احداثها مسيطرة على جو العراق وما زلنا نعيش بقايا و تفاعلات تلك الاحداث وما ترتب عليها من اسس وتوجهات وسياسات.
ولعل من مفارقات تلك السنوات الغريبة والعاصفة انها جمعت الشخصيات الثلاث التي لعبت دورا مفصليا في حياة عراق ذلك الزمان وفي مستقبله الذي نعيش احداثه بعد اكثر من خمسين عاما.
من هذه الشخصيات شخصيتان عراقيتان هما نوري السعيد وعبد الكريم قاسم وشخصية مصرية هي جمال عبد الناصر. وعلى ما بين هذه الشخصيات من تناقض وتعارض فان ما يجمعها هو انها كانت اطرافا فاعلة في ماساة العراقية التي لم تكتمل فصولا بعد.
ومن مفارقات تلك السنوات ايضا ان الشخصيتين العراقيتين بدأتا من موقعين متضادين الا انهما انتهيتا الى خندق واحد برغم تفاوت الظروف وتفاوت الاسباب . ان من مشكلات الكتابة عن الاحداث السابقة وتحليلها هو ان الكتّاب يستقون معلوماتهم ـ في الاعم الاغلب ـ من مصادر كتبت في نفس الفترة التي تمت فيها الأحداث والتي غالبا ما تكون تقييمات انية فيها انفعال اللحظة وعدم موضوعيتها التي تفرضها الحالة النفسية ، ولا يمكن تجريدها من الهوى والنزعات الذاتية والتي تحتوي على الكثير من النعوت والصفات التي هي وسيلة من وسائل الحرب الدعائية والنفسية وليست وسيلة من وسائل التقييم العلمي لذلك فإن اغلب ما كتب عن عراق تلك السنوات يندرج ضمن هذاغ الإطار .
وبالطبع لا يمكن وضع الشخصيتين العراقيتين الذين ذكرتهما وهما نوري السعيد وعبد الكريم قاسم تحت عنوان واحد من الصفات ولكن من الغريب ان منطلقاتهما الأساسية هي منطلقات واحدة .

كانت القوى الوطنية المعارضة جميعا تأخذ على نوري السعيد ما يلي :-
أ- عدائه للقومية العربية والوحدة العربية ولجمال عبد الناصر .
ب- تمسكه بالحكم لفترة طويلة وحبه للسلطة .
ج- ارتباطه بانكلترا ارتباطا شديدا لدرجة انها كانت تتهمه بانه عميل انكليزي, وبالاضاقة الى هذه الاتهامات فهنالك اتهامات اخرى من قبل كل تيار سياسي على حدة :ـ
1ـ القوميون كانوا يتهمونه بانه ضالع في اعدام ضباط المربع الذهبي (صلاح الدين الصائغ وفهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سلمان) سنة 1945 وهم الضباط الذين فاموا بانقلاب 1941 بزعامة رشيد عالي الكيلاني.
2ـ الشيوعيون كانوا يتهمونه بان وراء تعديل قانون العقوبات البغدادي الذي جعل الشيوعية من المبادئ الهدامة ووفقا لذلك مهد لاعدام القادة الشيوعيين سلمان يوسف (فهد) وحسين الشبيبي و زكي بسيم سنة 1949.
اما عبد الكريم قاسم فقد اختلفت فيه الاراء بين التيارات السياسية.
فمثلا كان القوميون العروبون والبعثيون يرون انه رجل لاقومي بل وشعوبي. وكانت كلمة شعوبي هي الكلمة المفضلة في قاموس تلك السنوات لدى القوميين والبعثيين لارهاب الخصوم والتشهير بهم . كما كانو يتهمونه بما يلي :ـ

1ـ عداءه للقومية العربية والوحدة العربية وجمال عبد الناصر لذلك فانه لم يفي بوعده باتمام الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة (مصر و سوريا) بعد نجاح الثورة مباشرة كما كان مقررا.
2ـ عمل على تمكين الشيوعيين من السيطرة على البلد.
3ـ اعدام الضباط القوميين الذين كانوا من مجموعة الضباط الاحرار مثل ناظم الطبقجلي و رفعت الحاج سري.
4ـ انفرد بالحكم وتحول الى دكتاتور.

اما الشيوعيون فمع انهم كانوا يرون ان عبد الكريم قاسم هوقائد وطني مخلص الا انهم كانوا ياخذون عليه ما ياتي :ـ
1ـ لم يكن حازما بما فيه الكفاية مع الرجعية ( وهذا المصطلح بالمفهوم الشيوعي انذاك يشمل القوميين والبعثيين ) والذين يشكلون خطرا على حكمه.
2ـ لم يتح للشيوعيين المشاركة بالحكم مع انهم يمثلون الاغلبية الساحقة.
3ـ ليس لديه برنامج سياسي و اقتصادي واضح.
(يتبع الجزء الثاني والثالث)











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى صحة وضع الثوم بالفريزر؟ ومتى يجب التخلص منه؟


.. رحيل عموتة عن تدريب منتخب الأردن.. لماذا ترك -النشامى- وهو ف




.. حرب الجبهتين.. الاغتيالات الإسرائيلية | #غرفة_الأخبار


.. ما دلالة غياب اللاعبين البرازيليين في الدوري السعودي عن -كوب




.. حزب الله يهدد إسرائيل.. من شمالها إلى جنوبها