الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلهام منصور والأسئلة الممنوعة

سامي العباس

2008 / 8 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حالما فرغت من قراءة روايتي إلهام منصور : عندما كنت رجلا ,و..أيهما هو؟ ..وجدت نفسي أمام هذا السؤال المقفل عليه في الشرق :
هل يمكننا الإحتفاظ بنكهة القضمة الأولى من التفاحة؟
لا شك أن مستوى معارفنا الراهنة عن جسدنا تسمح لنا بتصور عمق المأزق الذي ’وضعت فيه أجسادنا, من قبل مؤسسة الزواج الأحادي ..ذلك أن الجهازالعصبي /النفسي للكائن البشري الذي ’صّمم على التقاط التغيير.وترتبط ريعيته على نحو ميكانيكي بوفرته " أي التغيير", يدفع - على صعيد العلاقات الجنسية داخل مؤسسة الزواج الحادي- نحو أوضاع تشبه ما يسود عادة داخل مؤسسات القطاع العام من بطالة مقنعة ..أوجه التشابه ليست بمحض الصدفة .والتقليب في دفاتره لاتسمح به زاوية في جريدة رسمية ..
إلاأن سؤالاً آخر يتبرعم على نفس الغصن :هل تستبطن هذه الآلية التي يعمل وفقا لها جهازنا العصبي /النفسي حكمة ما ؟..فمثلما تدفع هذه الآلية الحليمات العصبية الكثيفة في الفم ,و المسؤولة عن المذاق نحو تنويع الطعام. مستبطنة حكمة غذائية ما .قد تستبطن بنات عم لها - أي الحليمات العصبية المسؤولة عن مذاق العلاقات الجنسية –شيئا مشابها لجهة تحسين النوع البشري..وهذا مايشير إليه الرسول "ص"في قوله بما يخص الزواج :لا تضووا..
- وإن جاء ذلك من موضع مختلف ,و في إطار الإلتزام بمؤسسة الزواج الأحادي التي انحاز إليها المسلمون خروجا من أشكال للعلاقات الجنسية المفتوحة كانت سائدة في الجاهلية ,و أبقى منها على ملك اليمين -
الميل إلى التآخي بين الأزواج بعد شهر العسل القصير يشير بصراحة ووضوح إلى
معاكسة الزواج الأحادي على طول الخط للطبيعة ..هو كذلك لأنه وليد سياق مختلف ..سياق العيش البشري في جماعات. وما يفرضه ذلك من الحاجة إلى التنظيم .. بتعبير آخر: إن مؤسسة الزواج الأحادي وليدة حاجة "الإجتماع البشري "إلى التنظيم .أي إلى ضبط فوضى عالمي الضرورة الحيواني والنباتي : الغذاء للبقاء والجنس لحفظ النوع ..تحت هذه الإكراهات المتوالدة في سياق الحاجة إلى الضبط والربط كان على اللوبيدو أن يؤقلم نفسه .فالمجتمع بمؤسساته وفضاءه الفكري/النفسي ينقط لهذا الأخير –اللوبيدو- بالقطارة ما يبقيه بين الحياة والموت ..إن الهبوط للتفحص إلى العالمين الحيواني والنباتي –إن لم يكن على العين عصابة أيديولوجية تنزل بمستوى الرؤية إلى الصفر- يكشف أن حقل النشاط الجنسي يشبه سوقا تنظم نفسها بنفسها بواسطة التنافس بأدواته الرئيسية : التنويع والتحسين على مستويي الشكل والمضمون . والترويج الذكي : الإعلامي والإعلاني..
تغير الزهرة لونها ورائحتها وترتيب أوراقها وعلو رقبتها .وتميل نحو الشمس والريح متثنية كما لو أنها عارضة أزياء .كل ذلك لتغوي حشرة تطن على مقربة تسمح بشم روائح غبار الطلع العالق على أهدابها ..تصبح النحلة الطنانة سيارة الحبيب التي يجب جذبها للتوقف عند زهرة عاشقة ..
إلا أن لهذه الميكانيزمات حكمة الغربال ..تمرر الطبيعة الكائنات الحية على الغربال كما تمرر فلاحة البذار للموسم القادم.لا تأخذها شفقة بحبة ضامرة أو مريضة
روايتي إلهام منصور تفتح ملف نظمنا الأخلاقية التي لا تتفادى وضع نفسها في حلق الغايات الغامضة للطبيعة ..من يجرؤ على فتح هذا الملف غير الطرف الذي وجد نفسه على مأدبة نظامنا الأخلاقي :كاليتيم على مائدة لئيم ..إنها المرأة ،،شريكنا الآخر في هذا الشرك من الأخلاق المتيبسة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش