الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقد بيع الله

مصباح الحق

2008 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أبرم هذا العقد في يوم نشره على الانترنيت بواسطة وبين كل من:
الطرف الأول: كل من يؤمن بالعلم ورفاهية الإنسانية والتحضر والأخلاق والسلام والمحبة والوئام والمساواة وعدم التمييز ونبذ التعصب والإرهاب الفكري والديني بشتى أشكاله (ويشار إليه فيما بعد بـ "الإنسان" بدون أي تفرقة من ناحية الجنس والعرق)؛ ويمثله في هذا العقد كل من يصوت إيجاباً لنصرة القيم المذكورة.

الطرف الثاني: كل من يؤمن بالخرافات والأساطير والأوهام (وتشمل كافة الديانات اللاسماوية والسماوية) ويسخرها في خدمة مآرب ذاتية بحتة ووعاظ السلاطين والمرتزقون واللصوص وقطاع الطرق والدجالون ممن يستخدمون أساليب الترهيب والتخويف والعبارات الجوفاء والفارغة والحربائية ويكفرون "الإنسان" ويقتلونه ويهدمون الحضارة والتقدم والازدهار بذريعة امتلاكهم للحقيقة المطلقة (ويشار إليهم فيما بعد بـ "الظل")، ويمثله فيما بعد التصور الموجود مؤقتاً والمسمى "الله".

التمهيد

تعتبر المقدمة أعلاه جزءاً لا يتجزأ من هذا العقد وتقرأ وتفسر معه.

البند الأول: التزامات الطرف الأول- "الإنسان"

أ) وافق الطرف الأول على تقديم كل أنواع المساعدة للطرف الثاني لإخراجه من كهف الجهل والتخلف إلى نور العلم والمعرفة وذلك باستثمار كافة الموارد البشرية الباقية في ضمير "الظل" لتسخيرها في دفع حتمية انتصار العقل البشري ورقيه على الخزعبلات السابق ذكرها، مما يفضي إلى خدمة الإنسانية والإنسان والحياة برمتها.

ب) يقدم الطرف الأول- كما دأب منذ البداية- كافة البراهين العلمية والأدلة القاطعة والدامغة والآخذة بالتكاثر يوماً بعد يوم على عدم أصالة "الظل" الذي يزدري عقول البشر ويمس بجوهر الإنسان، مما يمنع الحركة المستديمة للإنماء والتعمير واكتشاف آفاق كونية أوسع مما تتصوره فئة "الظل".

ج) يتعهد الطرف الأول باحترام الحاجة الماسة للمعرفة والبحث العلمي والتطور المستمر بما يخدم رفاهية "الإنسان" والعمل دائماً على الإطاحة بما يثبت فشله في تحقيق الأهداف السامية للإنسان والإنسانية. كما يتعهد بإزالة غشاوة الوهم من عيون "الظل" ليبدي له ما يبهج عقله ويرفع من عظمة إنسانيته وجبروته وتصميمه على أن يكون قدوة في العطاء الفكري والمعرفي والعلمي تكافلاً وتضامناً، لا نحراً وإرهاباً.

د) لا غضاضة عند الطرف الأول بالإبقاء على الآثار التراثية للأماكن الجغرافية المستخدمة كمعابد أو كنائس أو مساجد- وما بحكمها- كقيمة تاريخية تعكس حقبة التخلف التي مر بها "الظل"، بيد أنه يقترح إزالة أكثر الأماكن تلوثاً للحفاظ على البيئة والحياة واستثمار الأراضي في بناء المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الطبية ومجمعات البحوث العلمية ودور للفنون الراقية، كالرسم والنحت والموسيقى والغناء والرقص والتمثيل الهادف والراقي، والصالونات الأدبية ومنتجعات ترفيهية وأندية رياضية ، واختصاراً كل ما يساهم في إعلاء شأن "الإنسان" وإطالة عمره الإنتاجي وإبداعه الفكري الإيجابي والبناء ويؤكد على قداسة وجوده العابر- كل حسب اختصاصه البشري وبعيداً عن أي تطلعات تخريبية وسامة وغير مجدية.

هـ) يتعهد الطرف الأول ببذل جهود أكثر في توطيد ما وصله إليه من اتفاقيات السلام ومواثيق حقوق "الإنسان" في حياة كريمة وآمنة وشريفة ومعطاءة، كما يتعهد بالعمل على فصل "الظل" عن الدولة وتدوير السلطة الحاكمة ومتابعة الحاكم الظالم والأناني وغير الإنساني والمتواطئ والمتخاذل والجشع والدموي ومعاقبته بسحب كافة امتيازاته ومصادرة جميع أملاكه والزج به في السجن الانفرادي المجهز بأساليب الراحة الأساسية ومتطلبات العيش البشري لعدم قيامه بدوره الرمزي والقيادي بنزاهة واستقامة وإخلاله بالرسالة "الإنسانية" السامية، باعتباره كان موظفاً يتقاضى أجراً لقاء خدماته، بينما ثبت تسخيره لخلايا سرطانية محركة من فئة "الظل" تعيث في الأرض فساداً . وتنطبق نفس العقوبة على كل من يؤجج مشاعر الحقد والبغضاء والضغينة والكراهية والتفرقة والعنصرية من رموز "الظل".

البند الثاني: التزامات الطرف الثاني- "الله"

أ) وافق الطرف الثاني على اعتبار ما جاء من تعريف "الإنسان" هو بالفعل ما يصبو إليه "الظل" وما يريد أن يكون من صفاته الحميدة، وبالتالي يقر الطرف الثاني بعدم كفاءته وعدم جدوى مفهومه في عقول فئات "الظل" لتنافيه مع جوهر "الإنسان" المتطلع للعلم والتطور والارتقاء والخير والإخاء والسلام.

ب) يقر الطرف الثاني بتسببه في الحروب والمجازر والكوارث الدموية بين البشر على مدار السنين ويعتذر علناً عن زهقه لأرواح العلماء الفطاحل والمفكرين الجهابذة الذين تصدوا لمفهومه العبثي وخداعه الماكر عبر العصور، وكله أمل أن يعقل "الظل" ويعود إلى جادة الصواب ويغفر له فظائعه ويجعله طي النسيان ويلحق بموكب "الإنسان".

ج) يعتذر "الله" عن الإطالة لتجنب الإحراج ولاقتناعه وإقراره التام بقائمة الاتهامات الموجهة إليه منذ نشوء الكون من تضليل وتخريب وإعاقة التقدم الفكري والعقلي.

البند الثالث: عوض البيع

في مقابل ما ورد أعلاه، لا يترتب على الطرف الأول سداد أي عوض- مادي كان أو معنوي- لعدم كفاية الأدلة على وجود "الله".

وإثباتاً على ما جاء، ننشد معاً ما قاله الشاعر الراحل محمود درويش:

ياالله
جربناك جربناك من اعطاك هذا السر
من سماك
من اعلاك فوق جراحنا ليراك فاظهر يا الله
مثل عنقاء الرماد من الدمار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي