الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك أو حصان طروادة أعداء العراق

دانا جلال

2008 / 8 / 16
القضية الكردية


مُدننا كادحة كبصرتنا الفيحاء، عاشقة كالفرات المتوسط عراقتنا ، مدننا أبواب للحكمة كالنجف ، مقدسة بالدم الحسيني ككربلاء، مدننا قريبة من السماء كالسماوة ، رافضة اللون الرمادي كالرمادي ، مدننا نيزك من عرش السماء كبغداد التي تمتزج فيها الصفات والموصوفات ليبعث فينا تناغما للتوحد حد التطابق في أغنية سومرية كانت البدء صوب نهايات النصر الذي اقترب منه زعيم فقراءنا الشهيد عبد الكريم قاسم في ملحمته التموزية التي أُجهضت بفكر شوفيني انطلق من خلايا البعث فكرا وجريمة.
سقط الدكتاتور، كنا على وشك أن نلغي الاوف من أغانينا والكلاشنكوف من قوافينا ، كنا على مقربة من أن ننهي تسلسل الحزن الذي امتد لما يزيد عن 5 آلاف سنة باستثناء هامش لم يفسر نصنا التاريخي.
هل عاد القتلة الذين اغتالوا قمر ثوراتنا القاسمي عبد الكريم ، هل ينطلقون كما انطلقوا عام 1959 من خلال القوى الشوفينية العربية والتركمانية في مدينة كركوك كحصان طروادة اقتحموا من خلالها أسوار الديمقراطية في جمهوريتنا الأولى والأخيرة ( عام 1958) ؟
***** **** *****
على مشارف مدينة كركوك ‌‌‌‌‌أجتمع أعداء الديمقراطية من بقايا البعث خلف العليان وصالح المطلك وأذنابهم، وتيار مقتدى الصدر والطورانيين في الجبهة التركمانية والفضيلة وبإيعاز تركي أردوغاني حين كان في بغداد ليغرسوا مسماراً في جغرافيتنا السومرية التي يريدونها نعشاً لمشترك تاريخنا وتجاور مستقبلنا الذي لا يمكن الهروب منه أو الوقوف ضده.
127 أموياً وخوارجياً توحدوا تحت سقيفة البرلمان من خلال ورقة التصويت السري ليعلنوا المادة 24 قربانا لقائدهم المقبور.
رسموا 24 جرحا في جغرافية وحدتنا وقالوا إنها المادة والإكسير الذي يعيد حاضنات الدكتاتورية وإن رحل الدكتاتور.
بصوت 127 بعثيا و مُستبعثاً أعلنوا إن أخوة عداواتهم تحولت إلى عداء الإخوة لأن الكورد مازالوا مصرين على تنفيذ الدستور كما كانوا مصرين على دعم الديمقراطية في جمهورية زعيم فقراءنا الشهيد عبد الكريم قاسم .
***** **** *****
واضحة كحدود الشمس هي تفاصيل جريمة تعريب مدينة كركوك ، مؤلمة حد الموت خطى طرد الكورد والتركمان والكلدان والآشوريين والسريان من المدينة ، هل أجرم الكورد حينما قالوا ( ليعود الذين طردهم الدكتاتور من بيوتهم ) ؟ أم إن التشبث بقرارات الدكتاتور مقياس عراقتهم وعراقيتهم ؟
***** **** *****
الذين يضعون الإرث الصدامي تحت عقال صحوة عشائرهم التي استيقظت بقرار أميركي ، الذين يخفون موروثهم الشوفيني تحت عمامة الأسلمة السياسية ، الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة بوجه الفاشية المقبورة من طورانيي الجبهة التركمانية، يعلنون إنهم يمثلون العراق .
آمن أحفاد مسيلمة وأرتعش المترددون خوفاً من مواجهة قطاع الطرق ليطالبوا بتأجيل جديد للمادة 140 وآخرون يطالبون الضحايا بمزيد من التهدئة كي يجيش مركزنا الذي لا يفهم من الديمقراطية غير الإنصياع للقرار الأميركي والأجندة الإيرانية والتركية ليعلن الحرب من جديد.
***** **** *****
لم تكن سقيفة البرلمان وال 127 غير المتجانس الذين لا يجمعهم رابط غير عداوة الكورد، تحت قبته مفاجأة للكورد وللقوى الديمقراطية العراقية وإن كانت مفاجأة للقيادات الكوردية التي مازالت منخورة بفساد إداراتها.
***** **** *****
هل أدركت القيادات الكوردية بعد أن وضعت التاريخ والجغرافية ،إحصاء معاناتنا وعدد مقابرنا ، الأخلاق والدستور، على طاولة الحوار مع القوى الشوفينية بما فيها الإسلام السياسي لتأكيد عراقية كركوك بملامحها الكوردستانية أم إنهم مازالوا يراهنون على السيناريو الأميركي الذي أعاد إنتاج البعث من جديد؟
هل أدركت القيادات الكوردية إن القوى الشوفينية حينما طالبت من خلال طورانيي الجبهة التركمانية وبقايا البعث في كركوك بتغيير ممثل الأمم المتحدة لحل قضية كركوك لن يرضوا إلا بعلي حسن المجيد ممثلا عنهم لإنهاء بقية الكورد في المدينة ؟
***** **** *****
على حكومة الإقليم وأحزاب السلطة في كوردستان العراق أن تنسلخ عن طبيعتها الطبقية وتنهي انتصافها السياسي وتقضي على فسادها الإداري وتهدم سورها الصيني الذي يفصله عن جماهيرها ، على حكومة الإقليم والحزبين الكورديين أن تحاور أميركا من جبال قنديل بدل من أن تحاصرها لان في ذلك حصار لذاتها التي تشوهت بفعل شبيه السلطة التي اغتالت الثورة في كوردستان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان