الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الدم ظاهرة ليست طبيعية

علي حسين الخزاعي

2008 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثقافة الدم ظاهرة ليست طبيعية , انها غزت عالمنا السياسي والثقافي , بحيث لا يمكن ان يتخلص المجتمع من هذه الثقافة الا بتقديم التضحيات الغالية , والنضال المتواصل والدؤوب من اجل فهم ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر .
يسود العالم المتحضر ثقافة أخرى غير الثقافة التي تسود العالم الثالث وخاصة العربي والاسلامي , حيث هناك ثقافة الحوار وقبول الآخر واحترام الآراء المختلفة والمتناقضة بشكل سلــس يخدم المجتمع من جهة والتطور الحضاري من جهة اخرى بشكل افضل مما كان عليه قبل قرون من الزمن .
لقد ساد العراق منذ العام / 1959 , وبعد التقارب البعثي - القومي وتحالفهم مع الاقطاعية والمخابرات الامريكية , ثقافة العداء والاغتيالات للمعارضين والمختلفين مع أفكارهم , وشددوا من عدائهم الكبير ضد كل القيم الانسانية والحضارية لحين ان تحقق مأربهم في القضاء على ثورة / 14 تموز / 1958 ومكاسبها الكبيرة التي تحققت بفضل التعاون والتآزر الكبير بين القوى الوطنية والضباط الاحرار في العراق .
لقد تعاونت قوى الشر من القوميين العرب بقيادة عبدالناصر مع الرجعية الداخلية والمخابرات الامريكية وسال الدم في شوارع بغداد السلام والمدن العراقية جراء دخولهم بالدبابة الامريكي وبدعم من بعض القوى القومية الاخرى في العراق وفتاوي بعض المشايخ لسحق الثورة وقتل قادتها وابادة الحزب الشيوعي العراقي الداعم والمدافع عن مصالح الجماهير العراقية وبلادهم العراق الابي .
منذ تلك الاوقات والدم يسيل في ارض الرافدين وبأساليب وحشية متنوعة , وان سنحت فرصة التعرف على افكار البعث وبرامجه والاطلاع على تصريحات قادته بدون استثناء نراهم يؤكدون على ان برامجهم وتوجهاتهم لاتعتمد سوى على نظرية المؤامرة ضد الاخرين داخل الحزب ومن هم خارجه , وضد انفسهم وقادتهم حيث صرح احد اقرب المقربين للبعث ( هارون محمد وكذلك السيد حسن العلوي ) بأن حزبهم تم تأسيسه على اساس التآمر ضد بعضهم وان معالجة الامور بينهم لم يتم الا عبر السلاح وسفك الدماء وما قتل اكثر من 30 كادرا أواخر السبعينات من القرن الماضي الا مثال واضح على ذلك .
ان غسل الأدمغة وتحويل الجماهير الى آلات طيعة واجبارهم على ترديد شعارهم الغبي (( بالروح بالدم نفديك يـا ..... )) ما هو الا دليل آخر على علاقة الفكر بالدم وهو خير تعبير عن ثقافة ودموية الحزب ونظامه .
كذلك فالقصيدة التي الفها شاعرهم المعروف صالح مهدي عماش ( ان كان انتمائي للبعث جريمة ... فليشهد التاريخ اني اكبر مجرما ) ما هو الا دليل آخر حيث يرمز ذلك الى صفحات تاريخهم الاسود اضافة الى العشرات من الامثلة .
قلنا بعد زوال النظام والى الابد , قد زال معه الشعار الدموي وتخلصنا من تلك الثقافة الميؤوس منها , لكن المؤسف ان تلك الثقافة لم نتخلص منها وهي لازالت متجذرة في رؤوس البعض من الساسة بعد ان رأينا بأم اعيننا الهتافات المتكررة بعد التاسع من نيسان / 2003 في استقبال بعض قادة المعارضة الى الوطن سواء كان الحضور طوعا ام اجبارا من قبل الجماهير , فان القبول بتلك الشعارات واستمرارها لايعني الا شيء واحد , وهو القبول بنفس الثقافة الضارة بالوعي الانساني والاجتماعي والاخلاقي , وكان المفروض البحث والنقد البناء واجراء عملية تثقيف والمطالبة بتركها والى الابد .
لابأس انها كانت بعد سقوط النظام بفترة وجيزة ولكن بعد مروراكثر من خمسة سنوات على السقوط , فهل يعقل ان تبقى نفس العقليات تتاجر بتلك الشعارات وتتلاعب بمشاعر الناس ؟ وهل نسى الاخيار عمل النظام السابق ورأسه العفن عندما كتب القرآن الكريم بالدم ؟
ان استهجان ورفض الجميع بل ادانتهم على ذلك العمل باعتباره محرما وكفر بحق كتاب الله الجليل أخذ مدى كبير , فكيف يجرء البعض في مطالبة الفقراء وجماهيرالشعب بالبيعة للأمام المهدي ( ع ) عبرالامضاء بالاصبع الملطخ بالدم ؟ فهل الأمام المهدي بحاجة الى البيعة وهوخاتم الأئمة ومعروف لدى الجميع كونه احد احفاد الرسول محمد ( ص ) وأية بيعة هذه التي تعمد بالدم والكل يعرف مدى الرأفة والحنان لدى الأئمة الاطهار ورفضهم للدم اصلا واعتماد التقوى والعدالة الانسانية في النظر الى البشر كونهم احرار في الدنيا وانه لا اكراه في الدين مطلقا , ولا اجبار للبيعة .
على الجميع العمل بما يرضي الضمير الانساني وخدمة البشرية كما نص واكد على ذلك الامام علي بن ابي طالب ( اعمل لدنياك كأنك تموت غدا وأعمل لآخرتك كأنك تعيش ابدا ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-