الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة الاجتماعية

علي سلمان البيضاني

2008 / 8 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اذا ألقينا نظرة متفحصة على مختلف الانظمة التي مرت بالمجتمعات الانسانية عبر التاريخ وقبلت في ازمة على انها انظمة محققة للعدالة على نحو ما ، وتاملنا اطراد تباين مضمون هذه الانظمة محققة للعدالة على نحو ما ، وتاملنا اطراد تباين مضمون هذة الانظمة مع بقاء التمسك بانها تهدف الى تحقيق عدالة ما ، امكننا ان ندرك مدى ثبات فكرة العدالة من حيث الشكل والتصاقها الشديد على هذا الاعتبار بالصالح العام ، ذلك ان تنوع فكرة العدالة من حيث المضمون لا يؤثر على ثباتها من حيث الشكل والعدالة فكرة لا تنطوي على مجرد عنصري عدم ايقاع الضرر بالغير واعطاء كل ماله ، وانما تنطوي ايضاً على عنصر اعمق من ذلك التوازن المستهدف تحقيقه بين المصالح المتعارضة بغيه كفالة النظام اللازم لسكينة المجتمع الانساني وتقدمه . فالعدالة اذن (عنصر حركي ) اذ انها تستتبع السعي الدائب ننحو معرفة ما يستحقه كل و كيف يعطي له . ولا يجدر ان تدرس العدالة الا من خلال الصاللح العام الذي هي عنصر من عناصره الاصولية واذا التزم ذلك في تصور العدالة فانها تبدو في الواقع على حقيقتها كمصلحة انسانية عليا ذات صلة وطيدة بالاخلاق اذ لايمكن ان يكون المرء خيراً او شريفاً مالم يكن عادلا .. فالعدالة انما تطلق على عدد معين من المطالب الاخلاقية التي ينظر اليها جماعياً على انها اعلى مقاماً في مراتب المصلحة الاجتماعية . وقد كان للمفكر (جون ستيوارت ) فضل كبير في تخليص مدلول العدالة من كثير من الافكار الخاطئة التي شابتها ، وابرار مدلولاتها كمصلحه اجتماعية فقد لاحظ انه كلما اختلفت الاراء حول ما هية المنفعة الاجتماعية اختلفت ايضاً الحلول المتقبلة على انها حلول اجتماعية عادلة . فقد ذهب البعض مثلا الى انه ليس من العدل ان توزع خيرات المجتمع على اساس اخر سوى المساواة الحسابية التامة بينما يذهب اخرون الى انه من العدل ان يتم التوزيع على الافراد بحسب حاجاتهم . كما يذهب اخرون الى ان العدالة تقتضي ان يتم التوزيع على اساس مقدار العمل او اهميته بالنسبة الى المجتمع وهكذا تختلف العدالة باختلاف النظرة الى ما هية المصلحة الاجتماعية . وعندما كانت القوانين ينظر اليها على انها منزلة من الخالق كان الارتباط بالغ الوثوق بين فكرتي العدالة والقانون بحيث كان النظام عبارة عن مجرد الاخلال باحكام القانون ، على انه عندما اعتبرت القوانين فيما بعد من صنع البشر اصبح من الممكن بان البشر نظراً الى قصورهم ، كما يصنعون قوانين من توضع ويضعون ايضاً قوانين من غير الواجب ان توضع . وقد يقال ان الفرد عندما يثور من التصرفات لا ينصرف اهتمامه الى الصالح الاجتماعي بل الى صالحه هو فحسب . ولكن الواقع ان الفرد الذي يضع نصب عينيه الاجابة على السؤال التالي : هل التصرف المتخذ عادل ام غير عادل ؟ لا يرى التصرف غير عادل الا متى كان التصرف مخلا بقواعد السلوك التي يعتبر كل فرد عاقل ان اتباعها متفق مع الصالح المجموع فالاحساس بالعدالة انما هو الرغبة الغريزية لدى المرء في رد الايذاء او دفع الضرر عنه او عن اولئك الذين تربطهم به مشاركة وجدانية اتسعت حتى شملت ابناء الجنس الانساني بفضل مكنة التعاطف والمشاركة الوجدانية وبفضل الفهم الانساني المستنير للصالح الذاتي . ومن ثم انطوت فكرة العدالة على ثلاثة امور :
الامرالاول : قاعدة سلوك يفترض فيها انها مشتركة لدى المجتمع الذي سنت له ومقصود بها صالحه .
الامرالثاني : شعور يعتبر ضمان القاعدة . وهذا الشعور هو الرغبة في ان يحل الجزاء على من اخل بالقاعدة .
الامرالثالث : وجود شخص معين مس صالحه الذاتي بالاذى بسب الاخلال بالقاعدة . ومن ثم دخلت العدالة في نطاق واجبات الالتزام الناقص ،ونرى فيهما ان الظروف الخاصة التي يمارس فيها الالتزام متروكة لمحض اختبارنا كما في حالة الاحساس الذي يلتزم باداءه ولكن ليس قبل شخص معين . اما العدالة فلا تقتضي شيئاً من الصواب اتيانه او من الخطأ عدم اتيانه فحسب ، بل يكون لهذا الشيء شخص معين يمكن ان يطالب به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا