الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراية البيضاء

خضير حسين السعداوي

2008 / 8 / 21
المجتمع المدني


من أشهر حوادث المعارك العسكرية التي تخللت الحرب العالمية الأولى
الحصار الذي ضرب على القوات البريطانية من قبل القوات العثمانية في مدينة الكوت والذي سمي تاريخيا حصار الكوت واستسلام الجنرال البريطاني طاو زند للقوات العثمانية بعد أن رفع الراية البيضاء معلننا استسلامه والبقية الباقية من جيشه للعثمانيين متحملا المسؤولية كاملة عن هذه النتيجة وما تسفر عنها من تداعيات
من هذه الحادثة التاريخية وغيرها من الحوادث على شاكلتها سواء كانت عسكرية أو سياسية يمكن أن نتوصل إلى نتيجة مهمة وهي ليس كل من يرفع الراية البيضاء في المواجهات العسكرية أو غير العسكرية هو جبان أو خائن أو متخاذل وإنما أملت عليه الظروف المحيطة والتي لم يحسب حساباتها أملت عليه هذا الموقف وهو رفع الراية البيضاء كموقف شجاع يستطيع أن يفتخر به لأنه استطاع أن يبقي على البقية مما معه على قيد الحياة وينقذ ما يستطيع إنقاذه ويعترف بخطاه ويتحمل مسؤولية ذلك الخطأ كاملة .. نفتخر نحن العرب ورغم المعارك الكثيرة التي خضناها خلال التاريخ المعاصر ورغم كثرة هزائمنا في هذه المعارك العسكرية أو السياسية أو الثقافية لم يتجرا احد من قادتنا العسكريين أو السياسيين أو المثقفين أن يرفع الراية البيضاء ويبقوا على البقية الباقية ويعلنوا تحملهم المسؤولية عما حدث ، في فلسطين مثلا فشلنا عسكريا وسياسيا وضاعت من أيدينا ولا نزال نعتقد أو يعتقد قادتنا إننا منتصرون لأننا لحد ألان لم نرفع الراية البيضاء ونعترف بأخطائنا وخطايانا تجاه شعوبنا التي نقودها . في العراق ومنذ عام 1958ورغم الأخطاء الكبيرة والقاتلة التي اقترفها سياسيونا بكافة فصائلهم ورغم ما أوصلوا إليه البلد من الحالة المتخلفة وفي كافة المجالات والتي كانت المحصلة النهائية أن وصلت الدكتاتورية باعتى صورها إلى سدة الحكم لم يتجرا فصيل واحد من هذه الفصائل ويعلن بشجاعة الأخطاء التي اقترفها خلال مسيرته السياسية بحق الشعب العراقي ، إن وصول صدام حسين إلى السلطة كان نتيجة أخطاء هذه الفصائل ، صدام حسين لم ينزل من المريخ ويستولي على السلطة وإنما هيأت له الحركة الوطنية في العراق الأرضية المناسبة لان يستولي على السلطة وبشكل علني وفي وضح النهار كلنا يتذكر الجبهة الوطنية عام 1973 وكيف انضوت كل القوى الوطنية بما فيها قوى وطنية لها ثقلها في الساحة العراقية ولها تاريخ في الحركة الوطنية انضوت وبشكل خانع إلى حزب له تاريخ دموي لا تزال القوى الوطنية محفور في ذاكرتها الجرائم البشعة التي ارتكبها بحق القوى الوطنية والديمقراطية ،هذه الثقافة وهي ثقافة عدم الاعتراف بالخطأ قد سار عليها النظام البائد فكلنا يتذكر هزيمته في ما يسمى في أم المعارك ولكن الملاحظ أن النظام يعلن وبكل صفاقة انه قد انتصر في معركة الكويت وكذلك قبل سقوط النظام نهائيا والدبابات الأمريكية في وسط بغداد وهو يعلن إننا منتصرون ولحد ألان ورغم الجرائم الكبيرة التي اقترفها بحق هذا الشعب لم يمتلك الشجاعة احد من أركان النظام ويعلن اعتذاره للشعب العراقي ويعلن طلب الصفح أو العفو إنها العزة بالإثم والمكابرة الفارغة .....
هذا الاستعراض السريع نخلص به إلى حالة مهمة في الوقت الحاضر وهي أن الناس أشرت لديها عدد من الوزراء عليهم أن يرفعوا الراية البيضاء ويعلنوا وبشجاعة أنهم غير قادرين على إدارة وزاراتهم رغم الأموال الطائلة التي وفرتها الحكومة لهذه الوزارات ورغم استتباب الأمن تلك الشماعة التي علقوا عليها فشلهم لكي تنهض بالمسؤولية الملقاة على عاتقها ويتركوا الساحة لمن هو اكفىء منهم في إدارة هذه الوزارة أو تلك ولا تأخذهم العزة بالإثم في التشبث بمواقعهم وكان كرسي الوزارة ورثة شرعية لهم أو غنيمة حصلوا عليها ، نحن نشد على أيدي الوزراء الذين اثبتوا وبشكل عملي أنهم أجدر بقيادة وزاراتهم من خلال الانجازات الرائعة التي تحققت خذ مثلا في مجال الأمن من يستطيع أن يقول أن وزارة الدفاع أو الداخلية قد فشلت في أداء واجباتها إزاء الوطن و المواطن لا اعتقد أن منصفا يتجرا ويقول ذلك لان الشمس لا يحجبها غربال كما يقال وهذا النجاح لم يأت بالهين كما يعتقد وإنما جاءت نتيجة جهود وتضحيات كبيرة من قبل منتسبي هاتين الوزارتين وغيرها من الوزارات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال العشرات في جامعات أمريكية على خلفية الاحتجاجات المؤيد


.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06




.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في


.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس




.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على