الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار ثقافي للتأسيس

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 8 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


للتوقف عند متسق ثقافي يأخذ على عاتقه التأسيس لمشروع ثقافي ،
لابد من الاخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة وحجم الانزياح الحاصل
في الثقافة الاجتماعية ( بمعناها التأريخي ) ، بشقها التقليدي ( الارثي او المتوارث )
نتيجة المؤثرات الخارجية ( التلاقحية ) ومساحة التفاعل – القبول غير المعلن –
معها .
بداهة يمكننا التقرير بأنه كلما عظم ضغط المحددات الموروثة ( هل كان علي ان ادعوها
المحظورات ؟) كلما تعمق أثر الازدواج داخل الوعاء الثقافي - النفسي في التفاعل
مع المؤثرات الثقافية الخارجية – بمعنى المستحدث والوافد معا .
الثابت سوسيولوجيا ان الشعب العربي ( لجذوره البدوية ) هو من بين اكثر الشعوب ازدواجية
في السلوك والفهم ، لان المنطقة العربية – جغرافيا – تضم اكبر بيئة ومد صحراويين ..
لم تكن عملية الانشطار الثقافي التي احدثها الاسلام بظهوره ( كثقافة جديدة ، بنيوية
ومفهومية ) لتلاقي قبولا كاملا – على المستوى المفهومي والسلوكي – وذلك لانها
هددت البنية الثقافية البدوية في جذورها في نفس الانسان العربي وارثه التاريخي
الذي يستمد منه هويته الثقافية والتاريخية وبنيته الاخلاقية ايضا .
وهذا ما جسده الموقف الرافض ( باطنيا طبعا ) لاغلب المفاهيم والطروحات ، الثقافية
والسلوكية التي جاء بها الاسلام كبدائل لمألوفاتهم السلوكية والتعاملية ، وخاصة على
مستوى العادات والاعراف الاجتماعية .
هذا الرفض الباطني ، والذي اجبرتهم قوة الاسلام العسكرية على التظاهر بخلافه ،
هو ما عمق وكرس حالة الازدواج في نفس الانسان العربي ودفعته الى حالة من الانشطار
الثقافي ( المفهومي والاقناعي ) وخاصة فيما يتعلق بالاستيعاب الثقافي وقبول الاخر
( ثقافيا ) وقبول بنيته المفهومية والثقافية والاستعداد للتلاقح معها دون احكام مسبقة
او رفض انسحب على مفتيه قداسة النص المقدس في فترة الانحسار والتقوقع الثقافي
التي خلفها سقوط الامبراطورية الاسلامية وافول عصر ازدهارها السياسي والعسكري
الذي جسده عصر الفتوخات . هذه البنية المفهومية ( الباطنية ) هي المسؤول الاول
عن حالة الاحتباس الثقافي التي يعيشها الانسان العربي وثقف حائلا أمام حالة تأسيس
ثقافي مفهومي جديد تنقل المجتمعات العربية الى حالة الاستعداد النفسي – اولا – للانضواء تحت
سماء العالم ( الثقافية ) والتلاقح مع معطياته الحضارية كـ ( كمطر) عام ، ممكن اتقاء
مخاطر سيوله ، بنفس الوسائل التي يتبعها الآخرون ، لا بطرائق تحكمها العقد التاريخية
والمحددات التي فرضتها ظروف استثنائية في مراحل استثائية .
برأيي ، على اسس هذا الفهم وحده يمكننا التأسيس لمشروع ثقافي عربي يعاصر زمانه
ويواكب مرحلته ومعطياتها الفكرية والثقافية قبل الحضارية .
وقائمة المواجهات تطول طبعا تحت هذا العنوان – الطرح لتشمل الكثير من قائمة التابوات
التي فرضتها مراحل ومحددات تأريخية ، تجاوزتها المجتمعات الانسانية وبناها المفهومية
نتيجه النهوض والتطور الحضاريين ، بفعل الحتمية التاريخية ( بمعناها التاريخي لا
الماركسي ) .
في ظني ان اهم وسيلة لحلحلة عقدة اعادة النظر في البنية الثقافية ( وما فرض عليها من
ابعاد دينية لغرض التكريس المصلحي النفعي ) هي اعادة النظر في منظومة التابوات
التي تراكمت عبر مراحل تأريخية مأزومة بظروف سياسية و ازمات اقتصادية قادت
المجتمعات العربية الى نكوصات ارتعادية قولبتها و حالت بينها وبين النظر الواعي
الى مجريات العملية الحضارية واستحقاقاتها التاريخية والتطورية .
ولعل اول لبنة في هذا التأسيس هي عملية تحرير العقل العربي من عقال الترهيب
تحت مبدأ : كل منظومة فكرية او بنبة ايديولوجية قيد النظر والمناقشة والماءلة
وبآلية سلمية مرنة ومطواعة ودون محددات او قوالب او احكام مسبقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس