الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يجوز البحث عن الوحدة في وجودها

جورج حزبون

2008 / 8 / 23
المجتمع المدني


لا يشير المستقبل القريب الى انفراجات في القضيه الفلسطينيه ، بل لعلّ الاخطر في كل ما يجري هو وضع الشعب الفلسطيني في حالة شد وتوتر ، فالمفاوضات عبر الطواقم وحسب تصريحات أبو العلاء لا تقـُّدم وهناك فقط إمكانية صفقه دون تفاصيل ؟! وقطاع غزه حاله فلسطينية وعربيه خاصه، كنا نشهد صراعات تنظيميه ولكنها كانت تنافسيه رغم وصولها للصدام أحياناً المسّلح ، لكن الصراع الداخلي الراهن يقوم على قاعدة النفي للآخر والاكثر دهشه في الجوهر هو الاستناد الى الدين والهروب بالقضيه الى الامام وبذلك نعّطل الجهد ولا نعززه..

والحالة الاقتصادية أسوأ ، إرتفاع حاد للأسعار، بطالة متزايده، رواتب مهدده بالتوقف، العمال والموظفين لم يتلقوا نِسب غلاء معيشه، والوطن لا تشمله مشاريع الضمان الإجتماعي، والارض تتقلص بالاستيطان والجدار، والمدن معزوله بالحوجز ، ثم يطالب المواطن بالتضحية كما كنا نطالبه مع بدايات الاحتلال بالصمود، أما كيف يمكن ذلك لا أحد يدري،،الحركات الاسلامويه تحيل كل شيء للمقدس فانحباس الامطار وارتفاع حرارة الارض وأزمة الطاقه اسبابها اننا شعب غير مؤمن ، أم الاستقرار والرخاء في الصين واليابان سببه الايمان، فإن كان الأمر كذلك فإن البوذيه هي الدين الأفيَد والأصلح؟!!!

إن حالة الاصطفاف العالمي الجاريه والتي سببتها عوامل عديده أخطرها نزعة الولايات المتحده الامريكيه بالسيطرة على شعوب الارض وجعلها ساحة مفتوحه للنهب تحت ذريعة العولمه والسوق الحر والنظام العالمي الجديد ، وأيضاً تفاقم أزمة الطاقه مع نهضة الصين الصناعيه واحتياجات الهند الصاعده ومرحلة نضوب النفط القادمه بسرعة مذهله سيكون أثرها مباشر عام 2020 ، كل هذا وغيره جعل قضية التحالفات الدوليه والإقليمية والمحلية ذات أهميه اساسيه ولا يمكن الاستمرار دون ذلك، وبالنظر الى ما هو قائم إقليمياً من تعارضات وتناقضات بين البلدان العربية وفي داخلها ، وضعف الأنظمة المستندة للقمع نهجاً فإن أُفق التوحد غائب واحتمالات التشظي قائم في كافة الدول العربيه ، ولا أحد خارج المعادله، وإن كان هذا الحال فإن قضية النضال الفلسطيني تفقد حلفائها إلاّ المتعاطفين بقلوبهم ( وهو أضعف الايمان) ، وعلى هذا الحال تواجه فلسطين عدوها المتحالف مع أميركا وأغلب أوروبا ومقبولاً بآسيا وغير مرفوض عربياً وأحياناً صديق!.

وإذا كان النضال بأشكاله من الالف حتى الياء يستند الى معادلات تحالفيه وتعبويه ، فإن الوضع الراهن سيئاً فلسطينياً وليس الأمر منوطاً ببراعة أو بلاهة المفاوض فالمناخ الدولي غير مواتي وهناك معادلات تتكون وبالنسبه لهم القضيه الفلسطينيه تستطيع الانتظار وهي ليست أولويه فقد انتظرت من مطلع القرن الماضي ، وإقليميا لم تعد قضيه العرب الاولى بعد أن أصبح لدينا لبنان والسودان والجزائر والخليج وغيرها إضافة الى المسألة الإيرانية بالتوقعات والاحتمالات والعراق بالفيدراليه ومصر بأزماتها الداخليه وسوريا باشكالاتها واليمن بصراعاتها ،، إذن فقد قال العرب قولهم في قمة بيروت وهم واقفين منتظرين عند تلك النقطه ( وعظـّم الله أجركم)!!.

أما محلياً فالامر أكثر سواء فلا وحده وطنيه ولا برنامج كفاحي منفق عليه ولا مجلس وطني منعقد حتى بوضعه الراهن حتى يكون تأكيد لحضور منظمة التحرير، والتشريعي معطل والوزاره مضطربه ، والمحسوبه متوضده ، والمواطن غلبان حتى أصبح كالسَن في العجلة تطحنه الأسعار وتحرق أعصابه السياسه ويحصره الاحتلال وتضيق الدنيا على سعتها ويطالـَب بالنضال بعد أن أصبح معروفاً أنه لا يوجد بيت فلسطيني لم يدخل أحد أفراده السجن ، أو لحقت به إصابة أو شهادة أو إعاقه.

وحمــاس تقتطع غزه وتتلقى مساعدات من كل إتجاه والسلطه في رام الله تدفع رواتب موظفي غزه ولا تحكم، ثمّ يجري الحديث عن حوار وطني بعد أن تحاور الفلسطينيون عدة مرات ولم يصمد إتفاق بينهم لان قلوبهم شتـّى ، ناهيك عن أن حصر الحوار في تنظيمات سياسية أساساً خطأ ( مفهوم ) التنظيمات اليوم جميعها لا تصل الى 30% من مجموع الشعب وبعض التنظيمات التي تـُُدعى للحوار لا يزيد عديدها عن فئات لا بل أقل وهي أمور لا تساعد أن يكون الحوار موضوعياً ، فالحالة الفلسطينية غير تقليديه ويجب أن يكون هناك إبداع في مضامين الحوار ولتدعى له عناصر المجتمع المدني وشخصيات وطنيه بالجغرافيا والاجتماع والمذهب، فأن توسيع القاعده ضمان نجاح فلا أحد يملك ( طابو) فلسطين...

إن الحالة الفلسطينية صعبه ويجب العوده الى "م ت ف" ممثل شرعي وحيد وتعمل أجهزتها وتدعو الوطني بوضعيته لينتخب تنفيذيه لا يجوز أن تظل معنيه بالتقاسم التنظيمي وليتفق على أن تكون التنفيذيه المنتخبه "قياده وطنيه موحده" وليبقىَ خارجها من يبقى فعلينا التوقف عن الانتظار والمداراه ونهج الديماغوغيا، فقد كانت دائماً قرارات المجالس الوطنيه الفلسطينيه برامج سياسيه نضاليه فاتحة أُفق وناظمة حياه ، فالقضيه الفلسطينية قضية شعب وأمه وليست قضيه غيبيات ومراهقات سياسيه وفتاوى شرعيه إغترابيه بالواقع والتاريخ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟


.. صور أقمار صناعية تُظهر إخلاء خيام النازحين من المنطقة الإنسا




.. جوع وعطش وتكدس نفايات.. الوضع الإنساني يزداد مأساوية في جبال


.. السفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان في حوار




.. رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان: القطاع الخاص مطمئن أن حقو