الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع بين الاثر والبشر فى الاقصر

عبد المنعم عبد العظيم

2008 / 8 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ما يحدث فى الأقصر من تطوير هذه الأيام يمثل ثورة فى الإدارة والأداء من اجل تطوير المدينة وتحديثها ووضعها فى مكانها اللائق على خريطة السياحة العالمية 0
والحقيقة ان اللواء سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الاقصراقتحم القضية بأسلوب الثوار من اجل أحداث هذا التغيير فى ظرف لم تتهيأ ثقافة الاقصريين لتقبله فهناك المتضررين من الهدم والمستفيدين أيضا وهناك المغرضين وأعداء النجاح وهناك أيضا جهاز بيروقراطي عقيم تمرس على التسويف وتعطيل إجراءات صرف التعويضات وإهمال توجيه انذرات لمن ستهدم منازلهم ولم يوفر هذا الجهاز البدائل لنقل المتضررين واقتحم البلدوزر مواقع الهدم فى الكرنك والطود وشارع رمسيس وشرق السكة الحديد لتحقيق خطة التوسعات قبل بحث الآثار المترتبة على هدم مساكن ومتاجر الناس ودون حوار مسبق مع البشر فكان لابد وان يحدث الاحتقان
وتحمل اللواء سمير وحده وزر هذا الجهاز المتجمد يبنى وهم يهدمون يفتح الطرق وهم يضعون المتاريس ينظف وهم يملئون الشوارع قذارة ثم يعلقون على شماعته كل أخطائهم وخطاياهم
والحقيقة أن ثورية القرارات تأتى بمثابة الصدمة للبشر الذين اعتادوا نمط من الحياة المستقرة الرتيبة الامنه فان يجد المواطن نفسه فجأة بلا مأوى وتتراى أمام ناظره ذكريات المكان الذى كان يعيش فيه مستقرا مع جيران اعتادهم وربطت بينهم علاقات من الجيرة والترابط والأمان النفسى وجد نفسه مطالب بالإقامة فى مكان جديد وعلاقات جديدة فيحس بحالة من الفطام وعليه ان يواجه وحدة مستقبل غير مخطط
ويتساءل الناس هل الأثر مقدم على البشر بالطبع أن للأثر قيمته الحضارية ولكن فى نفس المعادلة المطلوب ألا يطغى الأثر على حق البشر ونحن أمام تجربة حضارية يجب ان يتفاعل فيها البشر مع الأثر 0
التطوير ليس قضية سمير فرج وحدة ولكنها قضية كل من يحب الأقصر ويحب مصر وحضارتها وكل من ياتى الى بلادنا ليرى عظمة الأجداد من هذا الفهم يجب ان نعى ان سمير فرج لا يصنع كل هذا من اجل مجد شخصى او لخدمة مجموعة من رجال الأعمال كما يشاع ولكنه ينفذ مخطط مدروس أخرجه من غياهب الملفات المدفونة ونجح فى البدء فى تنفيذه هذا المخطط اعتمد عام 1991قبل ان يتولى الدكتور سمير فرج رئاسة الاقصر بما فى ذلك توسيع الدائرة السياحية لتشمل المدامود والطود وارمنت والمعلا لتخفيف الضغط على المواقع الأثرية الحالية
والذى يطالع قرارات ندوة الأقصر فى القرن الحادى والعشرين التى نظمها المجلس الأعلى للأقصر مع جريدة الأهرام تحت رعاية السيدة سوزان مبارك والتى شارك فيها الدكتور محمود الشريف وزير الحكم المحلى أيامها واللواء احمد فؤاد السيد رئيس المجلس الأعلى ايامها يجد فى توصيات هذه الندوة ما حوله سمير فرج من توصيات الى حقيقة وواقع ملموس وقيمة 0
الأقصر أحست بالجمال بعد التطوير وباركته ولكن الآخرين نظروا الى القضية نظرة شخصية لاتعى معنى المصلحة العامة المقدمة على المصلحة الشخصية وبداوا صراخا وعويلا لإيقاف التطوير ولعبت الصحافة الصفراء وأعداء النجاح وأصحاب المصالح دورا فى تأليب البشر وتعظيم المصالح الشخصية وشحن الناس الى درجة الانفجار او تهيئتهم للانفجار0
ورغم كل هذا ظل الناس يعتقدون ان الأثر مقدم على البشر لان معظم القرارات جاءت فوقية ومفاجئة وصادمة وكان يمكن أن تناقش بديمقراطية ويشارك الناس فى صنعها او الاقتناع بها فان عسكرة القرارات والطاعة العمياء لم تعد اسلوبا للتعامل مع البشر فى الأمور الحياتية والمعيشية والمصيرية
لعلها دعوة للدكتور سمير ان ينزل الى الشارع ويحاور الناس ويجعلهم خط دفاعة الأول ويقنعهم ان التطوير مستقبلهم ومستقبل بلدهم وأمانهم للغد مهما تضرروا منه او نظروا اليه نظرة سطحية شخصية ليقتل فيهم الأنانية والاهم أن يبدأ تطوير جهازة الادارى العقيم ليشاركة ثورية القرار وإنسانية القرار أيضا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج