الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد تصريحات المحافظ: التحقيق الدولي ضرورة ملحة

ممدوح نخلة

2008 / 8 / 29
المجتمع المدني


كنا وما زلنا نؤمن ونؤكد أن الحل الداخلي هو أفضل الحلول وأن أي مشكلة داخلية يجب أن تحل في إطار الدستور والقانون، وعلى أرضية وطنية بعيداً عن أي تدخل من أي جهة خارجية أياً كانت دوافعها نبيلة أو خبيثة، وكنت من أشد المعارضين للتدخل الدولي في شئون الدول الداخلية. ولكن بعد الأحداث المتلاحقة التي مرت بها البلاد خلال أسبوع واحد والتي كانت موجهه كلها ضد الأقباط فراح ضحيتها خمسة عشر قتيلاً وعدداً مماثلاً من الجرحى والمصابين، بدأ من حادث الزيتون الذي قتل فيه أربعة أشخاص وأصيب خامس، ومروراً بحادث الأسكندرية وسرقة محلاً للذهب بالإكراه والاعتداء على صاحبه، ثم حادث أتوبيس بني سويف الذي تم في ظروف غامضة قتل فيه إثنا عشر شخصاً وأصيب عشرة آخرين، ثم الاعتداء البربري الغوغائي على دير أبو فانا بملوي وإصابة سبعة رهبان بجراح خطيرة بعد تعذيبهم. وليس انتهاءً بحادث دفش بسمالوط، ولا يزال الفاعل مجهول. ولكن الأمر المدهش والغريب هو التصريحات المستفزة للواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا الذي أكد في بادئ الأمر أن الحادث عادي ولا يعدو أن يكون مشاجرة بين طرفين بسبب النزاع على قطعة أرض مملوكة لدولة!! ثم عاد واتهم الرهبان بقتل شخص مسلم من العربان واتهمهم أيضاً بحيازة السلاح وأكد أن هناك تبادل لإطلاق النار بين الرهبان والعربان وفي تصريح أخر يقول لا فض فوه أن إصابات الرهبان طفيفة للغاية ولا ترقى لجريمة الشروع في قتل!! (يعنى محام ووكيل نيابة وقاض كمان) وفي تصريح آخر يؤكد سيادته أن الرهبان لم يختطفوا ولكن تغيبوا لمدة ساعتين ثم عادوا (ربما كانوا في نزهه للسينما) الأمر الذي جعل الأقباط في مصر وخارجها متخوفين في نتيجة التحقيقات وأنه لن يكون محايداً (وعندهم الحق في ذلك) فأكبر سلطة تنفيذية في المحافظة يتبنى وجهه نظر الجناة ويبرر جرائمهم ويقلل من خطورتها -مجرد مشاجرة بسيطة لا ترقى لجريمة الشروع في قتل- بل ينحوا باللائمة على المجني عليهم فجعل الجاني مجني عليه، بينما المجني عليه متهماً. مما يعطي للبعض الحق في المطالبة في إجراء تحقيق دولي على غرار ما تم في حادث مقتل الحريري في لبنان والحقيقة أن هذه المرة لم أجد أصواتاً تعترض من الأقباط ولم يشذ أحد عن هذا الإجماع، ولم يغرد أحد خارج السرب. حتى اليهوذات منهم لا سيما وأن عقلاء المسلمين يؤيدون إجراء هذا التحقيق باعتباره مطلباً عادلاً ومشروعاً ويتفق مع القانون الدولي والأعراف الدولية بل يتفق مع قواعد العدالة والأديان السماوية والأخلاق الإنسانية إنها حقاً فرصة مواتية للدولة لأن تكشر عن أنيابها وتظهر هيبتها ولو لمرة واحدة أمام الإرهابيين الغوغاء والفاسدين الجبناء، وإلا فإن التحقيق الدولي في هذه القضية هو الحل الوحيد والمناسب لمحاسبة المقصرين ومجازاة المفسدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر


.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة




.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا


.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة




.. مستوطنون إسرائيليون يضرمون النار في مقر وكالة الأونروا بالقد