الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد وطني.. مؤجل

كاظم الحسن

2008 / 8 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كانت المناسبات الوطنية او الاعياد قديماً لها ارتباط عضوي بمواسم الحصاد، بالخصب والنماء وقوت الانسان وهكذا فرح الانسان يبدأ بالارض ومزروعاتها،وحينما بدأت التخمة لديه اخذ يعتقد ان جماعته او طائفته او عرقه هو الافضل والانقى وانه من سلالة مقدسة وغيره المتدنس!
انقلبت علاقة الانسان بالاشياء والبشر واصبح يبحث عما يميزه من الآخرين لاعتقاده انه من صفوة البشر فاخذت الاعياد تنحو باتجاه العنصرية.حيث ان ارتباط الانسان بالارض يمنحه مفهوم المواطنة ويزيل الحواجز والسواتر عنه، في حين ان الارتباط بالفرقة الناجية او ما يسمى بالعرق الانقى يخلق العداوات والاحقاد والكراهية، فكيف يطيب لنا الاحتفال بالاعياد على انقاض الاخرين وعذاباتهم.اصبحت الهوية في عالم اليوم مكانية وزمانية ولم يعد الدم او العرق او الدين من محددات الهوية بل اصبحت المواطنة تأخذ شرعيتها من مكان الاقامة او الميلاد، ويبدو ان بعض الدول التي حازت على النجاح والتفوق لا يبدو الماضي او الثقل التاريخي له دور مهم في حياة الشعوب لانها بذلك لا ترجع الى التاريخ لتبحث عن حلول لمشاكل معاصرة.حينما اختير في الاسلام التقويم الهجري وتحديداً عام الهجرة الى الحبشة من قبل المسلمين الاوائل، فان ذلك كان ينم عن بصيرة سياسية، ولو تم اختيار معركة بدر التي انتصر فيها المسلمون على المشركين وكانت بحق معركة فاصلة في التاريخ الاسلامي بدلاً من عام الهجرة كمناسبة للتقويم الجديد للمسلمين لكان ذلك عامل فرقة وتهديد لوحدة الاسلام لانه سوف يثير المزيد او الكثير من المسلمين او المؤلفة قلوبهم الذين تضرروا في هذه المعركة، وهذه تثبت ان رجل السياسة يجب ان ينظر الى المستقبل في بناء الدولة وليس الى ”الانتخابات “ حديثاً او الغنيمة او الثأر قديماً.ولو اخذنا تاريخ العراق المعاصر منذ تشكيل الدولة في العشرينيات من القرن الماضي، نجد ان معظم المناسبات والاعياد محل جدل وتنازع وصراع وفرقة، ومن النادر الاتفاق على شخصية وطنية، فما ان تذكر احدى الشخصيات السياسية حتى يتهم بشتى الاوصاف الشنيعة ولا يسلم حتى رجال الادب، فالجواهري، كان يتهم بالشعوبية وغيره بالعمالة، حتى تم نسف عهد بالكامل، هو العهد الملكي من خلال وصفه بالبائد على الرغم من ان تقاليد الدولة وكيانها قد بدأ به! عندما قامت ”الثورة او الانقلاب عام 1958“ نقول هذا لان الجدل مازال محتدماً الى يومنا هذا حول مشروعيتها؟
اخذ البعض يتهم القائمين عليها بالانحراف عندما يسمي مبادئ واهداف الثورة حتى جاء انقلاب عام 1963 مغمساً بدم رفاق الثورة، وهكذا انبثق عهد من الدم يبتدئ من مجزرة الرحاب الى الابادة الجماعية والانفال، انه تاريخنا المعاصر من العهد البائد الى ما يسمى انحراف عبد الكريم قاسم الى صانع الحروب والدمار صدام.
من اين نبدأ في اختيار مناسبة وطنية او عيد وطني يجمع مكونات واطياف الشعب العراقي؟
ان اختيار 6 كانون الثاني عيداً وطنياً للجيش العراقي يعني بلا شك ان المناسبات الاخرى في العهد الملكي ذات الصيغة التأسيسية مثل دخول العراق عصبة الامم المتحدة في 1932/3/10 هي افضل ما متاح لدينا من اجل ترميم الجسد السياسي العراقي وهي مناسبة نتقدم بها على كثير من شعوب المنطقة التي بعضها لم يدخل العصبة مطلقاً.اما من يعتقد ان العراق كان تحت الاحتلال ولا يجوز الاحتفال باي مناسبة في هذا العهد، فانه يماثل من يحمل نفس الرؤية الخاطئة التي تحرم بناء القوات المسلحة في الوقت الحالي بحجة وجود قوات محتلة وكأنه يريد القول لنعد الى مرحلة الفوضى او ما قبل ظهور الدولة وهي نظرية هلامية ومتعالية ولا تنزل للارض معطياتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في