الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدري حسون فريد//ذاكرة الايام العصيبة

علي حسن الفواز

2008 / 8 / 31
الادب والفن


من منا لايتذكر بدري حسون فريد؟ من يتغافل عن معطى هذا الفنان الكبير والرائد والتاريخ الراسب في اعماقنا، الذي اسهم مع جيل من الرواد في صناعة ذاكرتنا الفنية والجمالية؟ من ينسى ادواره التي ظلت عالقة فينا عبر صور التلفزيون وعلى منصة المسرح وعند شجون الدرس الاكاديمي؟
بدري حسون فريد المغترب بشيخوخته واحلامه القديمه يعيش في المنفى اياما صعبة، المرض والسنوات الزاحفة على جسده الشيخ، كلها توهن منه العظم والحياة وبقايا القوة، تضعه امام لحظات فاجعة لاحتمال العوز والفاقة، وربما الغياب البعيد والقاسي، مثلما تضعنا امام مسؤولية اخلاقية وتاريخية في العمل على مناشدة الجميع لاحتضان هذا المعلم الكبير وتحمّل نفقات علاجه او اعانته على تجاوز ظروف زمنه الصعب..
استعادة بدري حسون فريد لايعني البحث عن تجاوز ازمته الصحية والمعيشية فقط وهذا حق له، بقدر ما تعني ايضا ادراك اهمية الفنون والاداب في حياة الناس ووعيهم وبناء مجتمعاتهم ومدنهم وقيم عمرانهم الانساني والجمالي. كل هذا يتطلب اتخاذ الموقف المسؤول والناجع من هموم صناع هذا التاريخ الثقافي الفني والادبي، وايجاد كل السبل التي تضعهم في مكانهم اللائق مثلما تفعل الشعوب المتحضرة التي تحتفي برموزها الثقافية، وتجاوز كل المشكلات والمحن القديمة التي وضعت تاريخنا الفني والانساني امام محن كارثية وايام عصيبة، تلك التي تحولت في عديد مفاصلها الى يوميات للحروب العبثية والموت المجاني، ولعل اشدها فداحة تلك التي اكتنفت الحياة العراقية بظلامية الفزع والطرد والاقصاء والتجويع والمنافي..
تاريخنا الثقافي تمظهرعند تاريخ هذا الفزع والهمّ عبر اجتراح صناعات ثقيلة في الجمال الانساني الرافض لكل توهمات القبح الانساني، حيث كان بدري حسون فريد واحدا من صناعه المتميزين، اذ دأب هذا الجيل الرائد على مواجهة واقع سياسي واجتماعي وثقافي ينوء بحمولات التخلف والجهل والاستعباد وكل فروض التحريم القهري، فضلا عن عوامل الظلم السياسي، اسهم ابطاله في ايقاظ الروح داخل المكان العراقي، والوعي العراقي لتكون حية في ثوراتها الجامحة وتطلعاتها وفي تجليات نزوعها نحو تعبئة الجماهير لتحدي مهيمنات الاحباط والجهل وتغييب قيم الحرية والعدالة والتنمية..
ان العمل على ايجاد ظروف مناسبة لرعاية ادبائنا وفنانيا الرواد، هو مسؤولية باتت لازمة وضرورية، اذ تتطلب موقفا شجاعا، وحرصا على اشاعة روح الامل في المستقبل، والسعى الى تهيئة كل المناخات لكي يكون صنّاع الجمال جزءا حيا في صناعة لحظتنا العراقية القابلة.
ولاشك ان التمكين من مواجهة هذه الظروف يتجسد اولا في العمل على سنّ تشريع قانوني يحمي الادباء والفنانين والرواد منهم بشكل خاص من ظروف العوز والحاجة وبرواتب مجزية، فضلا عن العمل على تشجيع المؤسسات الثقافية(الادبية والفنية والتعليمية) للاحتفال والاحتفاء بهم واقامة النصب التذكارية لهم و عقد المهرجانات والندوات الفنية التي تضعهم في سياق تاريخهم الطويل والحاشد، والتي تعلّم النشىء الجديد من ابنائنا ليعرفوا حقيقة تاريخهم الذي تعرّض اكبر عملية تشويه وتحريفي، وليدركوا ايضا ان بناء العراق هو فعل طويل وعميق الاثر في مواجهة تاريخ الظلم والعبودية بقيم عالية للحرية والامل، مثلما هي مواجهة تاريخ القبح بقيم عظيمة من الجمال والتنوير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??