الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان ... استعباد الفقراء

صفوت بلاصي

2008 / 8 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما أتخيل احد الأيام الرمضانية , أتخيل يوم ممل بلا حراك وأتخيل المئات من ملايين ساعات العمل الضائعة بلا أي فائدة , سوى من باب الحارة و أوقات الضياع , كذلك فاني لا أنسى تبذير ملايين المواشي , وخراب الموازنات العائلية المتواضعة , وتفاقم أمراض ألمعده والسل خاصة في المناطق النائية والأحياء الشعبية ومخيمات اللاجئين , وذلك التبذير المخيف على قبور الأولياء ومزاراتهم .
وهذا المناخ الذي جسد كل أوضاع الاستبداد العقلي والفكري , إلا من المناخ النقدي إزاء هذا التراث القديم والمتجدد , لا يعطي لنا أي فرصه للتفكير في مدى عقلانية ما نفعل , فعمليا ً نحن في عالمنا العربي نخسر شهراً من كل سنه , نهدر الوقت والأيام والساعات , والمال ليس في سبيل الجنة بل إرضاء للعادات والتقاليد وهذا الموروث الحضاري المتخلف .
فالجنة ليست هذه ألطريقه الصحيحة لبلوغها , فقد أمر الله المسلمين بالتكافل في هذا الشهر وأمرهم بالعمل , وبتكثيف ألعباده لا بتكثيف المسلسلات .
فنحن في هذا الوطن العربي يشل إنتاجنا كلياً إلا من إنتاج مسلسلات تحاول فرض ثقافة رجعية
أو منحله ....
فهل لنا من وقفة نقد وتقييم لهذا الواقع المرير .. أين منهج الفكر النقدي العربي إزاء التراث الديني , فنحن نريد الانتصار لقوة المثل بممارستها ألنظريه والعملية , لنواجه المشكلات ألقوميه والاجتماعية العربية .
لنرفع صوتنا عالياً في وجه كل رجال الدين الذين يمثلون حجر الزاوية , فنحن لسنا بحاجة لكل الفتاوى والدسائس وتصفية العقول ألمعارضه بتهمة المروق عن الدين , لا نريد منهم كل ذلك الوعظ والإرشاد في رمضان لنزداد تخلفا ً وتزداد أرصدتهم في البنوك , فهذا الاستخدام والاستغلال للدين ليس مصادفه عابره بل انه استراتجيه طبقية مدروسة , فالدين لهم سلاح فعال لترسيخ ألسلبيه العاجزة المنطوية على نفسها وعلى ماضيها .

لم يعد معيار الصلاح هو التقوى كما كان في عهد رسول الإسلام محمد وخلفائه ابو بكر ,عمر وعلي , ولم يعد الدم العربي كما كان بل أصبح ارستقراطية المال والدم .
وأمام التخلي الفعلي الصريح للطبقة ألحاكمه ومعظم رجال الدين عن الدين , فقد العزاء الديني قوة ضبطه لجموع البائسين , لكن في رمضان تبذل كل الجهود لإعادة استغلال الناس والبؤساء من خلال سلطة الدين .
المجتمع العربي الذي فقد الغطاء الديني للحاكمين ولجامه الديني للمحكومين يحاول مرة أخرى استرجاع أمجاد الماضي , لكن هذه المرة بأساليب أكثر دهاءً , لتغيير الفكر والثقافة وتجسيد تراث اقل ما يقال عنه بأنه للهدم والاستعباد .
فهذا هو رمضان .... الذي وجد أصلا ً من اجل الفقراء تحول لاستعبادهم لخدمة رجال الدين والشركات والسلطات الحاكمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر