الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابتلاء الالهى

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2008 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما حدث اعصار تسونامى فى اسيا تسابق فقهاء المسلمين الى اصدار الفتاوى التى تؤكد على ان الاعصار ابتلاء من الله لهم بسبب الفساد الخلقى الذى يعيشونه أو ليختبر ايمانهم !

وحينما يمرض انسان فان زائره غالبا ما يحاول التخفيف عنه بالقول ان هذا ابتلاء من الله وما عليه الا الصبر على هذا البلاء ليرضى الله عنه ؟

فهل صحيح ان الله هو الذى يبتلى البشر بهذه الكوارث والمصائب ؟

واذا كان هو فعلا من يبتليهم ...فماذا يا ترى سبب هذا الابتلاء؟ وما هو الهدف منه اساسا؟

أليس هناك ابتلاء بطريقة افضل أم ان المصائب والكوارث هى الطريق الالهى الوحيد للاختبار ؟

ليس من المنطقى ان الله يبتلى عباده بالكوارث والامراض والمصائب ، لأننا فى هذه الحالة امام احتمالين لا ثالث لهما :

أولهما : ان الله يبتلى البشر وهو" يعلم " رد فعلهم مسبقا على هذا الابتلاء .. وتلك مصيبة كبرى !

ثانيهما : ان الله يبتلى البشر وهو" يجهل " رد فعلهم على هذا البلاء .. وتلك مصيبة أكبر !

ففى الحالة الاولى .. المصيبة كبرى لأن الله اذا كان "يعلم " رد الفعل مسبقا ... فلماذا الابتلاء من اصله؟ !!

أم اننا امام مسرحية يعلم مخرجها - مسبقا - حركة الابطال والاحداث والخاتمة ؟

والحالة الثانية .. المصيبة أكبر لأن الله "يجهل" رد فعل مخلوقاته وبالتالى يبتليهم حتى " يعلم " رد فعلهم !

واعتقد ان كلا الامرين" العلم والجهل " مستحيل على الله ، فكل هذه الكوارث والامراض والمصائب التى تنزل على رؤوس البشر ، تحدث من خلال نشاطات بيولوجية خاصة بالارض والجبال والمحيطات من خلال تراكمات على مدار ملايين السنين بالاضافة الى ما فعله البشر من تخريب فى هذه الطبيعة ، فهذا عقاب طبيعى وليس الهى !!

أى ان الله لا علاقة له مطلقا بما يحدث للبشر على الارض ، الا ان العقل العربى الغائب عن المنطق والتحليل السليم غالبا ما يركن الى ان يرمى بلاه على الله ليتخلص من عبء التفكير وعناء التحليل!

والجانب الاخر للكارثة ان علماء الدين التابعين للسلطات الحاكمة فى بلادنا يعتبرون غلاء الاسعار بمثابة ابتلاء من الله ايضا ( وهو توظيف سياسى ) ليقنعوا العامة والغوغاء أن الحكومات الفاشلة لا ذنب لها فى ذلك ونما هو مجرد ابتلاء الهى !

اذكر ان الشيخ الشعراوى على سبيل المثال افتى فى انتفاضة يناير 1977 الخاصة بثورة الجياع بأن الطوابير طالت امام رغيف العيش لأنها قصرت فى الصلاة ، وأن الله يرزق النمل فى الجحور ، ولو عاد الناس الى الوقوف فى طوابير الصلاة لرزقهم الله بغير حساب كما يرزق الطيور !!

فالمصيبة والكارثة والابتلاء من وجهة نظرى فى غياب الوعى من ناحية ورجال الدين المدلسين أمثال الشعراوي من ناحية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و




.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى