الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة نفخ في بالون مقطوع

نشأت المصري

2008 / 9 / 3
المجتمع المدني


أولاً وقبل كل شيء أحب أن أهنئ أخوتي المسلمين بكافة طوائفهم وبكافة مذاهبهم ,, المعتدلين منهم والمتطرفين,, الإرهابيين والمسالمين ,,العرب والعجم وكل مسلم على وجه البسيطة أهنئكم جميعا بحلول شهر رمضان أعاده الله عليكم بالمواطنة والحب والإخاء.
أثناء تواجدي في إحدى المتنزهات تصادف تواجدي أمام طفل معه بالون ملون جميل المنظر , شفاف صافي لا يشوبه أي عيب ,, والطفل يحاول جاهداً نفخ البالون ,, ولكن كلما نفخ الطفل البالون وأمسك فوهته سرعان ما ينفث الهواء مرة أخرى,, ولكن الطفل يجاهد ويجاهد ويعيد الكرة مراراً وتكراراً ,, ولكن بلا جدوى والبالون يرجع إلى وضعه الأول ,,, فأشرت إلى الطفل فأقبل إلي , وقلت له البالون واضح أنه مقطوع ,, فقال لي الطفل : أنا أعلم ذلك ولكني أحاول أن أسبق الهواء المتسرب من الثقب وأنفخ بسرعة ليظهر البالون وكأنه ليس به ثقب ,,, فقلت له ولكنك سوف تتعب ,, وتشعر بالدوخة وسوف تمل هذا العمل في وقت من الأوقات ,, فقال الطفل وكأنه يخاطب جاهل لا يفهم شيء في أمور الحياة:
البالون جميل وألوانه بديعة وشكله أجمل عندما يصير ممتلئ ,, وأنا أستمتع به كثيراً لأن جمال ألوانه تغطي على عيوبه وثقوبه .
فقلت له هذا شيء جميل ولكن سرعان ما ينفجر هذا البالون.
فقال لي أنا أعلم أنه في يوم سوف ينفجر ,, وعندما يحدث هذا سوف أبحث عن الشيء الجديد الذي أستمتع به,,, ففارقني الطفل ولكن كلماته لم تفارقني.
فقلت في نفسي أنني وجميع الكتاب والمستنيرين ,, والعقلاء والمثقفين كلما دنونا خطوة في طريق المواطنة تحدث أشياء تبعدنا خطوات ,, ولكننا مستمتعون نحاول تطبيق المواطنة المنشودة لتظهر مصر بألوانها الزاهية أكثر بهاء وأكثر إشراق ولكن سرعان ما تنفث كتاباتنا وأقوالنا فترجع مصر كما هي متراخية ومهلهلة كالبالون المقطوع ,,,ولكننا مازلنا نحاول ونحاول أملاً في مستقبل يعالج هذه الثقوب لتظهر مصر منتفخة وممتلئة بالمواطنة المنشودة,,
وبدلاً من البحث عن المواطنة في كتاباتنا ,, نؤلف أناشيد مدح المحبة والإخاء والمواطنة الجميلة التي نسعى إليها جميعاً.
ولكن كيف نبلغ هذا الأمل الجميل والمتربصون لزعزعة المواطنة يبحثون هم أيضاً عن كيفية خرق الكيان الاجتماعي بأكاذيب وأفعال من شأنها بث روح العداء والفرقة بين عناصر المجتمع ,, واليوم يفرقون بين المسلم والمسيحي وغداً سوف يبحثون عن نوع آخر من أنواع التفرقة العنصرية لأنهم لا يبغون مصر ولكنهم يبغون مجدهم هم على حساب مجد الوطن.
فأمثال الأستاذ زغلول النجار ماذا يريدون بشحن الشعب بالأكاذيب والفتن, بأقوال خبيثة وملتوية.
وأمثال محافظ المنيا الذي نخس وعده بالتصريح ببناء سور دير أبو فانا بارتفاع يكفي لمنع المعتدي على حرمة الدير من عدوانه ,, فقد رجع في قراره وقرر أن السور لا يتجاوز متر ونصف المتر ,, وبهذا القرار رجعت المشكلة كما كانت بل أكثر تعقيداً ,, بل أصبح هذا القرار وكأنه تصريح ضمني للعربان بمعاودة الهجوم على الدير في أي وقت يردون ,, لأن السور لا يمنع العدوان المسلح , أي أنه لا سور.
وراح مجهود الكتاب والمثقفين إلى اللارجعة ,, وكأنهم ينفخون في بالون مقطوع.
الطامة الكبرى يتهمون أقباط المهجر والمستنيرين بإشعال الفتنة بين رهبان الدير والعربان ,, إلى أن ظهرت حقيقة الأمر أن المحافظ وكل من حوله ,, والعربان وكل من على شاكلتهم ,, بل يمكن أن تشير أصابع الاتهام إلى كل أفراد الحكومة ,, أنتم لا تريدون المواطنة ولا تريدون استقرار هذا البلد ,, بل تريدون الفتنة والدمار,,,
ولكننا مازلنا نستمتع بجمال مصر عندما تظهر ممتلئة منتفخة وكلها مواطنة ومحبة وإخاء حتى ولو لفترة قصيرة ..
وننتظر غداً إما سنعالج ثقوب بالون المواطنة ,,أو ينفجر!!! وحين ذاك سوف نبحث سوياً مسلمين وأقباط عن مصر فلا نجدها لأنها سوف تكون ضحية التطرف والحقد والكبرياء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق