الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واطفات شمعة اخرى في ظلام العراق الدامس

رزاق عبود

2008 / 9 / 3
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


لم يصح الشرفاء بعد من، صدمة اغتيال الانسان، العالم، المثقف، الاديب، الشاعر، الخبير، الاكاديمي، المستشار، المبدع، عاشق العراق كامل شياع. تأمر عليه "الحلفاء" في الحكومة "الوطنية" مثلما اغتال حلفاء الامس توفبق رشدي، وفكرت جاويد، وشاكر محمود، والخضري، وبشار ورفاقه، وعايدة ياسين، وصفاء الحافظ، وصباح الدرة، والعشرات غيرهم. كلهم يحملون نفس الامكانيات الكبيرة، التي حملها كامل شياع. كلهم عملوا، وناضلوا، وضحوا في سبيل سعادة، وحرية شعب العراق. كلهم كانوا يحلمون مثله، ان يعود العراق، الى مجد مسلة حمورابي ومكتبات المامون، وهيبة الرشيد، وابداعات المستنصرية. لكن الرياح السوداء العاتية لا ترتاح للشموع الموقدة. وخفافيش الظلام لا تهدأ، من شعاع الشمس المتسرب لكهوفها المظلمة. قد يفكر القارئ الكريم: هذه اتهامات جاهزة تعودنا عليها! او ردود فعل متسرعة لا ينبغي الاستسلام لها! او يتهمونا بالانقياد لهواجس غريبة تحت وقع الحزن، والالم، والضربة، والصدمة الشديدة، والخسارة الفادحة! قد يكون كل هذا، وذاك. فالحزن سيد الاتهامات، والخسائرالكبرى تخلق الاحباطات، وتحرك الهواجس، وتوقظ الشكوك، وتولد الظنون ، وتبرر التساؤلات. هل يمكن ان يقنعنا احد ان تحركات كامل شياع الحذرة لم تسرب الى القتلة؟ هل هي صدفة، ان يكون الوزير، ومستشاريه الاخرين في زيارة خارج العراق؟؟ ام انهم كانوا يحتفلون، مسبقا، بما خططوا له في التخلص من منافس نزيه، ومراقب شريف، وجدية مناضل، ودأب عراقي صادق، وحرص مهني بارع؟؟؟ اسئلة، وتوجسات، نامل ان، تكون مجرد هواجس، واوهام!! لكن هذا البلد الجريح عودنا على سوقية يصبحون رؤساء، واميين يتحولون الى ادباء، وجهلة الى علماء، وخونة الى وزراء، وشقاوات الى قادة، وزعماء، وملالي الى مرشدين وحكماء. بلد الاخوة، صاروا فيه كالاعداء، وحماة الثقافة مجرمين اشداء. لايهمنا من يزعل، او يحتج، او يبتأس، او يتضايق، او يعترض! فلن يعوضونا ما خسرناه. العراق الذي يغتال فيه العلماء، والادباء، والخبراء، والاطباء، والضباط، والطيارين، وكل الشرفاء يغادره الالوف من الكوادر المدربة، والعقول المجربة، والقدرات المتطورة، والشخصيات المتعلمة، يعود له واحد فيه كل هذه الصفات، والامكانيات اضافة الى الامانة، والاخلاص، والطيبة، والوفاء، والتواضع، والنزاهة، والشرف، وكل ما هو مفقود، ونادر الان في عراق الاحتلال الامريكي، وحكم المماليك. لا يصح محاسبة الجازع على جزعه فالحزن العراقي الصادق دائما ما يتضمن شق الجيوب، وخدش الخدود، ومشع الشعر، ونثر التراب على الرؤوس. لازلت اذكر، وانا صغير، كيف خرجت ام احدهم عارية تماما، وهي تلطم وجهها، وصدرها. فقدت صوابها، بعد ان، دهس احد اقاربها ابنها وفارق الحياة. كان حزنا بلا مجاملة، ولا استحياء، ولا تصنع. فالفجيعة ليس فقط ان تفجع بابنك، او اخيك. بل الافجع ان تاتيك الطعنة من احدهما. فيا حزننا، ويا فجيعتنا، ويا لخسارة العراق.

لن نقول وداعا ياكامل شياع، بل نأمل، انه بقي رجال ياخذون بثأرك، وثأر كل من اختطفته قوى الظلام لتهدأ روحك بين شهداء الشعب والوطن!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتمالات فوز اليمين المتطرف تقلق سكان أحياء المهاجرين المهمش


.. استطلاعات الرأي ترجّح فوز اليمين المتطرف في الانتخابات التشر




.. الفرنسيون يصوّتون في انتخابات تشريعية تاريخية وسط توقعات بفو


.. زعيم التجمع الوطني بارديلا يدلي بصوته: هل يتحقق حلم اليمين ا




.. 3 تيارات تتنافس على الفوز بالانتخابات الفرنسية.. واليسار يتم