الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاهرة في العصر الجركسي

عقبة البطاح

2008 / 9 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أولاً : العصر المملوكى الجركسى (784 – 923هـ) :
لقد شهدت مصر عامة والقاهرة خاصة ظهور الطاعون الأسود منذ العهد الأخير للمماليك البحرية حتى أن الميراث في عهد الناصر حسن بن قلاوون يورث فيه البيت خمس مرات في يوم واحد ، مما أدى إلى عجز في نظام "الطباق الصغير" فتغير في عهد المماليك الجراكسة بأن أتوا بالمماليك الشباب مما نتج عنه أزمات اقتصادية أثرت على النواحي المعمارية والتوسعية لمدينة القاهرة باعتبارها عاصمة الدولة ومركز ثقل الخلافة العباسية في مصر .
نلاحظ أنه في عهد :-
(1) الظاهر برقوق :
جعل الناس تقوم بشراء الأراضي الفاطمية واستبدالها من بيت المال بعد أن كانت قاصرة على الأمراء فقط ، مع أننا نلاحظ أنه بداية من عهده بدأ التخطيط المعماري التوسعي لمدينة القاهرة يتغير عن عهد المماليك البحرية مثل المدارس والخانقاوات والمنشآت التجارية ، وهذا واضح في الخانقاة التي أنشئها بشارع المعز لدين الله كما قام بإعادة بناء خانقاة سعيد السعداء .
(2) عهد الظاهر فرج بن برقوق :
نلاحظ أن عصر هذا السلطان تميز بأنه بدأ ينشئ في منطقة خارج نطاق القاهرة البحرية في منطقة الصحراء المعروفة "بالقرافة" شرقاً حيث وضع بذرة التعمير فيها بإنشائه خانقاته فيها ، كما أنه قام بتغير معماري في نظم المدارس البنائية مثل تطوير مدرسة جوهر القنقبائي سنة 840هـ .
(3) عهد المؤيد شيخ :
بدأت تظهر الفلوس النحاسية في عهده فأثرت بالتالي على النواحي الاقتصادية والمعمارية ، مما دعا إلى الإنشاء على المباني القديمة داخل مدينة القاهرة ، مما أدى إلى ظهور فكرة إقامة المباني الجركسية على المباني السابقة داخل القاهرة وذلك للأزمة الاقتصادية ولضيق المساحة داخل القاهرة أو تغير بعض معالم بعض المباني أو تحويلها إلى مباني أخرى .
ومن أمثلة ذلك : بناء مسجده الجامع عند باب زويلة الجنوبي حيث جعل مئذنتي المسجد أعلى البوابة ولم يكمل قبته الثانية وجعل به "منظرة" ليرى جيوشه وهى خارجة للحرب .
(4) عهد السلطان برسباي :
استمرت الأزمة الاقتصادية واضحة الظهور ، والذي اضطر لمعالجتها بأن اشترى كل تجارة الشرق وبيعها للغرب بمعرفته ، فالشيء الذي بدينار يبيعه بعشرة دنانير مما أدى إلى رواج في النواحي المعمارية ، وقام ببناء مسجده الجامع في المنطقة الشرقية ، وقام برسباي أيضاً ببناء دار لصناعة السفن بالقرب من ميناء بولاق مما أدى إلى تعمير المنطقة ، ولقد تجددت دار الصناعة بها في عهد العثمانيين ومحمد على .
كما قام أيضاً بإعادة حفر خليج الإسكندرية الذي عرف في عهد محمد على بترعة المحمودية وذلك ليصل مياه النيل من القاهرة إلى الإسكندرية ، وقد ساعده هذا الخليج في غزو جزيرة قبرص في ثلاث حملات بحرية .
كما أنه أوقف مدخلات هذا الخليج للإنفاق على بيمارستان الناصر محمد ، كما أنه استخدم هذه الأموال في الإنفاق على أماكن تخزين البضائع وذلك لتصديرها لتجار جنوة والبندقية حسب سياسة الاحتكار ، كما أنه قام بتجديد الوكالات التي في مواجهة قياصر الناصر محمد بن قلاوون ، وأقام في أخر هذا الشارع بتحويل بيت الأمير "بيسرى البحري" إلى خان وقام بعمل ثمانية حواصل بدلاً من أربعة مما يدل على ضخامته .
كما أنه قام بمد الشارع الأعظم وأعاد البناء حوله حيث أنشئ فندق في إحدى جوانبه لاستراحة التجار .
كما نلاحظ ظهور منطقتي دار البلح ودار الكتب بالقرب من منطقة بولاق ، فاستغلها السلطان برسباي في توسعة المدينة .
(5) عهد السلطان الأشرف إينال :
شهد عصره أكبر أزمة اقتصادية في تاريخ الدولة الجركسية أثرت بالتالي على المباني حيث صغرت مساحة المنشآت مما أدى إلى كثافة المباني في الخطط وتزاحمها وظهور المجموعات المعمارية (تضم جامع ومدرسة وسبيل وخانقاة) وتنظم الأوقات فيها بين المصلين والطلاب والصوفية بمواعيد منتظمة .
(6) عقد السلطان جقمق :
استقر النيل في منطقة أخرى فعمل السلطان جقمق رصيف أخر ووسع ميناء بولاق مما جعل النيل يصل بين فرعيه رشيد ودمياط ، مما أدى إلى الاتساع العمراني على جانبيه .
(7) عهد السلطان قايتباى :
أكمل العمران حول امتداد الشارع الأعظم الذي ابتدائه برسباي فبنى على الناصية وكالة وعند الأزهر وكالة هما الباقيتان من ذلك العصر ، وبنى أماكن أخرى كالحمزاوي وخان الخليلي ، ونظراً للإقبال على تجارة الشرق قام بإنشاء ميدان القبق (وهو عمود رخامي في نهايته دائرة في وقت السلطان يوضع داخلها عصفورة من الذهب ، أما في الأوقات العادية يوجد أي هدف أخرى لتمرين الجنود على التصويب أمام السلطان) ، كما أنه أنشئ حديقة بهذا الميدان تشبه الحديقة التي توجد في ميدان الصوالجة في قصر الجوسق الخاقانى في قصر سامراء ، كما أنه وسع بذلك ميدان القبق الذي عرف منذ عهد الناصر محمد بن قلاوون وتعمرت هذه المنطقة والتى عرفت بالدرب السلطاني والذي يوازى شارع صلاح سالم حيث خانقاة فرج بن برقوق ومجموعة السلطان قايتباي ومسجد الأشرف برسباي ويسير المماليك من هذا الطريق إلى القلعة حيث ينتهي الطريق بما يسمونه "عين المرسى" باب النصر ثم القاهرة (الطريق الشمالي) .
(8) عهد السلطان قانصوة الغورى 906 – 922هـ :
نلاحظ أن الأزمة الاقتصادية استمرت في عهد قانصوة الغوري وخاصة بعد اكتشاف البرتغاليين طريق رأس الرجال الصالح والذي أودى باقتصاد دولة المماليك مما أثر على النشاط المعماري والتوسعي لمدينة القاهرة وأدى إلى مصادرة الأوقاف والبناء عليها كما أنه قام بعمل قناطر جديدة لتوصيل المياه إلى القلعة بدلاً من قناطر الناصر محمد بن قلاوون وقام بتجديد سور مجرى العيون بعد تجديدات السلطان قايتباي به ، كما أنه قام بإنشاء عدد من الوكالات التجارية بالمنطقة التجارية الرئيسية بالشارع الأعظم حيث خان الغوري والقيصرية مثل خان الخليلي حيث نهاية القصر الكبير الشرقي الفاطمي ومقابر الفاطميين مثل تربة الحسين (رضي الله عنه) ، ولا ننسى أن الأمير جهر كسي الخليلي هو الذي هدم مقابر الفاطميين وأنشئ خان الخليلي وجعل فيه مكان للنوم ومكان للبضائع ولا أحد يبيع ولا يشترى في هذا المكان إلا بإذنه ، فجاء الغوري وهدم هذا المكان وأنشئ وكالته المعروفة بدلاً منها وخان الخليلي الباقي الآن هو الثلثين مما سبق ، والغوري بنى في هذه المنطقة جامع وسبيل وحوش وكتاب ، ولقد دفن بالحوش السلطان طومان باي .
فنجد تجارة الترانزيت الدولية تستقر في القاهرة قبل أن تتجه إلى الإسكندرية فبنى لهم السلطان الغوري سوق بمعنى دكاكين من الناحيتين وكذلك أنشئ السويقة لبيع الخضروات والفاكهة أما السوق فكان لبيع شيء محدد مثل سوق الحرير ، سوق العطاريين ، وفى العصر العثماني تجارة البن .
(9) عهد السلطان طومان باي :
قام بتحصين أسوار القلعة وحفر خندق حول القاهرة للدفاع عنها ضد العثمانيين .
يتضح مما سبق أن توسع مدينة القاهرة في العصر المملوكي الجركسي يتضح أنه مرتبط بظاهرتين أساسيتين :
الأولى : البناء فوق المباني القديمة داخل المدينة وذلك نظراً للأزمة الاقتصادية ولضيق المساحة .
الثانية : التوسع الاطرادي وهو الذي نلاحظه في التعمير حول المراكز التجارية مثل ميناء بولاق ، والدرب السلطاني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث