الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفردوس المفقود : بين صلاح فضل و منصور الرحباني و أيمن الظواهري ...

محمد كليبي

2008 / 9 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( 1 )
علل الناقد الأدبي العربي الكبير الدكتور صلاح فضل سبب اختياره لأحد الشعراء العرب الشباب لنيل احدى جوائز مسابقة " أمير الشعراء " التي أجريت مؤخرا في دولة الامارات العربية المتحدة , علل ذلك بأن قصيدة الشاعر الشاب قد (( لمست وترا حساسا )) عند الناقد الكبير . نعم بهذا الوصف الواضح الصريح .
أما ذلك الوتر الحساس لدى الناقد الكبير فهو (( تغني القصيدة بالأندلس )) وبالماضي العربي المجيد في الفردوس المفقود !!؟؟
( 2 )
عرض الفنان اللبناني الكبير , متعدد المواهب , منصور الرحباني , أحد الأعمدة الثلاثة للمدرسة الفنية الرحبانية الى جاني الراحل الفقيد عاصي الرحباني والقمة الشامخة فيروز , عرض عام 2004 مسرحية استعراضية بعنوان ذو دلالة هو " ملوك الطوائف " .
وهذه المسرحية تتعرض لفترة الاستعمار العربي لشبه الجزيرة الايبيرية ( اسبانيا والبرتغال ) . وقد كانت هذه المسرحية ( مسرحية بكائية ) ان جازت التسمية , باعتبارها مسرحية تبكي الفقد العربي لذلك الفردوس !!؟؟
( 3 )
دعا الارهابي الدولي أيمن الظواهري , من خلال خطاب متلفز بث عبر الفضائيات العربية مؤخرا , المسلمين جميعا , والمجاهدون الاسلامويون على وجه التجديد , باستعادة الأندلس , الفردوس المفقود , مطالبا بضرورة وأهمية وقدسية عودة الأندلس الى أحضان الاسلام والأمة الاسلامية , باعتبار أن تلك البلاد - في اعتقاده الديني - أرض اسلامية يتوجب على المسلمين استعادتها !!؟؟

والسؤال : هل من رابط أو قاسم مشترك بين هذه الحالات الثلاث , الأدبية والفنية والدينية السياسية ؟
أليست تلك الحالات , مع اختلاف الأسلوب والصياغة في الطرح , تصب في مجرا واحد , مجرى المطالبة باستعادة ذلك الفردوس العربي الاسلامي المفقود , سواء كانت تلك المطالبة مطالبة ضمنية كما هو الحال مع الناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل أو الفنان منصور الرحباني وأغلب - ان لم يكن جميع - الأدباء والمثقفين والفنانين العرب , أو مطالبة صريحة واضحة لا لبس فيها ولا غموض كما في حالة الارهابي أيمن الظواهري ؟
ألا يتفق الارهابي أيمن الظواهري , في مطلبه ذلك ودعوته تلك , مع الثقافة العربية والأدب العربي عموما ؟ فمن المعروف لدينا أن الأدب العربي , شعرا ونثرا , ومنذ رحيل الاستعمار العربي الاسلامي من اسبانيا والبرتغال , ظل يتغنى بتلك البلاد وينوح لفقدها وكأنها فعلا أرض عربية فقدها العرب .
ألا يدرك العرب والمسلمون أن تلك البلاد , تلك الأرض , هي أرض " احتلها واستعمرها العرب المسلمون " قبل قرون , ثم أخرجوا منها من قبل أهلها كأي محتل يطرد من الأرض التي احتلها بعد مقاومة أهلها له ؟ فالحالة مشابهة تماما لحالة العرب في القرن العشرين عندما قاوموا الاستعمار الغربي وحرروا بلانهم منه . فلماذا لا ينظر العرب والمسلمون الى " بلاد الأندلس " على أنها بتلك الصورة , صورة الأرض التي حررها أصحابها من المستعمر العربي المسلم , مثلما حرر العرب والمسلمين بلادهم من المستعمر الغربي ؟ لماذا هذه النظرة المزدوجة الى الأمور ؟ هل هي حالة مرتبطة بالعقلية العربية والعقلية الاسلامية ؟
أل يجب على العرب العمل على مراجعة تاريخهم , ومراجعة ثقافتهم وأدبهم وتراثهم , الشعري منه على وجه الخصوص , ومراجعة الفكر العربي عموما , لتصحيح الأخطاء التاريخية والفكرية والثقافية التي وقعوا وأوقعونا فيها, بتصورهم وتصويرهم لنا ان اسبانيا والبرتغال - وحتى اليوم - هي أرض عربية اسلامية يتوجب عليهم وعلينااستعادتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah