الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقواء الطائفي

ضمد كاظم وسمي

2008 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يكاد لايختلف اثنان في ان العملية السياسية الجارية في العراق جاءت ولادتها من خلال عملية قيصرية تمت على ايد اجنبية استعمارية في اعقاب نظام دكتاتوري شمولي وعلى اعتاب نظام حكم يقوم على اسس الطائفية السياسية .. وبذلك فقد كان نظام الحكم المعبر عن العملية السياسية نظاما غير سوي وذا ملامح شوهاء لانه ولد من رحم نظام مستبد محليا بل ونشر استبداده الى مستوى الاقليم العربي والاسلامي .. وكان اسقاط هذا النظام على يد قوة مستبدة كونيا تريد ان تفرض اجندة العولمة على العالم ومن الطبيعي فانها تبدا عملها العولمي التنميطي بما تسميه هي دول محور الشر لتجعل من هذه الدول (( المارقة )) عبرة لبقية دول العالم (( الاقل شرا )) !! ومن الطبيعي ان يعطى العراق اهتماما اولويا لتثني امريكا على ايران وسوريا وتكون بذلك قد احكمت سيطرتها وبشكل كامل على منطقة الشرق الاوسط من جهة ولتجنب اسرائيل اية مخاطر محتملة مستقبلا من جانب اخر . ولما كانت امريكا تدرك جيدا ان الشرق العربي الاسلامي عصي على التغيير والتطور واستيعاب الحداثة ، جاءت بفكرة جديدة لهذا الشرق علها تكسر اصنامه المقدسة . بيد انها اخفقت ايما اخفاق بتطبيقها نظرية (( الفوضى الخلاقة )) في العراق .. فكانت قرارات بريمر الكارثية المؤسس الاول لهذه الفوضى التي ادت الى انهيار الدولة وتمزقها مناطقيا واستباحة ارضها من قبل الجميع بعدما فتحت الحدود على مصراعيها لكل من هب ودب .. فيما راح السياسيون المتحالفون مع الامريكان يؤسسون لنظام حكم يقوم على اساس المحاصصة الطائفية . والذي يقوم على ركيزتي الانتماء والولاء الامر الذي الغى من قواميس الدولة روح المواطنة وحطم مفهوم الكفاءة .. حتى استشرى المد الطائفي .. اذ بعد ان كان هذا المد ينمو عموديا صار بعد السقوط ينتشر افقيا ويتعزز تصاعديا .. وراح ساسة كل طائفة تحاول الاستقواء على الطوائف الاخرى املا في الحصول على غنيمة اكبر وامتيازات اكثر .. ومن الطبيعي ان يتم تاجيج هذا الاستقواء الطائفي محليا والاعتماد في عملية المنازلة الطائفية على الخارج اقليميا او دوليا .. واشتدت الاطراف جلّها في هذا الاستقواء ليفضي الامر الى نخبة تتربع على نعمة موفورة وزرابي منضودة وصارت تقنن لامتيازاتها وتاسس لطبقة سياسية متناحرة على مستوى الاعلام والسياسة والطائفة والاتجاهات لكنها متناغمة على مستوى تقاسم الغنائم والسلطة ، يقابل هذه النخبة شعب منكود تتناهبه عصابات القاعدة الارهابية ومجاميع المليشيات الاجرامية ناهيك ما يفعله الفساد الاداري الذي سرى في كل مفاصل الدولة والمؤسسات سريان النار في الهشيم ، ولم يحصد ابناء الشعب العراقي من كل ذلك سوى القتل والتهجير والتفجير والاحباط وانعدام الخدمات والتشرذم الذي طال كل مفاصل المجتمع حتى على مستوى الاسرة الواحدة . وهذا كله من بركات الفوضى الخلاقة والاستقواء الطائفي فانهما تواما خراب العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا