الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية حزب الله لتشييع لبنان

محمد كليبي

2008 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اتفق الرئيسان السوري واللبناني مؤخرا على اقامة علاقات دبلوماسية للمرة الأولى بين البلدين , وعلى مستوى السفراء . فمنذ استقلال البلدين عن الاستعمار الفرنسي قبل أكثر من ستين عاما لم يقم البلدين علاقات دبلوماسية بينهما , ولعديد الأسباب والمبررات , المنطقية أحيانا واللامنطقية أغلب الأحيان .
ويأتي هذا الاتفاق في أعقاب التطورات المحلية والاقليمية والدولية التي عجلت وسارعت باتجاه هذه الخطوة المتقدمة على صعيد العلاقات بين البلدين الجارين .
لكن الملاحظ أنه في الوقت الذي يعمل فيه الرئيس اللبناني ميشيل سليمان والحكومة اللبنانية على تعزيز الاستقلال للدولة اللبنانية عن سوريا , ولو بالحد الأدنى للاستقلال , لأن الاستقلال الكلي للبنان عن سوريا خاصة وعن القوى الاقليمية كايران والسعودية ومصر - أيام كانت مصر - , أو القوى الدولية كالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وحتى اسرائيل , يبدو مستحيلا لعديد الأسباب الداخلية والخارجية .
فالعامل الخارجي يتمثل في اصرار تلك القوى الاقليمية والدولية على السواء , وسوريا في المقدمة , على التدخل في الشأن اللبناني والقرار اللبناني , واستخدام لبنان كساحة مواجهة مع الآخرين .
أما العامل الداخلي , وهو العامل الرئيسي لعدم استقلال القرار اللبناني وعدم استقلال لبنان , فيتمثل - اضافة الى كون لبنان بلدا صغير الحجم قليل السكان والموارد - في الطائفية الدينية والسياسية التي تعمل على وتؤدي الى تعميق الولاءات الخارجية لجميع القيادات والقوى السياسية اللبنانية بدون استثناء , مما يجلب على لبنان التدخلات الخارجية والارتهان الى الخارج , وتبعات ذلك الوصاية الأجنبية بكل أشكالها على لبنان . وقد عايشت في نهاية الألفية الثانية أثناء دراستي الجامعية في دمشق , حالة السباق والتسابق لجميع القيادات السياسية البنانية باتجاه قصر الشعب في دمشق لتقديم قرابين الولاء للقصر الرئاسي السوري . فهذه الحالة هي السبب الرئيسي للخلل السياسي البناني .
في هذه الأثناء التي تحاول الدولة البنانية العمل على تعزيز الاستقلال , فان حزب الله بدأ تنفيذ استرايجيته بتشييع لبنان واللبنانيين على طريق تحقيق " الجمهورية الاسلامية في لبنان " على وزن وغرار الجمهورية الاسلامية في ايران .
فمن المعروف أن تلك التسمية لايران ذات مغزى لا يخفى على لبيب . فهذه التسمية تدل على أن الثورة الايرانية لا زالت تعمل من خلال مبدأ " تصدير الثورة " على " خلق جمهوريات اسلامية " على شاكلة الجمهورية الاسلامية في ايران , وتعميم النموذج الايراني على المنطقة , فنجد في المستقبل " الجمهورية الاسلامية في العراق " و " الجمهورية الاسلامية في السعودية " و " الجمهورية الاسلامية في الكويت .... وهلمجرا , وما لبنان الا البداية .
لقد كشفت بعض المصادر الاعلامية مؤخرا عن " تشييع " المئات من اللبنانيين السنة في الشمال , في قضاء طرابلس . وان هذا التشييع يستهدف غالبا الفقراء والمهمشين . والهدف واضح وهو خلق أغلبية عددية شيعية في المستقبل للانقلاب على لبنان , وتحقيق الجمهوري الاسلامية .
وأنا أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يخيّر فيه اللبنانيون , سنة ومسيحيين , من قبل حزب الله وقواته المسلحة , بين التشيع أو الهجرة الجماعية أو دفع الجزية وهم صاغرين , وذلك جريا وراء المبدأ الاسلامي في حقبة الاستعمار العربي الاسلامي حين كان يخيّر سكان البلاد المحتلة حديثا بين الاسلام أو دفع الجزية أو الحرب , وهو المبدأ الذي سنه مؤسس الايدولوجيا الاسلامية محمد بن عبد الله .
على اللبنانين , جميع اللبنانيين , مسيحيين وسنة وشيعة أيضا وغيرهم من أتباع الطوائف والعقائد المختلفة , التنبه الى الخطر الكبير والداهم الذي يشكله لهم وعليم حزب الله وايدولوجيته الاستبدادية الاستبعادية , قبل ان يحل عليهم يوم لا ينفع فيه الندم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah