الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبات الماركسية الأبدي

جعفر الغرابي

2008 / 9 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المسالك طرق عديدة تنطوي تحت مبادى متفاوتة يفيض من بينها عنصر فاقد للوجود وعنصر متنامي الطلعة ,تستهوي عقول فارغة وناضجة ويبتلى بها ذوي العقل الرصين المتألق,هذه هي الدوغمائية من بين هذه المسالك تفتقر الى من يزينها ويعيدها الى فترة شبابية لتنقض على العقول الخاوية من جديد-التغيير اصبح افة يقف بوجه تطلعاتها,والانجماد هو المغذي الفكري الاول لتابعيها,ها هم المتشبثون بها يتخوفون من البعد عن المألوف,والسير خلاف المقدس, حتى اصبحت اذانهم مدربة على سماع قوانينها المستوية تحت عنوان واحد,لاتقبل الحل والتجزئة,ولاتساوم على التراجع,لحد يوصلها بان تتقمص شخصية المخلص الذي سيصلب على خشبة الفداء
قد لااشك في ان البعض مازال يحلم بصرخات ومهاترات انجلز في البيان الشيوعي الذي كان له دوي وصدى الانتصار حسب ما يرى الماركسيون,ولكنه في الواقع لم يكن سوى مجرد صراخ وهتافات ابتلعها اخطبوط الواقع الذي وقف عين الضد تجاه الفكر الماركسي برمته.والام لينين المنبثعة من سطور كتاب ماالعمل خير دليل على نهاية هذا الفكر .لم تكن مقولات لينين عاطفية الى حد يثير شفقة مؤيديه, بل كانت تعلن ان الماركسية اجُهضت من صميم الفكر قبل ولادتها الطبيعية, واصبحت شعارات تحكى هنا وهناك او امال تكتب على كراسات تنتظر توافقها مع الواقع قبل الشروع في تحقيقها.الديالكتيك وحدة الضدين الصراع الطبقي الراسمالية المادية التاريخية العامل الاقتصادي,كل هذه العبارات اصبحت فارغة لاتملك اي موطا قدم في قضايا الاستدلال ,ومشكلة الماركسية التي تكمن في توجهها المتشبث بالدوغمائية هي التي اودت بها الى هذا المطاف حيث اللاعودة الى الانحلال الى سبات ابدي
سوف اطرح مقالي هذا بعيدا عن مقاييس الفلسفة والعبارات المشوشة بالنسبة لديكم خوفا من ان يتهمني احدكم باني احاكي ثمار ارسطو او اريد انشاء مسرحا يفتقد ستائره الاليزابيثية,ولن اقول اني استخدمت مطرقة نيتشه لاسقاط القيم الشيوعية ,لكن مما هو جدير بالقول ان التجربة الماركسية خففت الكثير من العناء على ناقديها من حيث امكانية تطبيقها على الواقع وقوضت الكثير من مبادئها الفكرية في خلال الحقبة التي نالتها في المجال التجريبي,فبالرغم من الحظوة الزمنية التي اوجدت نفسها كبساط يحمل كل السبل الممكنة لتكوين النظام الشيوعي ,الا ان الواقع اصدر امرا بنهاية هذا المشروع القائم على أسُس ومباني حاولت التمرد على الطبيعة وانشأت ثوابت فكرية لامجال لها من قبول النقد او الانحلال,والثمن الباهض الذي دفعه الفكر الماركسي هو ان متبعيه افرطوا في مبادئه الى حد التخمة واوصلوه الى حد القداسة, وتربعوا على عرش الدوغمائية التي تجسد الحتمية في كل مجالات المجتمع الفكرية والتربوية.فلم يكن انهيار الدول الاشتراكية ولا حتى المجاعات التي ادقعت الشعوب اي اثر في قالب الفكر من وجهة نظر الماركسي ,علما ان القضية تتعلق بمجال التطبيق ومن المعروف ان المذهب الماركسي يعتمد بالمجال المعرفي على التجربة اولا واخيرا,الا ان هذه التجربة وبرغم مرارتها التي اطمست كل معالم الرؤيا الماركسية للواقع لم تزل تجد من يتغاضى النظر اليها, وتجد لها دفئأ بين ذراعية, ويحسبها حالة شاذة قفزت من بين قبضة المادية التاريخية دون ان تحدد نواياها ,ودون ان تلتمس حقيقة فعلية على ارض الواقع. وعلى هذا الاساس بنى الماركسيون دوغمائيتهم واعلنوا الانعزال عن الفكر والتفكر والتمسك بعبادة الاصنام ,عبادة الشعارات ,عبادة الماضي دون استشعار بما يدور في الحاضر اوماسيحظى به المستقبل,والغريب ان الماضي لم يقدم المعطيات التي حلموا بها ,ولم يترك لهم سوى اناشيد وترانيم تقُدم لعزاء الصلب والفداء.ربما سمعنا وسمعتم بما فيه الكفاية لدرجة ان شعاراتكم حبست انفاسها خجلا من يطاح بها كما اطيح بقوانين الديالكتيك الذي لم اعد اراكم تعولون على املها لتنقذكم من مطبات الواقع,ام انكم بنيتم قواعد فكرية رسمتموها في الخفاء وحكمتم عليها بالسرية التامة,؟لاضير ان تذكروا لنا مطلبا ماركسيا واحدا انُجز على ارض الواقع وسوف انسحب من كل هذا السجال ,او تعلنوا ان التمسك بعبادة الدوغمائية اصبح المطلب الوحيد الذي تسعون اليه في مجمل مفارقاتكم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل