الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغيرات في التشكيلات الاجتماعية ومصالح الفئات والطبقات الاجتماعية

علي حسين الخزاعي

2008 / 9 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في المقدمة لابد من معرفة أهمية عدم أمكانية الفصل بين المراحل الاجتماعية والتي تولد من رحم بعضها نتيجة للتناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج , هذه الحقيقة تمـر في كل مراحل التطور الانساني للبشرية والتشكيلات الاجتماعية التي تلد مجتمعا أكثر تطور من سابقتها .
في ظل هذه التطورات والثورات الاجتماعية تلــد قوى سياسية , تأخذ مسارها التصاعدي مع تطور العلوم والثقافة والتكنلوجيا التي تؤثر بهذا القدر او ذاك على تطور الانسان واستيعابه لمهام النضال اليومي ضمن نفس المرحلة الاجتماعية والتي تنشأ في ظلها تشكيلات اجتماعية تتبلور على اساسها السمات الطبقية لطبقة وشريحة أو فئة اجتماعية .
في واقعنا الاجتماعي توجد متأثرات أخرى , بسبب التركيب الاجتماعي والانقسامات القومية والدينية ( الطائفية المذهبية ) , آخذين بنظر الاعتبار محاولات منظري تلك الشرائح الاجتماعية للتناغم بمشاعر الجماهير وخاصة الكادحة , وهي تحاول لتأسيس دولة طوائف , معتمدين في ذلك على رث البروليتاريا للترويج بشعاراتهم لتحقيق اهدافهم البخسة المشينة , أن هذه المحاولات وما شابهها تخلف ورائها حالة من الشيزوفرينيا الطائفية والتي تشكل في حياة المجتمعات اخطر المراحل .
في ظل تلك الانظمة الاستبدادية الشمولية للفكر والمنهج السياسي , تظهر عوامل الفقر والتخلف والامراض السارية , ولأجل البحث في الخلاص من نفق الفقر المدقع والجهل المرير والامراض العضال , لابد من أيجاد آليات نضالية تعتمدها التشكيلات الاجتماعية المتضررة وفئاتها الاجتماعية , كون تلك الحالة وفي حالة بقائها ستشهد تدافعات مريرة وربما حالات أحتقان أكثر تصل الى مرحلة أنعدام الثقـة والفائـدة ثم الى تهديد كيان المجتمع بأكمله , وهذا ما كان سيحصل في العراق لولا العقلاء من السياسيين والحريصين على مستقبل وحياة الشعب .
أن تلك المتغيرات قد تحصل أحيانا جراء القوانين والقرارات الفوقية التي تصدر من الحكومات والانظمة الدكتاتورية الشمولية بسبب عزلتها الاجتماعية وضعف قاعدتها الجماهيرية , وهي تحاول في خلق فئات اجتماعية من الجماهير كقاعدة لها بهدف ديمومة حركتها واستمرار سلطتها .
ولأثبات تلك الحقائق نرى العديد من أنظمة البلدان العربية التي تتغير فيها تلك التشكيلات الاجتماعية وفقا على ارادت الحزب الحاكم او القائد الفذ وتشكيل طبقات وفئات طفيلية بديلة للطبقات الوسطى , كما حدث في ولادة فئات القطط السمان في مصر والطفيليين في سوريا والعراق , حيث عرفت لدى البعض تحت مسميات أهمها طبقة الاسياد والذين هم لايمثلون سوى بيادق شطرنج بيد القائد الوحش والحاكم المطلق , وعند رحيله تتهدم تلك الصروح الوهمية والشرائح الاجتماعية الطفيلية بهبة ريح .
أن التشكيلات الاجتماعية من ( البرجوازية والبرجوازية المتوسطة) لايمكن لها ولا تملك مفاتيح حل مشاكل المجتمعات الطبقية تلك بسبب ضيق الافق النظري والانحياز للمصالح القومية الضيقة والطائفية المقيتة , وما ينسجم مع مصالحهم الانانية الذاتية والحزبية .
لذلك وكما أثبتت الاحداث فان حل تلك القضايا لابد ان تكون لدى القوى المحبة للخير والسلام , تلك القوى التي أثبتت نزاهة أيديها وأخلاصها وحبها للجماهير واستعدادها للدفاع المستميت عنها , تلك القوى التي تؤمن بالديمقراطية ودولة القانون والتعددية الحزبية وتبادل السلطة بشكل دوري على ان تكون صناديق الاقتراع هي الحكم في انتخاب من يدير دفة السلطة , شريطة الايمان المطلق بفصل السلطات واحترام استقلاليتها والعمل المتفاني من اجل الشعب والدفاع عن خيرات الوطن والايمان الكامل بالهوية الوطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل