الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رائحة الميثان و الفساد الإداري

سلوى غازي سعد الدين

2008 / 9 / 10
المجتمع المدني


يعتبر العراق من الدول الغنية بموارده الطبيعية، ومن حق المواطن العراقي التنعم والاستفادة من هذه الموارد، خصوصا بعد أن اصبحت الحياة ذات طعم و روح بعد إسقاط النظام البعثي الذي لم يكن يملك أي شرعية قانونية أو سيادة و لم يكن المواطن يشعر يوما بأنه إنسان و أن الدولة العراقية الغنية هي ملكه و بدلا من أن تعطيه الحكومة آنذاك حقوقه كإنسان رشته بالكيمياوي و شوهت بيئته و حتى جسمه، و تعمد صدام و عصابته في إذلال المواطن العراقي و إرهاقه في الحروب الداخلية و الخارجية و لم يشعر الإنسان العراقي منذ ذالك العهد ان له حقوقا صحية بيئية اقتصادية و أن هناك خدمات من واجب الدولة توفيرها للمواطن من دون تمييز في الإنتماء الديني أو العرقي.
و مما يؤسف له أن الفساد الإداري المتعمد واضح في داخل الوزارات في الحكومة الحالية فإذا كان الوزراء لا يأبهون بشأن المواطن فماذا سيفعل المواطن المسكين ذو الدخل المحدود و الثقافة المحدودة، حيث اصبح المواطن العراقي لا يشم غير رائحة الفساد و غاز الميثان المنبعثة من القناني البالية المثقوبة و يستنشقها من غير اكتراث أو مبالات وإذا سألت أي شخص "مواطن" عن رائحة هذا الغاز السام القاتل يجيب ببرود أنها رائحة غاز الطبخ..!! بحيث لا يعرف عنها سوى أنها غالية الثمن و رائحتها كريهة.
ويقول بعض الباحثين أن مرض تهيج القولون المنتشر يعود سببه إلى تلوث المياه بغاز الميثان و يؤثر هذا الغاز المنبثق في الهواء إلى زيادة أمراض القلب و الرئتين و هناك أسباب أخرى من أنواع التلوث الضارة بالإنسان و البيئة، وهي أكداس القمامة حول البيوت و المناطق السكنية التي تنبعث منها روائح وغازات و من أخطر تلك الغازات هو غاز الميثان ما عدا الأضرار الأخرى مثل الجراثيم و البكتريا التي تنتشر في الجو والأرض و زيادة القوارض مثل الجرذان والفئران التي تتسبب بأمراض معدية و يمكن معالجة الموقف بخروج الوزراء من أبراجهم الحزبية و الوقوف بجد مع المواطن لحل مشكلاته حلا فعليا و ليس إعلاميا، و من أهم النقاط التي تستعجل الحل هي إعادة تصنيع القناني الغازية من جديد و تعويض قسم منها بقناني صغيرة يسهل حملها و استعمالها منزليا كما هو معمول به في كثير من الدول.
تشغيل أكبر عدد من العمال مع أدوات حديثة و ملابس و واقيات و سيارات لرفع النفايات بصورة عاجلة و استيراد سيارات الرش والشطف من الدول الغربية المتطورة و إبعاد أماكن طمر النفايات من المناطق السكنية و التعاون مع المنظمات الغربية المعنية بذالك و عدم معاقبة المواطن إذا كانت لديه خروقات و بدلا من ذلك يجب تغريم الشركات و الأحزاب و الفنادق التي تتسبب في التلويث و أن تقوم حملة حكومية من الشمال إلى الجنوب و أن تكون الحملة شاملة لكل المناطق من قرى و أقضية و نواحي إلى المحافظات و أن لا تكون الحملة إعلامية مثلما يشاهد في بعض المحافظات كتلميع الشوارع في مركز المحافظة و واجهات المباني الحكومية و الحزبية فقط بينما أطراف المدينة و أزقتها تعج بأكوام الزبالة، و ينبغي خلال الحملة التنبه إلى عدم إرغام الاشخاص على العمل بالسخرة حيث أن من واجب الحكومة دفع مبالغ مجزية للمواطن الذي يشارك بحملات التنظيف و بعدها حملة لزراعة الاراضي و تشجير و بناء متنزهات و لتكن رائحة عطر الزهور الغالبة على رائحة غاز الميثان السام و القاتل.
و إذا كنا نسعى إلى بيئة نظيفة فعلى رئيس الوزراء أن ينظف حكومته من الوزراء المفسدين مثل وزارات البلديات و الصحة و الكهرباء و وزير العمل و الشؤون الاجتماعية و البيئة و حقوق الإنسان وزارات أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا


.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة




.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم


.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا




.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا