الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رثاء لروح الأب والعم المكافح ( أبو الشهداء ) ناصر حسين الجيلاوي

محسن صابط الجيلاوي

2008 / 9 / 10
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


توفي قبل أيام في مدينة الكوت عميد عائلتنا وكبيرها ، عمنا ووالدنا الغالي الكبير ( ناصر حسين ) والد الشهداء حميد ناصر الجيلاوي ( أبا شفيع ) ، و مهدي ( أبا صلاح ) ، بعد عمر تعذب وكابد فيه مرارة أيام قاسية فرضتها دكتاتورية غاشمة على هذا البيت الوديع البسيط المكافح الصامد والمسالم أسوة بملايين من العراقيين الذين عاشوا تلك الأيام السوداء ..لقد علمنا هذا الأب الجليل معاني حب الناس والبساطة وحب الخير..ولم تقهره الأيام الصعبة عن القيام بالتزاماته كرجل قد الظروف القاسية وواصل دوره دائما في تعزيز أواصر القربى والعلاقات العائلة فقد كانت ملاذه الوحيد للدفاع عن قهر تلك الأيام السوداء التي دفع فيها أعز ما يملك ابنه البكر إلى السجون ثم التصفية ، وكذلك استشهاد ابنه الآخر ( مهدي أبو صلاح ) ، كذلك دفع فاتورة نشاطنا السياسي حيث الاستجوابات والزيارات المتكررة لرجال الأمن والمخابرات لإرهاب العائلة والناس القريبة من هذا البيت الشريف المنتمي للناس والمحب للحياة ...!

لقد تربيت شخصيا في كنف هذا البيت وتحت رعاية هذا العم وأشعر اليوم بخسارة فادحة لفقدانه، ويستحضرني هنا تلك المعاناة التي عاناها بسببنا طيلة ربع قرن..فقد تحمل وجود عوائل بلا معيل أو معين لكن بصبره وقوة تحمله استطاع أن يخرج بالجميع بشرف وعزة ورؤوس مرفوعة أصبحت مثار فخر وإعجاب جميع الناس الذين عرفوا معاناة عائلتنا..!

لقد ساهم في تشييعه وحضور الفاتحة عدد غفير من الناس احتراما وتبجيلا لتلك السيرة المعطاءة المكافحة...!

لقد كان بالنسبة لي بمقام الوالد، بل كنت أقرب إليه بحكم السنيين الطويلة التي قضيتها في بيته الوديع الفسيح البهي في العزة..كان ينادينا جميعا أولاد وأولاد عم بكلمته المحببة ( بويه ) ، فهو أب للجميع حقا ، وهكذا كان شعورنا جميعا ...!

المعروف عن ( أبا حميد ) الجلد والمكابرة فهو لم يبكي في حياته إلا في الحالات الصعبة والمؤثرة ، وعندما التقيته أثناء زيارتي العراق احتضنني بنفس الحب والحنان وعشنا لحظات خاصة اجتمعت فيها كل مرارة ذلك الغياب ألقسري عنا نحن أولادة تذكرنا جميعا وانهمرت دموعه في لحظة هي من أصعب المواقف وأكثرها تأثيرا في زياتي بعد غربة أكثر من ربع قرن..!

كل دموع العالم لا تستطيع أن تعوض قهر فقدانك أيها الأب والعم والمربي الفاضل..!

لقد حزنت أيما حزن لفقدانك المفاجئ...كنت امني نفسي بلقاء آخر معك..ولكن يبدو انك مللت هذه الحياة ومراراتها..!

نم أيها الأب والعم الكبير قرير العين ..نحن نفتخر بك عندما كنت حيا بيننا أو اليوم في غياب أحزن كل من عرفك وعرف معاناتك كأب وكإنسان..!

أشعر اليوم بغصة لا توصف عن تهاوي الجذور التي أحبها في هذا الوطن..!

الرحمة لروحك أيها الأب الغالي ....وسأبقى أتذكرك بكل العرفان والاحترام والتقدير والفخر...!

أي دموع تستطيع أن تغسل ملوحة ومرارة تلك الأيام القاسية.....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ