الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنظمة و الجيوش العربية بين ألأمن و الأمان

محمد يسر سرميني

2008 / 9 / 16
المجتمع المدني


من المتعارف عليه عند كل دول العالم قديمها وحديثها إن الجيوش والأجهزة الأمنية وجدت للدفاع عن الوطن ونشر الأمن والأمان فيه إلا في العالم العربي لا ادري لماذا الجيوش والأجهزة الأمنية؟ ولماذا وجدت عند هذه الأنظمة الدكتاتورية الطائفية العشائرية المذهبية الدينية الفاسدة المفسدة ؟
البعض يقول هي للدفاع عن الوطن والحفاظ على امن وأمان المواطنين؟
رغم أن الحاضر و الماضي القريب يكذب هذه الحجة ماذا فعلت الجيوش العربية من نكبة فلسطين عام 1948 إلى وقتنا الحالي ؟!
أو ماذا فعلت هذه الجيوش في حرب الأيام الستة عام 1967 حتى حرب تشرين 1973 التي يسمونها حرب تحرير وإننا انتصرنا بها ماذا فعلت الجيوش العربية؟
ماذا فعل جيش الكويت و السعودية عندما أحتل العراق الكويت ودخل الحدود السعودية.
وماذا فعل الجيش العراقي عند احتلال العراق ؟
ماذا يفعل الجيش السوري و الطيران الإسرائيلي لا يغيب عن سماء سوريا ؟.
ماذا فعل الجيش الليبي عندما قصفت الطائرات الأمريكية ليبيا.؟
وهذا الكلام ينطبق على الكثير من الدول العربية ومنها من احتل أراضيها دول اصغر واضعف منها ولم نشاهد جيشها الذي يصرف عليه من دماء الشعب.
و الكثير من الأمثلة أكثر من أن تعد إن كل الجيوش العربية لم تجلب الأمن لشعوبها.
هذه الجيوش التي يصرف عليها المليارات من الدولارات في بعض الدول العربية تأكل 30% أو أكثر من ميزانية الدولة .
ورغم كل هذا لم تجلب لشعوبها الأمن والأمان .
كيف ستحارب هذه الجيوش و أكثر ضباطها من النصابين و السارقين والمحتالين ويملكون المليارات و الشركات.
ولذلك أصبح كل وصولي وفاسد وكاذب وقاتل في الوطن العربي ما عليه إلا التطوع في الجيش أو الأمن ويصبح مستقبله مضمون وليس عليه رقيب أو حسيب كل المطلوب منه حماية الحاكم الدكتاتور والولاء له و إهانة وإذلال أخيه وجاره وابن وطنه وسرقتهم قدر المستطاع وإذا أتى العدو الخارجي ما عليه إلا جمع ما سرقه من الشعب والذهاب إلى أي بلد ليتمتع بما سرق ويُنظّر علينا من الفضائيات عن المقاومة والوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن هذه الجيوش والأجهزة الأمنية التي تتسابق مركباتها في شوارعنا تدهس من رجالنا وشبابنا وأولادنا ونسائنا أكثر مما يقتل منا أعدائنا حتى أصبح الكثير من أعدائنا يدافعون عنا.
أكثر مشاكل شعوب العالم مع العدو الخارجي ونحن في الوطن العربي مشاكلنا مع العدو الداخلي مع ما يسمى الحاكم الوطني .
إن الأنظمة الدكتاتورية في الوطن العربي ألغت كل شيء يدعى وطن أو دولة أو مواطن وقامت بتفصيل الأوطان على مقاسها فأصبحت عصابات تحكم هذه الأوطان عصابات تمتلك أحدث المعدات ليس للدفاع عن الأوطان ولكن لسرقة الأوطان والشعوب والدفاع عن هذه العصابات التي اغتصبت هذه الأوطان فإلى متى ؟.
لقد أصبح الحكام و الجيوش وأجهزة الأمن هم القانون وهم الدستور لا حرية ولا كرامة لأي مواطن وما يفعلوه بنا لم يستطع أي عدو أن يفعله إنهم بمثابة الآلهة في الأرض.
يجب علينا التصدي لهذا الواقع و لهذه الثقافة التي تجعل من الحاكم إله لا يجوز محاكمته أو مسائلته أو تغيره .
يجب علينا نشر ثقافة الديمقراطية و الحرية لإن الديمقراطية و الحرية هي حق لنا ولا يجوز لأحد أن يسلبنا إياها لأي سبب أو تحت أي ظرف .
فالحرية لا تحميها إلا الحرية و الديمقراطية لا تحميها إلا الديمقراطية ولا تبنى الأوطان إلا بالإنسان و الإنسان بدون حرية وديمقراطية ليس له وجود ولا كرامة و الإنسان بدون حرية و
ديمقراطية لا يستطيع الإبداع و التطور و الانطلاق نحوا الأفضل والعطاء للوطن والإنسانية.
إن هذه الجيوش وأجهزة الأمن مفصلة على مقاس الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة لتدافع عن مصالحهم وكراسيهم ولتجلب لهم الأمن والأمان وليست للدفاع عن الوطن والمواطن ليعيشوا بأمن وأمان.
لقد عاش الحكام وورثوا الحكم لأولادهم وينعمون بالأمن والأمان أما الوطن والمواطن فهم يعيشون مع الأحلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا


.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من




.. ترحيل اللاجئين.. هل بدأت بريطانيا بتفعيل خطة رواندا؟ | #ملف_


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. التونسيون يتظاهرون لفلسطين في عيد العمال