الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


... أفيون الشعوب

محمد كليبي

2008 / 9 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تابعت فيلما وثائقيا تليفيزيونيا يتحدث عن ظاهرة حجاب الفنانات المصريات , الممثلات والمطربات . حيث عرض الفيلم نماذج لتلك الفنانات من مختلف الأعمار ومختلف الفترات الزمنية التي قضتها كل منهن في أحضان الاسلام .
وقد عرضت الفنانات المعتزلات والمحجبات وجهات نظرهن وتفسيراتهن للأسباب والعوامل التي دفعت كل منهن الى اتخاذ ذلك القرار التاريخي , قرار ارتداء الحجاب
وهنالا بد لي من طرح النقاط التالية , مع كل الاحترام لحرية الاعتقاد وحرية القرار :
النقطة الأولى :
أن اعتزال أولئك الفنانات للفن , وتحولهن الى الحجاب ( الاسلامي ) يظهر للجمهور أن الفنانات الأخريات الغير محجبات خارجات عن الدين والملة , ويجب عليهن التوبة والعودةالى الله والى أحضان الاسلام الصحصيح , فيصبحن في نظر العامة على خطأ بينما المحجبات على الصراط المستقيم . بمعنى أن تتحول المسألة الى أبيض وأسود , لا مسألة اختيار ضمن المقبول والمعقول .
النقطة الثانية :
أن تحول أولئك الفنانات - بعد اعتزالهن للفن وارتداء الحجاب ( الاسلامي ) - الى " أعمال الخير " , يظهر للجمهور مرة أخرى أن أعمال الخير مرتبطة بالدين وبالمتدينين دون سواهم , وأنه لا يتصوّر فعل الخير من غير المتدينين . وهذا بالتأكيد غير صحيح وغير واقعي ومناف للمنطق .
النقطة الثالثة :
يمكنني الربط بين ظهور الكتب الوهابية حصرا , مثل كتاب " لا تحزن " للسعودي الوهابي عائض القرني لدى بعض الفنانات المعتزلات والمحجبات في الفيلم الوثائقي , والجهة الممولة والمتبنية لقضية اعتزال وعزل الفنانات العربيات المسلمات . ان هذه الجهة بكل تأكيد هي الوهابية السعودية والبترودولار السعودي الذي - كما يعرف الجميع - لا يستثمر الا في تجهيل وتخلف المجتمعات العربية .
النقطة الرابعة :
لعل أهم نقطة في الفيلم الوثائقي المذكور هي مسألة تأكيد جميع أولئك الفنانات المحجبات على أنهن قد انتقلن من حالة " القلق و التوتر " قبل الحجاب الى حالة " الطمأنينة والسكينة " بعد الحجاب . ما يعني أن العودة ؟ الى الدين قد " خدّرتهن " نفسيا وذهنيا , وعملت على اخراجهن من الحياة الانسانية " الطبيعية " عموما , ومن الحياة الابداعية على وجه الخصوص . فمن المعروف أن الابداع والحالة الابداعية ترتبط وتتوقف على حالة القلق والتوتر التي تكتنف المبدع .
وهذه الحالة تذكرنا بالحكمة الخالدة " الدين أفيون الشعوب " التي أطلقها المفكر الخالد " كارل ماركس " . وان حاول بعض العربان نزع هذه المقولة الخالدة من ذلك العبقري الخالد , ربما لكنه يهوديا - أو على الأصح من جذور يهودية لأنه لا ينتمي الى دين - في محاولة من العربان لنزع كل فكر عظيم وابداع فذ عن اليهود واليهودية , مع أن الواقع والتاريخ يؤكدان , بما لا يدع مجالا للشك أو للمغالطة , بأن معظم مفكري ومبدعي وعباقرة العالم يهودا أو من أصول وجذور يهودية .
اذا سيظل الدين العامل الرئيسي والأساسي في تخدير المجتمعات وتخلفها الحضاري والانساني , لان الدين يمتلك المحفزات التي تؤدي بالانسان الى السلبية والاتكال وانتظار الحياة الأخرى , فلا يعطي الانسان أي أهمية لحياته الدنيا لأنها في معتقده مرحلة ابتلاء ومرحلة عبور الى الحياة الأبدية المفترضة . أما النشاط الجهادي الارهابي فانه , على الرغم من أنه نشاط وحركة وحيوية , الا أنه يصب في ذات الخانة , خانة الحياة الأخرى ؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah