الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفسير الحديبية برواية أمريكية ........... ج / 10

حسن جميل الحريس

2008 / 9 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هرمجدون العالم ...... ج / 2

منذ مدة وجيزة تبين لمراقبي الحالة الجورجية أن إسرائيل متورطة بأحداثها من جهتين :
- أنها تمكنت من التحريض عليها .
- وأشرفت عليها وشاركت فيها .
ومن الطبيعي أن تهتم إسرائيل بجورجيا ليس لكونها تناصر قضية قومية جورجية مثلما سبق وادعت إسرائيل عندما طالبت بحقها في إنشاء وطن قومي لليهود عام 1896 بل لتقويض الدور الروسي المؤيد لقضية إيران النووية ، ولذلك فإن أطراف اللعبة القوقازية باتوا مكشوفين علانية في ميدان السياسة العالمية ، والسؤال الذي يجيب على ماذكرناه آنفاً (( لماذا لم تساند إسرائيل المقاومة الشيشانية بقضيتهم القومية ؟؟ أليست القضيتين الجورجية والشيشانية بذات التوجه والهدف نفسه وهو ( البعد القومي ) بعيداً عن اختلاف النظرتين الأيديولوجيتين المعمول بهما لكل منهما على حدى !! تنظر إسرائيل للقضية الشيشانية بأنها مسألة قومية تنطلق من مبدأ عقائدي ديني مخالف لعقائدها الصهيونية ولهذا فمن المستحيل وبأي شكل من الأشكال أن تساندها فضلاً عن قدم زمن القضية الشيشانية المؤرخ ما قبل زمن سياسة القطب الواحد عالمياً ، أي أن تاريخ القضية الشيشانية غير مؤهل ليكون عاملاً فاعلاً يؤثر على ملف إيران النووي نظراً لعقم نتائجه المرجوة في خدمة الصهيونية ، من هنا بدأت إسرائيل بالبحث عن أوراق جديدة تؤثر على إستقرار روسيا بغية تقليص دورها وإبعادها عن ملفات الشرق الأوسط والإقليمية ، نلاحظ أن إسرائيل والصهيونية غيّرت رقعة نشاطها إذ ركنت مؤقتاً بعض مهامها العدوانية على دول أطراف المواجهة في الشرق الأوسط ورفعت وتيرة المواجهة لتكون بينها وبين الدول المساندة لدولنا وإقليمنا ، وبشكل أدق فإن إسرائيل همّشت مهامها العدوانية على كل من سورية وإيران وانشغلت بإفتعال عدوان مبطن على روسيا المساندة لهما ، ولكن عنصر المفاجئة الروسية أخر بعض الشيء من تنفيذ رغباتها إنما لم ينسف أملها ولأجل ذلك لاحظنا سرعة تدخل الإدارة الأمريكية وإنزال قواتها على الأراضي الجورجية .
إن المسألة الجورجية من حيث تشكيلها الإيديولوجي من النظرة الصهيونية تمهد لإعادة الروح لسياسة الشراكة الإستراتيجية للقطب الواحد عالمياً ، وكذلك تعتبر خطوة أولية نحو إقرار نظام القرن الواحد والعشرين وترسيخه عملياً ، إنما ما هي الخطوة الإستراتيجية المتاحة للصهيونية لتستفيد من القضية الجورجية ؟؟ إن المتتبع للأحداث يرى أن الصهيونية ستلجأ لتطبيق السيناريو اللبناني ذاته على جورجيا كي تنال من دولة روسيا وتجعلها في موضع المتهمة بالإعتداء على جورجيا بغية احتلالها ؟؟؟ وبمعنى آخر أن إسرائيل والإدارة الأمريكية وحلفائهما سينفذون على أرض جورجيا مجموعة اغتيالات مدوية ومهمّة ستجعل أصابع الإتهام تشير بأن الفاعل هو الإدارة الروسية مما سيجعلها تتعرض لضغوطات دولية تؤثر على مكانتها عالمياً ، وبالتالي ستجني الصهيونية النتائج التالية :
- تشتيت الدور الروسي المؤثر على قضايا الشرق الأوسط .
- إنزال كامل لجيوش الناتو على الأراضي الجورجية وكأنه احتلال مبطن بظل قرار إجماع دولي .
- تأييد عالمي لمحاسبة روسيا ومحاكمتها ضمن أروقة محكمة العدل الدولية .
- إلهاء الإدارة الروسية عن معارضتها نشر الدروع الصاروخية الأمريكية .
- محاصرة روسيا دولياً بمنعها بيع سلاحها أو تصدير تقنيتها العسكرية ، وهذا من أهم ما ترجوه الإدارة الصهيونية إذ ستمتنع روسيا بظل هكذا قرار عن بيع سلاحها للدول العربية وإيران .
- إن ما ورد ذكره سابقاً سترفضه الإدارة الروسية جملة وتفصيلاً مما سينذر حينها بأن الوقت قد أذن بإعادة تشكيل كيان الأمم المتحدة على مبدأ حق النقض الفيتو الجماعي .
- ضرب المصالح الإقتصادية الروسية داخل حدودها وخارجها بظل عقوبات إقتصادية عالمية .
- إحقاق حالة عدم التوازن الدولي ليحل محلها نظام شراكة القطب الواحد عالمياً .
- عزل الملف النووي الإيراني عن الإدارة الروسية أو على الأقل فتح طاولة حوار معها للتفاوض عليه .
- فتح باب الشراكة الإسرائيلية مع روسيا وتوقيع معاهدات إستراتيجية بينهما .
إن نظام حكم العالم المسمى ( القطب الأوحد – الإدارة الأمريكية لوحدها ) قد ولى عملياً وبتنا في ظل ظهور نظام ( شراكة القطب الواحد – مجموعة دول استعمارية ) وعليه فإن أيديولوجية النظامين ذاتها وإنما الإختلاف بينهما في نمط حركاتهما الإستراتيجية ، بيد أن نظام القطب الواحد سيكون أعنف والعدوان فيه أكثر شدة وحزماً من نظام القطب الأوحد .
ومهما اختلفت النظرة لما ستؤول إليه الأحداث على الساحة الجورجية فإنها ستتوافق في طبيعة إحقاقها على أرض الواقع ، فإن لم تنفع سياسة الإغتيالات فيها فإنها ستجعل من جورجيا بأسرها كتلة ملتهبة تدك أحلام روسيا وتهدد إستقرارها وبالتالي ستهدد آسيا بأكملها بظل تشابك العلاقات المشتركة بين دولها !!!
وكما قلت آنفاً من المستحيل على إسرائيل أن تقبل بوجود الملف النووي الإيراني مهما كلف الثمن لأنه أشبه بعاصفة رعب تطال أركان حكم الدولة العبرية ، ويكفينا أن نذكر من تاريخ رعبها الماضي عندما علمت إسرائيل عام 1966 عن طريق عملائها عن حلقة ( د/ ويلهام دافوس ) بأن مصر تمتلك صورايخ من نوعين هما ( الظافر والقاهر ) القادرين على تدمير البنى التحتية الإسرائيلية وهما يحملان ( كبسولة الموت ) المعروفة ببرنامج ( د / هانسن وكاتي ) !!! وماذا فعلت لنسقط حالة رعبها حينها على حالة رعبها حالياً ؟؟ .... فماذا نملك حينها ؟؟ ........ يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة


.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا




.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد