الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيضع وزير الكهرباء النقاط على الحروف ؟

ابراهيم زيدان

2008 / 9 / 14
المجتمع المدني


لقد بلغت الاتهامات الموجهة الى السيد وزير الكهرباء الدكتور كريم وحيد مستوى خطيرا بعد ان شكك النائب حيدر الجوراني عن الائتلاف العراقي الموحد متهما وزير الكهرباء بالتواطؤ مع قوات الاحتلال الامريكي في عدم تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية من اجل الضغط على الحكومة حسب تعبيره متجاهلا حقيقة ان الحكومة والبرلمان يعملان في ظل الاحتلال الذي يمسك بزمام الامور !
ويأتي هذا الاتهام متزامنا مع دعوات اطلقها اكثر من برلماني مهددين فيها باقالة الدكتور كريم وحيد من قبل البرلمان الذي يدرس مشروع قرار بهذا الاتجاه او ان يبادر الى تقديم استقالته ، وقد سبقت هذا الاتهام والدعوات بالاقالة انتقادات شديدة من على منبر الجمعة في اكثر من مناسبة ، فضلا عن شخصيات سياسية كانت هي الاخرى تنتقد اداء وزارة الكهرباء خلال المدة المنصرمة ، وماكتبته الصحافة العراقية هي الاخرى هو الشيء الكثير فضلا عن الرسوم الكاريكاتيرية التي تناولت ازمة الكهرباء في العراق باسلوب تهكمي ساخر .
ويرى البعض ان قضية الكهرباء اصبحت شعارا او برنامجا انتخابيا لمن لابرنامج له من السياسيين الذين لايجروء الكثير منهم الى اتخاذ الاسلوب نفسه مع وزراء آخرين اثبتوا فشلهم ولم يتهموا بالتواطؤ مع الاحتلال الامريكي الذي يهيمن على مقدرات العراق وشعبه .
لقد وجد بعض السياسيين الذين لم يقدموا لشعبهم شيئا يذكر الفرصة مؤاتية لهم في التمهيد لضمان المقعد البرلماني او مجلس المحافظة او المجالس المحلية عبر انتهاج اسلوب التهجم والتشهير بهذا الوزير او ذاك من دون بلوغ التهمة التي وصلها النائب المذكور.
ان ازمة الكهرباء ليست وليدة اليوم ، وهي تركة ثقيلة تسلمها الدكتور كريم وحيد في ظرف صعب ومعقد وسط دوامة العنف والقتل الطائفي الذي اتسمت به سنة 2006 التي تسنم فيها مهام منصبه وزيرا للكهرباء مدعوما بخبرته الطويلة في مضمار الطاقة الكهربائية منذ ان دخل ميدان العمل مهندسا يافعا وبشهادته العلمية لحقيبة هي من حصة الائتلاف العراقي الموحد وهو الوزير المستقل .
ولم تشفع للوزير جولاته الميدانية الليلية منها والنهارية وهو يقود حملة رفع التجاوزات من على الشبكة الوطنية مشرفا بنفسه متفقدا سيرالعمل هنا وهناك لتذليل المعوقات ومعالجة المشاكل التي تواجه العمل والعاملين معا .
وتنقل وسائل الاعلام العراقية جميع فعاليات هذا الرجل الذي يواجه المزيد من الضغوطات منها ماهو سياسي ومنها مايتعلق بالوضع الامني الذي لمس العراقيون مؤخرا تحسنه النسبي ما شجع الشركات الاجنبية المعروفة في بناء محطات الطاقة على توقيع العقود مع وزارة الكهرباء بعد ان كانت تمتنع طيلة المدة المنصرمة ، فضلا عما تعانيه الوزارة من زيادة ملحوظة في انتاج الطاقة الكهربائية تقابلها شحة وغياب العدالة في التوزيع بسبب ضعف المراقبة وعدم وجود سيطرة كافية على المحطات الثانوية فضلا عن ابتزاز بعض ضعاف النفوس في مفارز الصيانة للمواطنين عند قيامهم بتصليح الخلل او ابدال محولة عاطلة .
وتعزو الوزارة ايضا تردي خدماتها ايضا الى تدخل بعض القوى السياسية المتنفذة وتجاوز المحافظات على حصصها المقررة والتهديدات التي تطال العاملين هنا وهناك لاجبارهم على تجاوز تعليمات الوزارة في التجهيز المقرر من قبل مركز السيطرة الوطني ، ولدى الوزارة وثائق تدين بعض العناصر في الجيش العراقي وقوات الاحتلال في تدخلهم واجبار العاملين في بعض المحطات على تجاوز التعليمات .
ان الدكتور كريم وحيد وزير الكهرباء مدعو اليوم اكثر من اي وقت مضى الى وضع النقاط على الحروف بشجاعة قد تكلفه منصبه الوزاري الذي تعرض الى الكثير من سهام النقد والاتهامات ، ولكنه ، اي الموقف الشجاع سيقابل من قبل الشعب والحكومة وحتى اولئك النواب ورجال الدين الذين انتقدوا اداء وزارته في وقت سابق بالكثير من الاعجاب والتقدير ، فالشجاعة كثيرا ماحسمت الامور لصالح الحق والحقيقة ، وعند ذاك سينجلي الخيط الابيض عن الخيط الاسود .
فان كان الدكتور كريم وحيد فاشلا في ادارة وزارته بزعم البعض ، فان الامر نفسه ينسحب على الكثير من الوزراء الذين اتسم اداء وزاراتهم بالكثير من الخلل والفشل من دون ان يتهمهم البعض بالتواطؤ مع قوات الاحتلال الامريكي مع ان الجميع يعمل في ظله ، ولكن من لامظلة سياسية تحميه من شرر الانتقاد يصيبه الخطر عاجلا ام آجلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك