الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ضعفاء القوم.. لا تهجروهنّ في المضاجع.. إن فعلتم، يهجرن بيوتكم!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2008 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


روى الشيخ القديم.. قال أجدادي السابقون، عن أجداد أجدادهم الأولين، الصالحين المصلحين.. عن رجل العثرات، عن تجربة له وقعت قبل دهور تمتد من الآن وإلى ما قبل ساعات..
عفوك يا ناقل الروايات.. السمع مني وهن، والدمع يغشى عيني، فلا أقرأ أحرف المكتوب، كما في التدوين.. فهل أنت قلت: الصالحين أم الطالحين؟! ويا سيدي هل من فرق بين الصاد والطاء، إلا كالفرق ما بين "صاد وطار"، فهل الرجل صاد إذا صاد فطار ما صاد؟! عفوك يا راوي حكاية أجدادنا الأقدمين.. الذين بيننا هم ما زالوا قائمين.. أكمل قصتك، وعفوك إني مجنون يكثر السؤال ومقامات الكبار لا تسع من يكثر السؤال، أو حتى من يسأل سؤالا واحدا لا يزيد عنه، حتى وإن كان السؤال من باب الاطمئنان، كما تروي الروايات عن سؤال جدنا كبير المقام إذ سأل ربه الكبير، أن يريه كيف يحيي الموتى؟ قال الرب الكبير: أفلا تؤمن؟ قال الجد الكبير: بلى، ولكن، ليطمئن قلبي!
لكني يا سيدي لست كبيرا، وليس لي قلب له الحق أن يسأل ليطمئن.. إن أنا إلا شيء هان على الخلق – وأظن أني على رب الخلق أهون – فما قيمة قلبي عند الخلق – ورب الخلق – إن ارتاب أو لم يرتب، وما قيمة صاحب القلب المرتاب أو اللا مرتاب، إذا كان طعام أهل الملأ دسما وفيرا، ونومهم حريرا ونساؤهم مترفات، وأردافهن حسب الموضة، وصدورهن نافرات عاريات، أو كاسيات، وسراويلهن ناعمات، وعيونهن ناعسات، وكروشهن ضامرات، ولهن المراكب الفاخرات، والقصور الشاهقات.. حور عين هُنَّ حور عين، أنزلهن الله من الجنان قبل الأوان، للأتقياء وللفجار.. للأولين ابتلاء، وللآخرين في الدنيا امتلاء، من كريم لا تنقص خزائنه مهما أعطى الكبار وأعطى..
ولكني لست من الكبار فيعطيني من خزائن فيها الحسان وفيها الأموال وفيها من كل ما تشتهي النفوس إلا نفوس المسحوقين..
تقول إني ضال، كثير السؤال، بين يديّ من "يسأل ولا يُسأل"، مرتاب في الحق الذي يعطي الأعطيات، بقدر منه مقدر في السماء منذ بدء الخلق، وإلى أن يفنى الخلق، فلا يبقى غير وجه ربك ذي الجلال والإكرام..
فيا وجه ربي يا ذا الجلال والإكرام.. قرأت في محكم كتابك قولك الكريم، وأنت تهدي الناس إلى سبيل تقويم الزوجات، إن فعلن ما لا يرضي الأزواج، إذ تقول: عظوهن، واهجروهن في المضاجع.. فامتثلت أنا الهيِّن على النساء والناس، لقولك، فوعظت، ثم هجرت
كما فعل الكبير لديك، المردوف بالجواري فضلا منك عليه ونعمة لم تعطها الصغار مثلي.. إذ هجر شهرا بالتمام والكمال.. لكن الكبير عاد إلى التسعة النسوة من أزواجه، وكنّ يعددن أيام هجرانه لهن في انتظار انتهاؤهن.. أما أنا الذي هان على النسوة وعلى الناس وعليك، فما أن شرعت بالتأسي بالكبير نبيك الكريم، باستثناء أني لم أتمّ من الأيام ما أتم.. حتى شدت المرأة رحالها ثم عادت بصحبة رجالها، وقالت قولا قاطعا: هذا الرجل لا أريد العيش معه.. لماذا يا أختنا، وتيجان رؤوسنا؟ فقالت: أضاع حقوقي الزوجية!
قلت وقالوا: لك ما تشائين!!
هم قالوها، انتصارا للمظلومة من شرعة الله، كما طبقها ضعيف صغير..
وأنا قلتها لأني على عقيدة تقول: "إن الرجل الحر الكريم لا يحبس امرأة.. ولا تحبسه امرأة!"..
هذا أنا رجل العثرات.. أنا أقول لكم أيها الضعفاء: لا تهجروا نساءكم في المضاجع.. أنا الضعيف فعلت ذلك، فهجرتني هجرانا لا ندامة منها عليه..
فتسألونني: لكن الكبير أنزل للكبير، أن اهجروهن في المضاجع، يسلمن لكم القياد، فإذا عدتم للركوب ركبتم السهل.. فإن لم يُجْدكم الهجران بعد الوعظ، فاضربوهن..
أجل.. شرع الحكيم العليم في محكم التنزيل تأديب النساء الخارجات عن طاعات الرجال، بالوعظ والهجر والضرب.. لكني امتثلت أنا الصغير، لشرع الحكيم العليم، المتنزل من الكبير على كبير، فخسرت رحيل الزوجة قبل أن أتحول من الهجر إلى الضرب، فكيف لو أني استكملت حلقات التأديب.. ماذا كنت سألقى يا رب يا الذي شرعك أصاب عندما تمثله كبيرنا محمد وأخطأ عندما تمثله ضعيف الحال والمال كثير السؤال، مثلي، وأنت قلت إنك تسألنا عما نفعل لكنك عما تفعل، منا، غير مسئول! أهو غضبك أم هو ابتلاء حر كريم هو أنت لحر كريم، هو أنا.. لم يحبس امرأة اختارت حريتها، فصان لها كرامتها..
ودفعت أنا الثمن الباهظ، يدفعه شيخ يوشك على الإفلاس من كل ناحية.. فلماذا تصبر امرأة على الحياة مع شيخ مفلس.. وكيف يُجدي شرع الهجر في المضاجع، مع امرأة لا حاجة لها في شيخ هان أمره عليها وعلى الناس وعليك يا الكبير أيضا..
غفرانك يا الله غفرانك، ورحماك بالصغار رحماك!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa


.. 64-An-Nisa




.. 65-An-Nisa