الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (2)

مستخدم العقل

2008 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استكمالاً للمقال السابق حول قصص القرآن وخطورة اتخاذها كمصدر للثوابت الأخلاقية حيث أن العديد منها يتضمن أخلاقيات لاتتناسب مع عصرنا الحالي فإننا نأتي الى قصة سليمان مع الهدهد وملكة سبأ الواردة بالآيات 20 الى 31 من سورة النمل والتي تقول:

وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿٢٠﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢١﴾ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾ اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ﴿٢٩﴾ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾

فطبقاً للآيات عاليه فإن سليمان كان يتفقد مملكته من الطيور فاكتشف غياب الهدهد فتساءل بغضب عن سبب ذلك الغياب وهدّد بتعذيبه أو ذبحه في حالة لو لم يكن هناك سبب مقنع لذلك الغياب، فأخبره الهدهد أنه وجد مملكة في سبأ تحكمها امرأة وأن أفراد تلك المملكة البعيدة يعبدون الشمس، فأجاب سليمان الهدهد بشك أنه سيتأكد من صدقه وذلك بأن أعطاه خطاباً وأمره بأن يعطيه لشعب مملكة سبأ، فلما قرأت ملكة سبأ الخطاب وجدته خطاب تهديد يطالبها بأن تخضع لحكمه. وبالطبع فالقصة تحمل العديد من النواقص الأخلاقية ولكننا لو أردنا اتخاذ تلك النواقص كثوابت أخلاقية (كما ينصحنا الداعية النجم عمرو خالد) لكانت الثوابت الأخلاقية التي يجب علينا اتخاذها من هذه القصة الكريمةهي كالتالي:
1. أن نتعامل بخشونة مع الطيور ولانلقي بالاً لما يردّده أصحاب القلوب الرحيمة عن الرفق بالحيوان حيث أننا يجب أن نتعامل مع الطيور على أساس أنها تستطيع أن تفهم وتعقل وبالتالي فهي تستحق العقاب إذا لم تطعنا مع ملاحظة أن العقاب يجب أن يكون بالتعذيب أو بالذبح وسحقاً للرفق بالحيوان.
2. أن نتعامل مع مَن يعملون لدينا بمبدأ التهديد والشك الدائم ولانُظهر لهم أي احترام أو ثقة مهما كانت نواياهم صادقة لصالح العمل.
3. أننا يجب علينا ان نتعامل مع مَن يخالفونا الرأي أو العقيدة بمبدأ التهديد وليّ الذراع.
4. أننا إذا شعرنا أننا أقوى من الآخرين فيجب علينا ألا نتردد في فرض أفكارنا عليهم رغماً عنهم حيث أننا نمتلك الحق طالما أننا نمتلك القوة (وبالتالي فلايجب علينا أن نلوم الولايات المتحدة على سياسة العنجهية التي تمارسها على الدول الأخرى).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت


.. 108-Al-Baqarah




.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل