الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيين العراقيين واماني الطبقة العاملة

فيصل خليل

2008 / 9 / 19
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


منذ 31 آذار لعام 1934 انطلق العمل الموحد والمنظم المفعم بالامل والحيوية للشيوعيين العراقيين والذي تجسد بانبثاق حزبهم المجيد المعبر عن آمال وطموحات الطبقة العاملة العراقية وفقراء الفلاحين وعموم الجماهير الكادحة من شغيلة اليد والفكر و بلورة نضالهم الوطني والطبقي في وحدة كفاحيه فعالة للذود عن حقوقهم وتطلعهم المشروع في التحرير والانعتاق من الظلم والطغيان والاضطهاد والاستغلال سعيا ً نحو اقامة وتوطيد نظام اشتراكي ترفل فيه الشغيلة الكادحة بغد افضل .
لقد كان الشيوعيين العراقيين في طليعة قوى شعبنا الوطنية في التصدي لمكائد المستعمرين واعوانهم من الرجعيين المتمثلين بالاقطاعيين والبرجوازيين الكومبرادوريين وتحققت ارادة الشعب بالانتصار في ثورة 14 تموز 1958 الوطنية الديمقراطية . ولكن الانجزات والمكاسب التقدمية اعقاب الثورة ارهبت القوى الاستعمارية والرجعية المحلية فقد دأبت منذ اللحظات الاولى لانتصار الثورة بالعمل للانقضاض عليها وؤادها في المهد وجاءت سياسة قاسم قبل نهاية العام الاول للثورة واستئثاره بالسلطة الفردية والتنكر للديمقراطية اذ حولها الى سلطة فردية معزولة عن جماهير الشعب مما ساعد في خلق ارضية مناسبة للاجهاز على الحكم ذو الطابع الوطني وؤاد مكتسبات الثورة .
ومنذ الثامن من شباط 1963 دخل العراق في منعطف تاريخي تمثل بهيمنة القوى الرجعية والمشبوهه وذات السمات الفاشية وتوالت الانقلابات العسكرية لتعبث بمقدرات العراق وشعبه وتفتح الباب واسعا ً امام الاحتكارات الامبريالية التي اوصلت البلد الى حافة الكارثه .
لقد كان الشيوعيين العراقيين في طليعة قوى الشعب الوطنية في التصدي للاستعمار واعوانه من الرجعيين اذ ضحوا بالغالي والنفيس طليعة اكثر من سبعة عقود من تاريخ نضالهم الشريف دفاعا ً عن الحرية والحقوق الديمقراطية والاستقلال الوطني .
ولكن تعثر سياسات واتجاهات القيادات المهيمنة على مقاليد الحزب وتوجيهها بمسار خاطىء لايخدم قضيته الاساسية في تحرير الطبقة العاملة وحلفائها من الاستغلال نتيجة لابتعادهم عن النهج الماركسي اللينيني باتباع سياسة الخنوع والاذلال والوصاية على الحركة والتنكر لمبادىء الشيوعية العلمية الاساسية مما ساهمت في ارباك مسيرة النضال ودفعت بها الى التراجع المأساوي .
ولكن جذوة النضال لم تخمد فما زال هناك شيوعيون لم ينجرفوا وراء اضاليل واحاييل العناصر الانتهازية المتسترين بجلباب الشيوعية والذين يتخذون من الشيوية اسم لفظي بدون معنى وهدف فعملوا على افراغ الشيوعية من محتواها الطبقي وتخلوا عمليا ً عن الشيوعية وبقوا يعتاشون على اجترار مأثر تأريخية لمواقف نضالية سابقة يتاجرون بها في سوق الدعارة السياسي واليوم يواصل الشيوعيين العراقيين التصدي بحزم لهذه الزمر المارقه من ادعياء الشيوعيه المزيفة وتعريتهم امام جماهير شعبنا الكادح وفضح مرامي نهوجهم العميقة التي يستميتون بها للتناغم مع مخططات الامبريالية الامريكية وحلفائها وصنائعها من القوى الرجعية والظلامية وذات الارتباطات المشبوهه في الاجهاز على حقوق وحريات ومكتسبات نضال الشعب التي تحققت عبر الحقب المنصرمة والسعي لنهب خيرات وثروات البلد وفتح الباب على مصراعيه امام الاحتكارات الامبريالية الدولية .
فمنذ التاسع من نيسان 2003 وفي اعقاب انهيار البعث الفاشي وخضوع العراق لهيمنة قول الاحتلال الاجنبي فان شعبنا العراقي يعاني من وطأة قوى الاحتلال الامبريالي وبالضد من ارادة الشعب .
فامور البلد تدار وتوجه من قبل قوى الاحتلال وتعمل السلطات الخانعة للاحتلال على تنفيذ ارادة المحتل وديموتة الاحتلال فالعملية السياسية الجارية في ظل ظروف الاحتلال والقهر السلطوي لاعوان المحتل ضد ارادة الجماهير الشعبية الكادحة قد كشفت عن زيف الوعود الخلابة للجماهير في اقامة نظام ديمقراطي يرفل بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان حسب ما جاء بوثيقة حقوق الانسان العالمية الا ان واقع الحال اثبت عكس ذلك اذ جاءت مهازل الانتخابات المزيفة لمجلس النواب بدستور مسخ ذو سمه طائفية وقومية وظلامية مكرس لتفتيت وحدة البلاد وفرض قيود تعسفية على حقوق المرأة وحريتها في اقرار المساواة التامة في كافة المجالات مع الرجل بالاضافة الى تبنيه الى قيم متخلفة منافيه لروح العصر .
لقد دفعت سلطات الاحتلال الامبريالية باسوأ العناصر الرذيلة من القوى الرجعية والظلامية للهيمنة على مقدرات البلد السياسية وما جلبته من نكبات في الخراب الشامل وتدمير الاقتصاد الوطني بنهج العولمة والخصخصة وسوء الادارة وتفشي الفساد بشكل مذهل في كافة المجالات وانعدام الخدمات الاساسية والضرورية وتراجعها الملحوظ في كل المستويات وشيوع البطالة بين العناصر القادرة على العمل وازدياد الهجرة الى خارج الوطن وتهجير المواطنين لاعتبارات طائفية وعرقية داخل الوطن مما ادى وسيؤدي الى الاخلال بتركيب التجانس الاجتماعي القائم في البلد ويعرض وحدته الوطنية الى الخطر ان البلد يمر بازمة كارثية حقيقية سببها المحتل واعوانه من السائرين في ركابه بالاضافة الى نشاط العناصر الحاقدة من ايتام النظام الفاشي المقبور وتدخلات دول الجوار والمصالح الاقليمية كلها تدفع باستغلال الفرصة لمأربهم الخاصة واستنادا ً الى هذه المعطيات فأن التأكيد على ضرورة النضال المزدوج في ان واحد والذي يتمثل بالنضال ضد المحتل الامبريالي من اجل التحرر واعادة السيادة والاستقلال بالارتباط مع النضال ضد هيمنة السلطة الخانعة لمخططات المحتل الامبريالي والمعبرة عن مصالح الطبقات البورجوازية الكومبرادورية المستغلة لجماهير الشعب الكادحة والناهبة لثرواته الوطنية والوقوف بنفس الوقت ضد كافة القوى الظلامية والرجعية وتعرية مراميها لاجل عودة عجلة التأريخ ونهوض الفاشية مجددا ً للاستحواذ على السلطة والعودة الى ممارسة سياساتها القمعية بحق بناء الشعب .
ان النضال على الجبهتين هو السبيل الوحيد امام قوى شعبنا الوطنية للتحرر من جميع الازمات وما يعقبها من كوارث مأساوية وطرح البديل بأقامة نظام وطني تقدمي يرسخ المبادىء الديمقراطية والقيم العلمانية للانطلاق ببناء البلد وتحقيق الامن والازدهار للشعب .
فقد اثبتت الحياة صحة الاستنتاجات الماركسية من ان النظرية الثورية تتحول الى قوة مادية اذا تبنتها الجماهير وتستطيع بها تحقيق اصعب المهمات ومواجهة اخطر الاعداء وبالمقابل تشكل الافكار الانتهازية الاستسلامية على الصعيدين الوطني والعالمي احد الادوات بيد اعداء البشريه الثورية وتمويه العدو الرئيسي وتعزيز سياسة الانتظار السلبي والترقب والازدهار الاقتصادي بانجاز بعض الاصلاحات على مؤسسات الرأسمالية تحقيق بعض المكاسب الطفيفة في الاحتلال في حين يستمر تدهور وضع الجماهير الكادحة المعاشي وامنها واستقرارها ومع انجاز كل مرحلة من مراحل العملية السياسية المشوهة .
اذ مكن الانتظار السلبي قوات الاحتلال من تصعيد اعمالها الوحشية والاعداد للحرب الاهلية الطاحنة وتعميق الازمة الاقتصادية والمعاشية بين المواطنين في حين تتكالب القيادات السياسية المتهالكة على السلطة واشغالها بالصراع على المناصب والغنائم والامتيازات واستكمال بناء القواعد العسكرية استعدادا ً لتنصيب عملاء مضمونيين ينفذون كل اوامر المحتل ويوقعون على كل اتفاقياتهم الاسترقاقية وفي طليعتها قانون النفط والغاز .
ان التخبط العام في المجال السياسي جراء استفحال سياسة التعصب الطائفي والقومي العنصري والذي ينذر بكارثة رهيبة تدمر البلد وتدفع به نحو الانقسام الطائفي والقومي خدمة لمصالح الامبريالية والصهيونية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|