الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (3)

مستخدم العقل

2008 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استكمالاً للمقالين السابقين حول قصص القرآن وخطورة اتخاذها كمصدر للثوابت الأخلاقية بسبب كون العديد منها يتضمن أخلاقيات لاتتناسب مع عصرنا الحالي فإننا نأتي الى أحد المشاهد الهامة من قصة موسى الواردة في الآيات من 15 الى 21 من سورة القصص والتي تقول:
وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ﴿١٧﴾ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٨﴾ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢٠﴾ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٢١﴾

فطبقاً للآيات الكريمة عاليه فإن موسى وجد أحد أصدقائه يتقاتل مع رجل آخر فقام موسى - كليم الله - بقتل الرجل الآخر ثم يبدو أنه شعر بتأنيب الضمير فتاب الى الله وأقسم ألا يساعد المجرمين مرة أخرى ولكنه وجد صديقه ذاك يتقاتل مع رجل آخر (يبدو أن صديقه كان من هواة العراك) فاستنجد الصديق بموسى لكي يساعده ولكن موسى الذكي رفض مساعدته (إذا يكفي مافعله بالبارحة)، ولكننا نجد قصة القرآن تقفز فجأة الى مشهد موسى وهو يحاول قتل الرجل الآخر الذي كان يتشاجر مع صديقه (يبدو أن هناك جزء ناقص من القصة القرآنية) ولكن يبدو أنه لم يملك الوقت الكافي لكي يُجهز على الرجل الآخر وذلك بسبب أن شخصاً ما (يبدو أنه ناضورجي مثل الذين يعملون مع تجار المخدرات لتحذيرهم من هجمات الشرطة) أخبره أن أهل المدينة قادمون لقتله (عقاباً على قتله للرجل الأول) ففرّ موسى هارباً من المدينة وهو يدعو الله أن ينجّيه من أهل المدينة الظالمين (لا أدري لماذا هم ظالمون). وبالرغم من الضعف السردي الدرامي الواضح في القصة (بسبب القفز الغير مُبرّر بين مشهد موسى وهو يرفض قتل الرجل الثاني الى مشهد آخر له وهو يقتله دون أي تفسير لذلك القفز) إلا أننا لو قمنا لتطبيق مبدأ الداعية النجم عمرو خالد بضرورة اتخاذ ثوابتنا الأخلاقية من قصص القرآن لكانت ثوابتنا الأخلاقية التي يجب علينا ألا نحيد عنها هي:
1. أننا نستطيع ارتكاب أية جريمة مهما كانت فادحة ثم نرفض أن نتلقى العقاب على تلك الجريمة طالما أننا دعونا الله أن يتوب علينا
2. أننا نستطيع تكرار ارتكاب الجريمة مرة أخرى (وربما مرات) بشرط أن نهرب قبل أن تتم معاقبتنا على ارتكاب تلك الجرائم
3. اننا يجب علينا أن نحترم مطاريد الجبل (وهم المجرمون الذين يرتكبون الجرائم ثم يختبئون بالجبال حتى لايتم القبض عليهم) حيث أن القتلة منهم قد يكونوا من الأنبياء أو من أولياء الله الصالحين
4. أننا يجب علينا توخّي الحرص حين نصف شخصاً بالظلم، فالذي يقتل شخصاً أو اثنين هو رسول صالح تقي ورع بينما الذين يريدون معاقبة القاتل هم ظالمون.

وللحديث بقية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل


.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة




.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س


.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر




.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا