الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهداءنا نار ازلية تنير الضمائر

هادي الخزاعي

2008 / 9 / 20
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


(استذكارٌ للذكرى العشرين لأستشهاد الفنان الشيوعي النصير فؤاد يلدا)
اذا ما اهتديت في عتمة ، ليل داجٍ ، بارد الأعطاف ، الى كهف يلتحف الظلمه. ألملم فيه روحي.. وانشر قلاع القلب والوجدان ، ليسريان بي الى مفازات لا ترمش فيها الجفون ولا تجفل منها شرايين الجسد ، فلا تعرف في الوجه حينها غير هدير دمع يستطيل على الخدود وابتسام يتقلد الشفاه.
هناك حيث تبسم العيون من رقاد يشبه صحوالنهار. صحو تستقري فيه حنين الى الأهل وألأصحاب يتقلب على جمر الوجدان حيث تمتد حينها اياد بيضاء يقبلها القمر وهي تمتطي صهوات النجوم سابقتا كل الأزمان ، انها وجوه الشهداء وقد حرنت على مساحة الروح قاطبة .
تقلبني الوجوه بأسمائها المتطامنه من جنب الى جنب ومن جهة الى أخرى .. فتلسعني سنابك ضحكات مالوفة ، يحفضها الفضاء في وعائه المديد ، كما تحفظها تلافيف الذاكرة في الرأس . وتلسعني ايضا تنهدات غارقة بالحب ، يطيرها الى روحي ذلك الحفيف المنثور من تلك الوجوه والأسماء..
وقد حطت اليوم سفين روحي على مرفأ مبلول بالمحبة ليتسع الكون بما فيه من بشر .. فؤاد* انت ذلك المرفأ الفسيح الذي ناخت على تخومه سفيني . فبالأمس غشيتني ملاكا كما انت يا ملاك.. فأستليتَ من روحي ضحكا كنت اظنه قد جف.. وسايفتني بتداعيات عن فلول ايام ركبنا بها محفات كثار.. كنا وغيرنا كما لواننا كنا نسير في بوادي سميتها انت بخطوات الصد مارد.. اذكر ذلك يوم تجاذبنا والشهيد الفنان معتصم عبد الكريم أطراف حديث يخوض في تلك البواديْ . وكلما توغلتُ في ذاكرتي أجدكَ شاخصاً كنخل العراق الذي أنت احببته. اذكرك يا فؤاد مذ حبت معرفتي بك في معهد الفنون الجميله ، الى مرابع بيت ابو وحيده في قامشلينا النافذة التي كانت تطل على العراق ، وفي ربوع كوردستان حيث كنت شامخا بريشتك التي خطت بعض مسارات الدرب الذي انتهيت اليه انت ولكنك ما انتهيت يا فؤاد.. فبريق عيونك الزرقاء طافح للآن يملء السماء والبحور، وأما رحيق روحك النرجس فلا زلت استذوق شهدها وكأني ما ذقت عسلا مثله.. فؤاد .. ابوأيار وربما سمتك امك اسماء أخرْ ، يستحضرك اليوم رفاقك وأصدقاءك ضيفا لا يمل نتناول وأياك بعضا من ارغفة ذاكراتنا ، فأنت وكل شهداءنا جرس يظل يقرع حتى نوافيك ضيوفا في علياءك.

*هو الشهيد الشيوعي ، النصير الفنان التشكيلي فواد يلدا . استشهد في كردســتان وهـو يقــاوم عنف دكتاتورية النظام الصدامي البائــد فـي خريف عام 1988. في دشت الموصل اثناء حملة الأنفال سيئة الصيت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم